دعا لمواجهة جدية

نبيل فهمي: "إسرائيل تسعى لمحو فلسطين من الوجود"

مواطن يجلس فوق ركام منزله المدمر بغزة
مواطن يجلس فوق ركام منزله المدمر بغزة

انتقاد دولي

كشف نبيل فهمي وزير الخارجية المصري السابق عن انتقادات دولية واسعة للاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في غزة. وأشار إلى أن شخصية عسكرية أمريكية مهمة لها دور في العراق وأفغانستان انتقدت عدم تبني إسرائيل لخطط عسكرية سليمة لتحقيق هدفها المعلن المتمثل في القضاء على حماس.

ورد فهمي على هذه الانتقادات مؤكداً أن "العمل العسكري هو أداة لتحقيق هدف سياسي وليس العكس"، مذكراً بأن التجربة الأمريكية في العراق وأفغانستان لم تكن بالنجاح المنشود.

الهدف الحقيقي

أكد فهمي أن الهدف الحقيقي للعمليات العسكرية الإسرائيلية ليس القضاء على حماس كما تدعي، بل "القضاء على القضية الفلسطينية بالكامل بالتهجير بمختلف الأساليب". وأشار إلى أن هذا يتضمن تجميع الفلسطينيين في مناطق محددة بالقطاع للضغط عليهم، إضافة إلى التوسع الاستيطاني في غزة والضفة الغربية.

ودعم فهمي تحليله بالإشارة إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين، حيث أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي صراحة استبعاد بلاده كلياً فكرة إنشاء دولة فلسطينية من جهة المبدأ، كما أعلن الوزير بن غفير أن حل الوضع بغزة يكون "بالدم وليس بالتفاوض".

غضب دولي

لفت فهمي إلى أن "الرأي العام العالمي أصبح ناقماً بشدة على إسرائيل ورافضاً سياساتها وممارساتها غير الإنسانية". وأشار إلى أن المقترح الأمريكي والجهد الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين أثار غضباً عالمياً واسعاً، خاصة في ظل الحديث عن تهجير مليوني فلسطيني خارج أراضيهم.

مسارات العمل المطلوبة

المسار الأول: التوسع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية

دعا فهمي إلى "التوسع في اعتراف الدول بالدولة الفلسطينية تحت الاحتلال على أساس حدود 1967"، مؤكداً أن هذا سيشعر الشعب الفلسطيني أن حلمه مستوعب ومدعم، وسيعلم الساحة الإسرائيلية أن التمادي في الغطرسة له رد فعل عكسي.

المسار الثاني: المحاسبة الدولية

أكد فهمي على أهمية "الاتفاق على مجموعة من الإجراءات لمحاسبة المخالفين للقانون الدولي العام والإنساني"، مشيراً إلى ضرورة تطبيق الإجراءات العقابية إزاء الجرائم ضد الإنسانية وتحميل القادة والمؤسسات مسؤولية تلك الإجراءات.

كما دعا إلى "وقف تصدير السلاح واتفاقات التعاون مع إسرائيل ما دامت مستمرة في رفض وقف إطلاق النار".

مؤتمر نيويورك

أشار فهمي إلى المؤتمر الذي تنسقه السعودية وفرنسا في نيويورك خلال يونيو 2025 حول سبل ترجمة هدف إقامة حل الدولتين إلى حيز التنفيذ، معتبراً إياه "خطوة جيدة توفر فرصة لخلق زخم سياسي متصاعد ضد الإجرام في غزة".

ودعا إلى أن يسبق المؤتمر ويعقبه خطوات لزيادة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأن يصدر عنه إجراءات وتوصيات لمحاسبة الإسرائيليين على تجاوزاتهم.

رؤية مستقبلية للحل

اقترح فهمي خطة متكاملة تشمل الوضع بغزة وفقاً للمقترح المصري العربي تنفذ خلال ثلاثة أعوام، مع وضع خريطة طريق لإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 خلال خمسة أو ثمانية أعوام.

كما أكد على إمكان إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والدول العربية مع إنهاء الاحتلال وإقامة منظومة إقليمية أمنية بين الدول غير المحتلة لأراضي الغير.

المصدر : اندبندنت عربية
atyaf logo