اغتيال مشعل

خبير أمني إسرائيلي يكشف أكبر العمليات الفاشلة في تاريخ الموساد

خالد مشعل
خالد مشعل

كشف خبير أمني إسرائيلي عن واحدة من أكبر الأزمات السياسية والاخفاقات الاستخباراتية لجهاز الموساد التي واجهتها دولة الاحتلال.

وقال "أمير بار شالوم" إن محاولة اغتيال "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس في العاصمة الأردنية عمان قبل نحو 25 عامًا، أسفرت عن واحدة من أكبر الأزمات السياسية التي واجهتها دولة الاحتلال، على اعتبار أنها شكلت إهانة قاسية للدولة المضيفة، وهي المملكة الأردنية.

وبحسب الخبير الأمني فإن إسرائيل تعرضت للإذلال بشكل علني بعد الإخفاق الاستخباري والعملياتي لجهاز الموساد، مشيراً إلى تصريحات "مشعل" لقناة الجزيرة الفضائية التي قال خلالها :"إنه ما زال يشعر بالحزن لأنه لم يستشهد في تلك العملية الإسرائيلية الفاشلة".

وفي تقرير لـ"بار شالوم" نشره موقع "تايمز أوف" العبري أكد أن محاولة الاغتيال الفاشلة تجاوزت في خطورتها حصار السفارة الإسرائيلية في القاهرة عام 2013، ما تطلب العمل وراء الكواليس خلال ساعات حرجة عندما لم يكن من الواضح ما الذي سيحدث لعنصري الموساد، خاصة أن تهديد الملك حسين حينها كان حقيقيا بإعدامهما إذا مات مشعل.

اقرأ أيضا: وزير مصري: الدول العربية ستجد نفسها أمام خطر نووي إيراني وإسرائيلي

وفي تفاصيل الحادثة قال الخبير الأمني إنه تم اختيار "مشعل" كهدف للاغتيال بعد هجوم مزدوج في سوق "محانيه يهودا" في يوليو 1997، وكانت الخطة رشّه بسم قاتل، ما قد يتسبب في وفاته بعد وقت قصير دون ترك أي علامات مريبة، وقبل أيام قليلة من العملية تعقبته وحدة مراقبة من الموساد في عمّان، ورسمت طريقه المعتاد من منزله إلى مكتبه، وفي يوم العملية، اقترب منه اثنان من عملاء الموساد، ومعهما علبة شراب وحقنة مسمومة، وتم تجهيز كليهما بمصل مضاد للسم في حالة حدوث خطأ ما".

نزل "مشعل" من سيارته كالمعتاد وتوجه نحو المكتب، عندما توقفت السيارة نزل منها مشعل، وبدأ في المشي، ولكن بعد ذلك نزلت ابنته الصغيرة بشكل غير متوقع من السيارة واتصلت به.

لم يلاحظها العملاء، ولكن ذلك جعل مشعل يدير رأسه. في هذه المرحلة تم رش السم، ولكن لم يتم فتح العلبة. أدرك مشعل على الفور أن هذه كانت محاولة اغتيال.
 
ويضيف "شالوم":"لسوء الحظ، لاحظ فلسطيني عابر الحادثة وبدأ في تتبع سيارة الهروب، وتم استدعاء الشرطة الأردنية إلى مكان الحادث، واعتقالهما ونقلهما إلى مركز للشرطة في قلب عمان.

في غضون ذلك، بدأت محاولة الاغتيال تكتسب أصداء إعلامية في الأردن والعالم العربي وإسرائيل، وتزايد الخوف أنه بمرور الوقت، وازدياد الضجة، سيكون صعباً تليين موقف الملك حسين، الأمر الذي دفع رئيس الموساد في ذلك الوقت "داني ياتوم" البدء بجهد مزدوج لتسليم المصل للأردنيين في أسرع وقت ممكن، ومعرفة ما يجب القيام به لتهدئة الملك.

اقرأ أيضا: "القبة السيبرانية".. نظام دفاعي إسرائيلي جديد لصد الهجمات الإلكترونية

في هذه المرحلة ظهر في الصورة "إفرايم هاليفي" رئيس الموساد السابق، ويُعد صديقا شخصيا للملك حسين، ويكشف "هاليفي" أن ملك الأردن بعث له برسالة بألا يأتي للأردن، وأنه تم استدعاؤه إلى إسرائيل في اليوم التالي، وبحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، تم طرح فكرة إطلاق سراح مؤسس حركة حماس الشيخ "أحمد ياسين"، ورغم معارضة "نتنياهو" في أول الأمر، إلا أنه وافق بعد ذلك.

وأشار إلى أن الملك أبلغه بأن محاولة اغتيال "مشعل" عرضت حكمه للخطر، لأن الشارع الفلسطيني في الأردن اعتبر أنها تمت بتعاون من المملكة، ولذلك شكلت المحاولة إهانة هائلة للأردنيين، وشعروا بأن إسرائيل تستخف بهم وأنها تعامل الأردن كدولة صغيرة وضعيفة يمكن العمل فيها بحرية".

وكشف الخبير الإسرائيلي أن أحد قادة محاولة الاغتيال الفاشلة في الميدان الذي احتجز فيه مصل السم تلقى أمرًا بتسليم المصل على الفور إلى ضابط مخابرات أردني ينتظر في بهو الفندق، حيث حصل عليه "مشعل" في المستشفى، ونجا من الموت.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo