أوراق قوة بيد الفلسطينيين يمكن استغلالها لوقف العدوان

مواجهات مع الاحتلال بالضفة
مواجهات مع الاحتلال بالضفة

يرى سياسيون ونشطاء أن المقاومة المسلحة، والهبة الجماهيرية في الضفة الغربية بما فيها القدس والداخل الفلسطيني المحتل، وقطع السلطة العلاقات مع الاحتلال بما فيها التنسيق الأمني، تعد أوراقا رابحة وضاغطة وآنية يمكنها إجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه على الشعب الفلسطيني ومقدساته، وفق ما استعرضته "زوايا".

الجماهير والوحدة السياسية

فمن جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية رمزي رباح لـ"زوايا"": "في هذه المواجهة المفتوحة والمتدحرجة مع الاحتلال هنا عدة نقاط قوة كانت وما زالت وتعززت في الوقت الراهن، بالإمكان الاستفادة منها، أولاً: الحركة الجماهيرية الناهضة وتعزيزها كعنصر قوة رئيسي في صياغة الموقف السياسي وتطويره، وتم التعبير عنها جماهيريا في القدس المحتلة، حينما تصدى المرابطون لاقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى.

والنقطة الثانية، وفق رباح، ما عبرت عنه جنين من تصد للعدوان، إلى جانب باقي مدن وبلدات الضفة، والذي ترافق مع الاعتصامات والوقفات المناهضة لعدوان الاحتلال التي نُظمت في حيفا والناصرة وأم الفحم وغيرها من مدن وبلدات الداخل المحتل، والوقفات في المخيمات الخارج والشتات، كلها عناصر قوة رئيسية ينبغي التركيز عليها وتعزيزها.

والنقطة الثالثة هي ضرورة تحقيق الوحدة السياسية بتجاوز الانقسام والبدء بحوار وطني شامل وتغليب المصلحة الوطنية من خلال تشكيل قيادة موحدة للمقاومة الشعبية التي تستنزف الاحتلال وتقلل من خسائر شعبنا، وتعزز الوحدة الميدانية الحالية وتنهض بالحركة الوطنية التي أصبحت واضحة على الأرض في القدس وجنين.

اقرأ أيضاً: "فتح".. هل تعود إلى خيار "المقاومة المسلحة"؟

وحول اقتراح الجبهة الديمقراطية الذي كانت ستطرحه لوقف العدوان، خلال اجتماع القيادة الذي كان من المقرر عقده يوم الأحد (17/4/2022)، وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى، أوضح رباح "كنا سنضيف التالي: أولا، أن القرارات السياسية يجب تحريكها للضغط على المجتمع الدولي، أولها وقف التنسيق الأمني والبدء بتطبيق قرارات المركزي وهذا وقته المناسب الآن أكثر من أي وقت مضى. ثانيا التحلل من كل الاتفاقيات مع الاحتلال ووقف العمل بها وفي مقدمتها اتفاقية أوسلو وقطع العلاقة مع الاحتلال".

إضافة إلى ذلك، يجب البدء بترتيب برنامج سياسي مشترك وقواسم مشتركة مستمدة من قرارات الاجتماع الوطني من المجلسين الوطني والمركزي ووثيقة الأسرى واتفاقات المصالحة، إلى جانب الشراكة في منظمة التحرير والسلطة من خلال الاتفاق على صيغة تمثيل متفق عليها بين الجميع في إطار منظمة التحرير، وهذه القضايا مستحقة باستحقاق التحديات التي نواجهها، وفق رباح.

الهبة في باب العامود

ووفق مسؤول الإعلام في التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب، فإن أكثر ورقة رابحة هي الهبة الشعبية التي حدثت في باب العامود أمام مسيرة الأعلام التي نظمها المستوطنون، وهي الأهم والأقوى في مواجهة العدوان والتي تعجز "إسرائيل" عن مواجهتها، فكلما زاد عدد الجماهير المحتشدة كلما كانت هذه الورقة أفضل وأصلب.

وأضاف الجاغوب لـ"زوايا" أن الوحدة الوطنية إذا تحققت ستكون ورقة قوية في وجه الاحتلال الذي يحاول الاستفراد في القدس والضفة وغزة، ويحاول تغذية القسمة الداخلية.

ورأى الجاغوب أن تعزيز الهبة الشعبية الحالية بحاجة إلى قرار، مشيرا إلى اتفاق الأمناء العامين خلال اجتماعهم في بيروت في سبتمبر/2022 وركزوا على تفعيلها وألا تقتصر على مناطق معينة بل أن تكون هبة كاملة، منوها أن الهبة الشعبية قد تحققت في القدس ولكن ليس بترتيب الفصائل، والمطلوب من الفصائل الآن ترتيب صفوفها وتعزيز أوراقها، حتى تكون ورقة قوية ضاغطة على الاحتلال.

اقرأ أيضاً: حماس والجهاد.. تقارب يتجاوز التباينات

وحول الاتهامات الشعبية الموجهة للدبلوماسية الفلسطينية بفشلها في فضح ممارسات الاحتلال وتشكيل لوبي دولي ضاغط عليه، أوضح الجاغوب أن الفشل ليس في التواصل الفلسطيني بل في ازدواجية الغرب في التعامل مع القضايا، فالرئاسة والدبلوماسية والخارجية الفلسطينية لم تقصر في الاتصالات أو شرح ما يحدث، لكن العالم لا ير إلا بنظارة سوداء، فهو يرى المجازر التي تحدث في الصراع الروسي الأوكراني، ولا يرى الاحتلال وما يقوم به، وكأن العالم يتعامل مع القضايا بأن هناك احتلال شرعي واحتلال غير شرعي.

الإرادة ومحور المقاومة

من جانبه، اعتبر عضو التحالف الشعبي للتغيير عمر عساف، أن الإرادة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال وعدم الخنوع والتراجع عمليا جدوى مستمرة، إلى جانب اتساع المشاركة وتوسيع رقعة الاشتباك مع الاحتلال الذي يراهن على أن يمكنه الاستفراد بأهل القدس أو بأي منطقة من فلسطين، فعندما يكون الاشتباك واسعا ونقاط التماس متعددة، وحين تدخل المقاومة على الخط، ذلك يكون ورقة رابحة بيدنا لوقف العدوان.

كما رأى عساف في حديثه لـ"زوايا" أن "حلفاءنا في محور المقاومة، يشكلون ورقة رابحة، ويجب علينا أن نحسن استغلالها، وألا نراهن على إمكانية الوصول إلى حلول مع الاحتلال إلا من خلال فرض التراجع عليه بالقوة".

ويتفق عساف مع من سبقوه بأن الوحدة الميدانية على الأرض بغض النظر عن القوى والانتماءات، خاصة في القدس والأقصى، ورقة مهمة وضاغطة لوقف العدوان.

وأكد على ضرورة وقف التنسيق الأمني والعلاقات مع الاحتلال، ومغادرة المراهنة على الإدارة الأمريكية وإمكانية الوصول إلى حلول وسط مع هذه الإدارة، مشيرا إلى أن ذلك بحاجة لقرار سياسي، وهو ورقة مهمة لوقف العدوان لو أحسنت قيادة السلطة استغلالها.

يشار إلى أن الاحتلال كثّف من عدوانه على القدس المحتلة وباقي محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق الداخل المحتل، منذ بداية شهر رمضان حتى اليوم، الأمر الذي دفع الفلسطينيين إلى مواجهته بهبة جماهيرية واسعة، وعمليات مسلحة قوية هزت الداخل المحتل.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo