وصف المفكر السياسي المصري عمرو الشوبكي الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران بأنها ليست مجرد عمل عسكري، بل "اختراق استخباراتي ضخم" أسفر عن مقتل شخصيات من الصف الأول في النظام الإيراني، بينهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، إلى جانب عشرات العلماء، ما يعني حسمًا واضحًا للجولة الأولى من المواجهة لصالح إسرائيل على مستوى التكنولوجيا والاستخبارات.
وأكد الشوبكي أن إيران ردّت بقوة عبر إطلاق عشرات الصواريخ الباليستية، أصاب بعضها أهدافًا حيوية داخل إسرائيل، لكن الفارق في الإمكانات والدعم الدولي ظهر بوضوح، مشيرًا إلى أن "تفوق إسرائيل لم يكن مجرد مسألة عسكرية بل نتيجة دعم أمريكي وغربي حاسم".
وأوضح المفكر المصري أن نقل وحدة إسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية وتنفيذ عمليات تصفية دقيقة، مثل اغتيال قيادات في غرفة نومهم بطهران، يعكس مستوى الاختراق الذي بلغه الموساد، وهو ما جعل المواجهة الحالية "سابقة تاريخية" في طبيعة العلاقة بين الطرفين.
وأشار إلى أن إيران قررت الرد بالأصالة وليس عبر وكلائها الإقليميين، منتقلة من مرحلة "الصبر الاستراتيجي" إلى ما سماه "حروب الردع"، قبل أن تصل إلى ما وصفه بـ"المواجهة الشاملة" التي ظلت طهران تتجنبها طويلًا.
ورغم اعترافه بأن إيران دولة علم وتمتلك أدوات ردع فاعلة، إلا أن الشوبكي يرى أنها أخفقت في تجديد نظامها الداخلي، وظلت تعالج التحديات الداخلية بالقمع والتسكين، ما أدى إلى انقسام شعبي واضح، لا سيما في أوساط الشباب.
وانتقد الشوبكي استمرار إيران في الاعتماد على أدوات وأذرع فقدت شرعيتها الشعبية، كحزب الله في لبنان والنظام السوري، مؤكدًا أن ذلك سهّل استهدافها إقليميًا وقلّص نفوذها الطبيعي في الشارع العربي.
وفي ختام تحليله، يرى الشوبكي أن أمام إيران فرصة نادرة لتتحول إلى دولة طبيعية، تواجه الاحتلال الإسرائيلي دون وكلاء، وتتواصل مع شعوب المنطقة عبر القيم والمصالح المشتركة لا عبر التدخل الخشن أو الأدلجة القسرية.