المعطيات الاستراتيجية
الخلفية التشغيلية
كشفت وثائق سلاح الهندسة بالجيش الأمريكي (يوليو 2025) عن برنامج بناء عسكري ضخم في إسرائيل بقيمة تتجاوز 1.5 مليار دولار، يشمل:
- بناء أكثر من 20 موقعًا عسكريًا جديدًا
- منشآت تزويد بالوقود للطائرات الحربية
- حظائر للمروحيات القتالية
- مراكز قيادة متقدمة
- مقر جديد للكوماندوز البحرية الإسرائيلية "شايطيت 13"
- مستودعات ذخيرة استراتيجية
السياق الإقليمي
يأتي هذا المشروع في ظل تصاعد التوترات مع إيران، خاصة بعد توقف المفاوضات النووية وتصاعد التهديدات الإيرانية للقواعد الأمريكية في المنطقة.
التحليل الاستراتيجي
1- التحول في استراتيجية الردع الأمريكية
من الوجود المباشر إلى الردع بالوكالة
- تقليل الانكشاف الأمريكي المباشر في الشرق الأوسط
- تحويل إسرائيل إلى "قاعدة أمامية متقدمة" للردع الأمريكي
- تمكين إسرائيل من تنفيذ عمليات استراتيجية دون تدخل أمريكي مباشر
مفهوم "الاكتفاء الردعي المشترك"
- إنشاء بنية لوجستية تسمح بردع فعال دون انتشار قوات أمريكية كبيرة
- تعزيز القدرة على الاستجابة السريعة للتهديدات الناشئة
- تحقيق التوازن بين الالتزام والمرونة التشغيلية
2- الأبعاد العملياتية
القدرات الجوية المتقدمة
- تمكين عمليات جوية بعيدة المدى ضد أهداف إيرانية
- تعزيز قدرات التزويد بالوقود الجوي للعمليات الاستراتيجية
- إنشاء شبكة قيادة وسيطرة متطورة
العمليات الخاصة والبحرية
- دمج عمليات الكوماندوز البحرية الإسرائيلية مع النظم الأمريكية
- تأمين الملاحة في البحر الأحمر وشرق المتوسط
- تطوير قدرات الاستطلاع والاستهداف المتقدمة
3- الحسابات الجيوسياسية
رسالة الردع الإقليمية
- إشارة واضحة لإيران حول ثبات الالتزام الأمريكي تجاه إسرائيل
- تعقيد حسابات المحور الإيراني في أي تخطيط لعمليات هجومية
- تعزيز الموقف التفاوضي الأمريكي في المنطقة
التوازن الإقليمي
- مواجهة تزايد النفوذ الروسي والصيني في المنطقة
- تعزيز شراكات الأمن الإقليمي مع الدول العربية
- تحفيز تطوير آليات الأمن الجماعي الإقليمي
التقدير الاستراتيجي
نقاط القوة
- المرونة التشغيلية: تقليل الاعتماد على القواعد الأمريكية المعرضة للهجمات
- الفعالية المالية: تكلفة أقل من انتشار قوات أمريكية كبيرة
- الردع المتقدم: تعزيز قدرات الردع دون تصعيد مباشر
المخاطر المحتملة
- التصعيد الإقليمي: قد يحفز إيران على تطوير قدراتها الهجومية
- الاستهداف: تحويل إسرائيل لهدف أكبر للانتقام الإيراني
- الإشراك القسري: خطر انجرار أمريكا لصراع إقليمي رغم عدم رغبتها
الآثار على الحلفاء العرب
- قد تثير مخاوف دول الخليج حول تراجع الضمانات الأمريكية المباشرة
- تحفيز البحث عن ترتيبات أمنية بديلة أو تكميلية
- ضرورة إعادة تقييم العلاقات الأمنية مع واشنطن
السيناريوهات المستقبلية
السيناريو الأول: الردع الناجح
- تحقيق استقرار إقليمي نسبي
- تراجع التوترات مع إيران
- تعزيز الشراكات الأمنية الإقليمية
السيناريو الثاني: التصعيد المحكوم
- تبادل اعتداءات محدودة
- تفعيل آليات الردع الجديدة
- تدخل دولي لاحتواء الأزمة
السيناريو الثالث: المواجهة الشاملة
- صراع إقليمي واسع
- تدخل أمريكي مباشر
- إعادة تشكيل الخريطة الأمنية للمنطقة
الخلاصة التحليلية
يمثل مشروع بناء القواعد العسكرية الأمريكية في إسرائيل تحولًا جوهريًا في استراتيجية الردع الأمريكية بالشرق الأوسط، من نمط الوجود المباشر إلى "الردع بالوكالة". هذا التحول يعكس رغبة واشنطن في الحفاظ على نفوذها وقدرتها على التأثير دون تحمل أعباء الانتشار الكثيف.
النجاح في هذه الاستراتيجية يتطلب توازنًا دقيقًا بين الردع الفعال وتجنب التصعيد المدمر، مع ضرورة الحفاظ على الشراكات الإقليمية وطمأنة الحلفاء العرب حول استمرار الالتزامات الأمنية الأمريكية.