الردع تحقق... لكن الخطر لم يُرفع
في مقال هام نُشر في صحيفة هآرتس، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك انتقادات لاذعة لحكومة بنيامين نتنياهو، محذرًا من أنها تشكل تهديدًا مباشرًا على مستقبل إسرائيل، سياسيًا وأمنيًا وحتى وجوديًا.
وأكد باراك أن النجاحات العسكرية والاستخباراتية في "حرب الأيام الـ12" لا يجب أن تُغطي على حقيقة أن التهديد النووي الإيراني ما زال قائمًا، وأن ما تم إنجازه على الأرض لم يكن كافيًا لاستئصال الخطر، بل أخّر المشروع النووي الإيراني بضعة أشهر فقط، بمساعدة أميركية.
إيران على عتبة نووية... والقيادة تتهرب
وأشار باراك إلى أن إيران أصبحت بالفعل "دولة عتبة نووية"، بالرغم من الإنكار الإسرائيلي والأميركي، محذرًا من أن انسحاب ترمب من الاتفاق النووي عام 2018 – بإيعاز من نتنياهو – كان "خطأً جسيماً"، أدى إلى تسارع البرنامج الإيراني.
وأضاف أن الضربات الجوية الأخيرة، على الرغم من دقتها، لم تقضِ على البنية التحتية للبرنامج النووي، وأن طهران قد تستخدم التوتر الحالي كغطاء لتسريع خطواتها النووية.
فصل جديد... بلا قيادة مسؤولة
وحذر باراك من أن إسرائيل تواجه الآن فصلًا استراتيجيًا جديدًا، يتطلب قيادة تمتلك وضوحًا فكريًا وبعد نظر سياسي، لا مجرد تفوق عسكري. مشيرًا إلى أن إنهاء الحرب في غزة، واستعادة الأسرى، والانضمام إلى النظام الإقليمي الجديد، والتطبيع مع السعودية، كلها فرص يجب استغلالها الآن – لكن حكومة نتنياهو تعرقل ذلك، على حد تعبيره.
حكومة خطيرة وديمقراطية مهددة
وشدد باراك في مقاله عبر تصعيد لهجته، قائلًا إن حكومة نتنياهو الحالية "تشكل خطرًا وجوديًا" على الديمقراطية الإسرائيلية، وعلى وحدة الشعب، والحرية الفردية، وهي – حسب وصفه – "أسوأ حكومة في تاريخنا".
ودعا باراك إلى ما اسماه استئناف فوري للنضال السياسي ضد الحكومة الحالية، بمجرد انتهاء الحرب، محذرًا من الوقوع في مساومات مفسدة قد تكرّس الانحدار الداخلي.