قال مدير مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية عمر شعبان إن اكتشافات الغاز الفلسطينية كانت من أوائل الاكتشافات بمنطقة شرق المتوسط، قبل اكتشافات مصر والاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً أن اكتشافه بغزة كان له أهمية كبيرة تضاءلت بالتدريج مع الاكتشافات في المناطق الأخرى.
وأوضح المستشار السياسي عمر شعبان في حديث خاص مع موقع :زوايا"، أن الانقسام الفلسطيني يعد سببا رئيسيا لعدم الاستفادة من حقلي الغاز قبالة شواطئ قطاع غزة.
يشار إلى أن الانقسام الفلسطيني وقع في شهر يوليو 2007 عندما سيطرت حركة حماس غير المعترف بها دوليا على قطاع غزة عسكرياً، وهو ما انعكس على العديد من الملفات ومن بينها استغلال الغاز، كون السلطة هي الممثل للفلسطينيين، ولكنها لا تملك السيطرة على قطاع غزة.
وأضاف شعبان، إضافة للانقسام الذي يعيق استغلال حقل الغاز، فإن فلسطين لم تنقل التكنولوجيا الكافية لاستغلال آبار الغاز على الرغم من وجوده في الحدود الإقليمية الفلسطينية، إلى جانب عدم امتلاك الفلسطينيين جهازا بحريا في ظل سيطرة الاحتلال على المنطقة يجعل هذه الآبار تحت السيطرة الاسرائيلية، خاصة وأن اتفاقية أوسلو لم تعط السلطة سيطرة علي البحار.
اقرأ أيضاً: قيادي جزائري "لزوايا": تصالح حركتي فتح وحماس ضروري لدحر الاحتلال
وأكد المستشار شعبان، أن ترسيم الحدود بين مصر وفلسطين على الرغم من عدم الانتهاء منه ووجود العديد من الروايات حوله، لكن مجرد طرح الموضوع له علاقة بالاكتشافات المتعددة لغاز المتوسط، ولضمان عدم وجود خلاف على الآبار المكتشفة في المناطق التي قد تكون مشتركة بين الحدود.
وبين أن موضوع الغاز في المتوسط أصبح قضية مهمة لدول شرق المتوسط كافة، وترسيم الحدود البحرية أصبح أحد القضايا، التي تسيطر على الأمن والسياسة في السنوات الماضية.
وأشار إلى أن وجود السلطة كعضو في منتدى غاز شرق المتوسط خطوة إيجابية، واعتراف سياسي أن السلطة موجودة بجانب اليونان، ومصر، والاحتلال، وقبرص، واعتراف بملكية السلطة لحقول الغاز في قطاع غزة، وسيساعد على ربط غاز غزة بالوضع الإقليمي.
فوائد اقتصادية من الغاز
وأوضح شعبان أن وجود الغاز في فلسطين يشكل قيمة مهمة للاقتصاد وللصناعة والتنمية، مؤكدا أن القيمة الاقتصادية لغاز غزة تتوقف على السعر والتفاصيل المطلوبة لضخ الغاز، ومن المتوقع أن تدر آبار الغاز قبالة شاطئ غزة دخلا قدره 15 مليار دولار.
يشار إلى أنه في عام 2000 أعلنت مجموعة "بريتش غاز" البريطانية التي كانت مسؤولة عن الإشراف والتنقيب عن الغاز قبل الشركة اليونانية بالمنطقة، اكتشافها حقل "غزة مارين"، وهو يبعد نحو 36 كيلو مترا من الشاطئ وهو الحقل الرئيسي، بالإضافة إلي الحقل الحدودي (Border Field) فهو أصغر سعةً من "غزة مارين"، ويمتد عبر الحدود الدولية الفاصلة بين المياه الإقليمية لقطاع غزة والمياه الإقليمية، التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ في تقارير زوايا: جديد الاحتلال في 2021...سنهدم منزلك خلال 100ساعة
وفي أواخر العام 2019، شاركت فلسطين في تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط بعضوية سبع دول وهي: مصر، والأردن، واليونان، وإيطاليا، وفلسطين، وقبرص، والاحتلال الإسرائيلي، ليكون مظلة للتعاون وللتفاهم بين الدول المالكة للغاز في دول منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.