سحق غزة

خارطة الرعب للحرب: تدمير واحتلال وتهجير

تهجير المواطنين في قطاع غزة
تهجير المواطنين في قطاع غزة

تكشف الوثائق والمعطيات الميدانية عن وجود مخطط إسرائيلي منهجي لتدمير قطاع غزة بدأ منذ اللحظة الأولى لهجوم السابع من أكتوبر 2023، حيث أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق هيرتسي هاليفي صراحة: "فلتُدمر غزة". هذا التصريح لم يكن مجرد ردة فعل عاطفية، بل خارطة طريق تم تطبيقها بدقة عسكرية وجغرافية خلال عامين من الحرب المستمرة.

المرحلة الأولى: الضربة الاستراتيجية الشاملة (أكتوبر 2023)

مخطط منذ اليوم الأول: الشمال بوابة النار

الهدف الفوري: شل القدرة الدفاعية لحماس وتدمير البنية التحتية الأساسية

النمط التكتيكي: قصف جوي ومدفعي مكثف للمناطق الحدودية والاستراتيجية

المناطق المستهدفة أولاً:

بيت حانون (البوابة الشمالية): تدمير 98% من المدينة

الأحياء الشرقية لمحافظة غزة (الشجاعية والزيتون): تدمير يتجاوز 90%

حاجز إيرز: القضاء على المنفذ الرئيسي

التحليل الجغرافي للمرحلة الأولى

المخطط ركز على المناطق ذات القيمة الاستراتيجية العسكرية والاستخباراتية، مما يؤكد أن التدمير كان مدروساً وليس عشوائياً.

المرحلة الثانية: التوسع المنهجي (نوفمبر 2023 - مارس 2024)

الهجوم على المعاقل الرئيسية: تدمير المركز

مخيم جباليا: أكبر مخيم للاجئين (119,540 لاجئ في 1.4 كم²)

أربع عمليات عسكرية برية

تدمير 90% من المخيم بما في ذلك مراكز الأونروا

محافظة غزة: المركز الإداري والحكومي

14 منطقة سكنية تضم 893,932 نسمة

تدمير الأحياء الاستراتيجية: الشجاعية (90%)، الزيتون (90%)، التفاح (75%)

النمط الجغرافي للتدمير

تركيز على المناطق الحضرية المكتظة بالسكان والمراكز الحكومية لتحقيق أقصى تأثير نفسي واجتماعي.

المرحلة الثالثة: الحصار المنهجي للجنوب (ديسمبر 2023 - يوليو 2024)

خان يونس: السلة الغذائية المستهدفة

أربع عمليات برية متتالية

الهدف الاستراتيجي: تدمير القاعدة الزراعية لغزة (45% من الأراضي الزراعية)

النتيجة: تدمير 90% من المحافظة التي تضم 436,744 نسمة

الأهمية الرمزية: مهد فكرة هجوم السابع من أكتوبر

التحليل الاقتصادي

استهداف خان يونس يهدف إلى تدمير الأمن الغذائي لغزة بالكامل، مما يجعل البقاء مستحيلاً حتى بعد انتهاء الحرب.

المرحلة الرابعة: الحسم النهائي (مايو 2024 - أغسطس 2025)

رفح: الضربة القاضية للبوابة الأخيرة

الأهمية الجغرافية: البوابة الجنوبية الوحيدة مع مصر

التكتيك الإسرائيلي: حشد 1.3 مليون فلسطيني ثم تدميرها

النتيجة الكارثية: تدمير 95% من المحافظة (296,661 نسمة في 63 كم²)

الهدف الاستراتيجي: قطع آخر شريان حياة مع العالم الخارجي

رفح كنموذج لسياسة التهجير القسري

محاولة تطبيق "الهجرة الطوعية"

عند فشل الخطة: التدمير الشامل كبديل

الهدف طويل المدى: ترحيل الفلسطينيين نهائياً

المرحلة الخامسة: التدمير المكتمل والسيطرة النهائية (2025)

إنهاء المقاومة في المعاقل الأخيرة

العودة لشمال غزة: عمليات متكررة في جباليا وبيت حانون

استكمال التدمير: القضاء على أي إمكانية للعودة السكانية

المحافظة الوسطى: الأقل تدميراً (38%) كمنطقة عازلة محتملة

التصور النهائي للسيطرة الجغرافية

تركيز إسرائيلي على السيطرة الكاملة على المحاور الاستراتيجية:

محور فيلادلفيا (الحدود المصرية)

محور نتساريم (تقسيم القطاع)

الشريط الحدودي الشرقي

التحليل الاستراتيجي الشامل

خصائص المخطط الإسرائيلي

1- المنهجية الزمنية:

بدأ من اليوم الأول بتصريح هاليفي

تنفيذ متدرج على مراحل زمنية محددة

كل مرحلة تمهد للتي تليها

2- الدقة الجغرافية:

استهداف المناطق الاستراتيجية أولاً

التدرج من الشمال إلى الجنوب

القضاء على المراكز الحيوية قبل السكنية

3- التكامل التكتيكي:

دمج القصف الجوي مع العمليات البرية

استخدام شركات مقاولة هندسية للتدمير المنهجي

تكرار العمليات لضمان التدمير الكامل

الأهداف الاستراتيجية طويلة المدى

1- جعل غزة غير صالحة للحياة:

تدمير البنية التحتية الأساسية

القضاء على الأمن الغذائي والمائي

تدمير المراكز الصحية والتعليمية

2- كسر الإرادة الفلسطينية:

القضاء على الرموز الوطنية

تدمير المراكز التاريخية والثقافية

خلق حالة يأس جماعي

3- التهجير القسري التدريجي:

خلق ظروف معيشية مستحيلة

قطع كل صلة بالعالم الخارجي

جعل البقاء أصعب من الرحيل

استنتاجات تحليلية

طبيعة المخطط

ما يحدث في غزة ليس مجرد عملية عسكرية تقليدية، بل مخطط استراتيجي شامل لتدمير القطاع وجعله غير قابل للحياة. التسلسل الزمني والجغرافي للعمليات يؤكد وجود رؤية محددة بدأت منذ اليوم الأول.

المؤشرات المستقبلية

  • احتلال تدريجي: السيطرة على المحاور الاستراتيجية تمهد لاحتلال دائم
  • تغيير ديموغرافي: جعل العودة الفلسطينية مستحيلة عملياً
  • إعادة تشكيل جغرافي: تقسيم القطاع إلى مناطق منفصلة تحت السيطرة الإسرائيلية

التحدي الإنساني

مع سقوط أكثر من 61,000 قتيل فلسطيني وتدمير يصل إلى 98% في بعض المناطق، تواجه غزة كارثة إنسانية وحضارية غير مسبوقة تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لوقف هذا المخطط التدميري المنهجي.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo