عبر سياسة "الأطراف"

هل تنجح تحركات "إسرائيل" لتطويق الجزائر؟

الدعم الشعبي في الجزائر
الدعم الشعبي في الجزائر

تتجه "إسرائيل" إلى ترسيخ حضورها ونفوذها في حزام دول الصحراء جنوب دول الساحل أو الشمال الأفريقي، والذي يبدأ من شمال السودان مرورًا بتشاد والنيجر وينتهي إلى السنغال المطلة على المحيط الأطلنطي، بهدف تطويق "الجزائر" التي تنتهج سياسة عدائية تجاه "إسرائيل" في إفريقيا، وتتقارب بشكل ملحوظ مع إيران.

ويعتمد الاتجاه الإسرائيلي بحسب "شادي محسن" الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية على مرتكزين رئيسيين هما مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الغذائي، ولكن يعرقله مجموعة من الاعتبارات من بينها الحضور الإيراني والحضور الروسي ذاتهما.

وكانت إسرائيل اتهمت الجزائر على لسان وزير خارجيتها يائير لابيد في أغسطس 2021 بتقاربها اللافت مع إيران، ولم يفوت لابيد فرصة تواجده بالمغرب دون التعبير علانية عن قلقه من هذا التقارب.

وأوضح الباحث أن "إسرائيل" تنتهج ما يعرف بـ"سياسة الأطراف"، لكسر عزلتها الإقليمية، فكما تسعى لوضع السعودية أمام الأمر الواقع فيما يتعلق بالتطبيع عبر عقد علاقات رسمية مع دول الجوار الإقليمي، تسير على النحو نفسه في أفريقيا "لتطويق" الجزائر عبر عقدها علاقات طبيعية مع تشاد والسودان والمغرب.

اقرأ أيضا: الحكومة تتعمد شيطنة الاحتجاجات المطلبية.. وتتنصل من الاتفاقات

وأشار "محسن" إلى مخاوف إسرائيلية حيال سياسة الجزائر في أفريقيا، وسعيها لمراكمة مقدرات القوة الشاملة سواء الاقتصادية، أو العسكرية، ومستوى التأثير الذي تتمتع به حليفتها الاستراتيجية المغرب في ذات القارة.

بالإضافة إلى تقارب الجزائر من العواصم الأوروبية الباحثة عن توفير بدائل للغاز الروسي، وسعيها إلى تدشين مجموعة من مشروعات الطاقة مع دول الجوار الأفريقي لإنشاء خط غاز يبدأ من نيجريا.

وأكد الباحث في المركز المصري أن ملامح تأثيرات النفوذ الجزائري ظهرت في منظمة الاتحاد الأفريقي بعد طرد الوفد الإسرائيلي في الـ18 من فبراير الماضي، من اجتماع المنظمة في أديس أبابا، حيث تقود الجزائر حملة سياسية مع عواصم أفريقيا لسحب صفة المراقب من إسرائيل في الاتحاد الأفريقي.

وقال الباحث المصري إن "إسرائيل" لا تستبعد إمكانية أن تستغل الجزائر الموارد النووية الاشعاعية التي ترزح تحت أراضي دول الجوار الأفريقي لتغذية المفاعلات النووية الجزائرية التي من المخطط أن تعتمد عليها في استراتيجية التحول في الطاقة لسد احتياجات محلية متزايدة من الكهرباء.

ولهذه الأسباب رأى الباحث "محسن" أن "إسرائيل" تبحث على أدوات دبلوماسية غير تقليدية لتعزيز حضورها في القارة السمراء، مثل الأمن الغذائي، ومكافحة الإرهاب، وترتيبات جديدة للطاقة المتجددة تساعد المغرب على التغلب على قوة الجزائر الهائلة في مجال الطاقة غير المتجددة.

اقرأ أيضاً: دعوات لفلسطينيي الداخل بتنظيم مسيرات موازية لحراك المعارضة في "إسرائيل"

وكشف الكاتب عن مجموعة من العراقيل التي تواجه الطموح الإسرائيلي في القارة الأفريقية وخاصة مع الدول الجارة بالجزائر والمغرب، من بينها البيئة الأمنية المضطربة التي تعاني منها القارة السمراء، وعلاقات إيران التجارية بمنطقة غرب أفريقيا التي تحولت إلى نقطة مركز لطهران لترسيخ حضورها عبر تعزيز العلاقات التجارية مع دول المنطقة.

كما يشكل جمود حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وبحسب الباحث، أحد المعيقات التي تحد من الطموح الإسرائيلي، حيث تعارض أغلبية الدول الأفريقية التي عانت من الاستعمار استمرار غياب حل سياسي للصراع.

يضاف إلى ذلك الحضور الروسي في أفريقيا، وخاصة في السودان التي تلوح بورقة الموافقة على إقامة قاعدة عسكرية روسية على سواحلها في البحر الأحمر، وهو ما يعتبر مشكلة بالنسبة لإسرائيل التي تلحظ تسارعا في العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران في المنطقة.

المصدر : متابعة -زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo