غدا تنتهي المهلة التي أعطاها الدكتاتور الامريكي الاشقر للمقاومة في غزة، يا إلهي، ما الذي سيحدث اذا لم توافق حركة حماس على خطة الاستسلام التي لاقت قبولا دوليا ودعما عربيا وترحيبا اسلاميا فاق التوقعات، خاصة من دول كانت ظاهريا دولا مساندة بقوة للقضية الفلسطينية وداعمة رئيسة للمقاومة الاسلامية مثل قطر وتركيا؟
لقد توعد ترامب الفلسطينيين وهددهم بانه سوف يدع الصهاينة يفعلون ما لم يفعلوه في غزة من قبل…ولكن ماذا سيفعل الاحتلال اذا كان رد المقاومة تكتيكيا ويعتبره العدو سلبيا؟، هل سيقوم بقصف الخيام وحرقها على من فيها؟، لقد فعل…هل سيدمر المساجد على المصلين والمدارس على النازحين والمستشفيات على المرضى والمسعفين؟ لقد فعل، هل سيقوم بتجويع الاطفال حتى الموت وتهجير ما تبقى من اهل غزة الى الجنوب واذلالهم على شارع الرشيد؟…لقد جرب كل وحشيته وهمجيته ولم يفلح بتركيع شعب الجبارين، فماذا بعد؟…
ولو عدنا على طريقة “فلاش باك” اسبوعا واحدا الى الوراء، ودققنا بملامح المجرم النتنياهو عندما دخل الى قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة لالقاء كلمته “الركيكة”، ومغادرة معظم وفود العالم، إلا بعض الوفود المتصهية مثل وفدي الامارات والبحرين، هل رأيتم كيف كان وجهه ينقط سما زعافا؟ ونظراته تائهة تستنجد وتطلب حبل نجاة لاخراجه من الجب بعد الاعترافات الدولية المتلاحقة وانضمام عشرات السفن لاسطول الصمود، بالاضافة الى التحول الكبير بالرأي العام والصحوة العالمية؟…الى أن جاءته الخطة التي قال عنها “بهذا نقلنا الحصار على المقاومة التي كانت تعمل على محاصرتنا…
قمة المهزلة ان تلعب الولايات المتحدة الإرهابية دورها الاجرامي على المكشوف، عبر تبني خطة على مقاس “النتنياهو” وتسويقها للعالم على اساس انها خطة الرئيس المعتوه الذي يرشح نفسه لجائزة نوبل للسلام، ومن ثم تلقى كل هذا الدعم العربي الواسع، وكأنها خطة انقاذ للشعب الفلسطيني، بينما هي لا تلبي ادنى حقوقه المشروعة…
الكل يعلم ان الخطة الترامبية لم تطرح للخروج من الوضع المأساوي في غزة بل هي خطة نتنة وقذرة تريد أن تعطي الاحتلال الضوء الاخضر للانتقال الى المرحلة الاخطر في عملية اجتياح مدينة غزة والتي تتطلب ارتكاب المزيد من اعمال الابادة وبشكل أفظع مما سبق، وهذا يحتاج لخطة خبيثة تجعل العالم يرحب بها ويلقي باللوم على المقاومة لعدم قبولها لهذا الحل الاستسلامي…
قد تكون هذه من اصعب مراحل طوفان الاقصى، ولكن المقاومة التي صمدت كلةهذا الصمود الاسطوري وما زالت تفاجيء العدو بعد سنتين بعملياتها النوعية وبقصفها للمستعمرات الصهيونية، قادرة على اتخاذ القرار المناسب واستعادة زمام المبادرة من خلال الرد المناسب على الارض وفي الميدان قبل الرد على خطة الاستسلام…
اللعنة على كل المتواطئين والمخدوعين بمقالب ترامب اللعين، والف تحية للمشاركين في اسطول الصمود الذين جازفوا بحياتهم نصرة للحق ولاخوة لهم في العروبة والدين…