أعلن توبياس إلوود، البرلماني البريطاني السابق عن حزب المحافظين ووزير الدولة السابق في وزارة الخارجية البريطانية، تأييده للاعتراف بدولة فلسطين، في تحول ملحوظ عن موقفه السابق عندما كان وزيراً للخارجية عام 2014.
وقال إلوود في مقال نشره مؤخراً إن "الوقت الحالي هو الوقت المناسب تماماً" للاعتراف بدولة فلسطين، مبرراً تغيير موقفه بالحاجة الملحة لـ"توجيه ضربة لمسار خطر يهدد بإغلاق نافذة حل الدولتين إلى الأبد".
أسباب التحول في الموقف
حدد الوزير السابق عدة أسباب دفعته لتأييد الاعتراف بدولة فلسطين في الوقت الراهن:
غياب الاستراتيجية الإسرائيلية الواضحة
انتقد إلوود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم تقديمه "أية خطة موثوقة لإدارة غزة بعد الحرب"، مشيراً إلى أن ما يظهر من أفعاله "يوحي باستراتيجية قائمة على الصراع الدائم".
حجم المعاناة الإنسانية غير المبررة
أكد أن "المعاناة المستمرة بهذا الحجم في غزة لا يمكن تبريرها بمجرد حق إسرائيل في هزيمة حماس"، مشيراً إلى أن "ثلثي غزة بات مدمراً، ومليوني إنسان نازحون، وعشرات يموتون أسبوعياً".
ضعف موقف "حماس" وإيران
لفت إلى أن "قوات حماس أصبحت في وضع ضعيف للغاية"، وأن "إيران، الداعم الرئيس لها، باتت هي الأخرى تحت الضغط"، مما يوفر فرصة لعزل الحركة سياسياً.
تغير الموقف الأميركي
أشار إلى أن الرئيس ترمب بدأ "يربط دعمه لنتنياهو بشروط متزايدة"، بما في ذلك الدعوات لمنع تفشي المجاعة، مما يفتح نافذة للضغط من أجل حل الدولتين.
تحول في الفكر السياسي
يمثل موقف إلوود الحالي تحولاً جذرياً عن موقفه السابق عام 2014، عندما قال كوزير للخارجية إن "بريطانيا ستعترف بدولة فلسطينية فقط عندما ترى أن مثل هذه الخطوة ستساعد في تحقيق عملية السلام، وليس كبادرة رمزية".
وأوضح أن الاعتراف الآن يمكن أن "يساعد في تحويل التركيز العالمي، وعزل حماس سياسياً، فضلاً عن تقويض مبررات إيران لتسليح وكلائها في المنطقة".
التحذير من استمرار الوضع الراهن
حذر الوزير السابق من أن "الانتظار إلى أجل غير مسمى بحثاً عن اللحظة المثالية ليس استراتيجية"، مؤكداً أن "استمرار الوضع القائم، أو السعي نحو حل الدولة الواحدة، لن يؤدي إلا إلى ترسيخ تمرد دائم".
وأشار إلى أن عدم التحرك سيبقي "إسرائيل في حالة توتر دائم مع جيرانها"، محذراً من أن البديل عن حل الدولتين هو "استمرار المعاناة والتطرف والحرب التي لا نهاية لها".
الدعم الإقليمي والدولي
أكد إلوود أن "القوى الإقليمية، بما في ذلك مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب جزء كبير من المجتمع الدولي، حريصة على تقديم المساعدة" لدعم إقامة حكم موثوق في غزة ما بعد "حماس".
ولفت إلى أن هذه القضية "مدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة في نيويورك"، مما يوفر منصة دولية مناسبة للتحرك.
"الانتظار لم يعد خيارًا"
اختتم إلوود موقفه بالتأكيد أن "الانتظار إلى أجل غير مسمى ليس استراتيجية"، محذرًا من أن تجاهل هذه اللحظة قد يؤدي إلى غلق نافذة حل الدولتين إلى الأبد، وترسيخ صراع دائم تغذيه القوى المتطرفة.
يُذكر أن موقف إلوود يمثل تحولًا لافتًا في أوساط المحافظين البريطانيين، ويعكس اتساع الهوة بين السياسات الإسرائيلية وبين الاتجاهات الجديدة في الرأي العام العالمي.
يأتي موقف إلوود في سياق تزايد الأصوات البريطانية المؤيدة للاعتراف بدولة فلسطين، وسط ضغوط متزايدة على الحكومة البريطانية لاتخاذ موقف حاسم حيال الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.