تحديات ما بعد الطوفان

الأحزاب العربية في الداخل المحتل.. مقاومة العنصرية تحتاج الوحدة

الكنيست الإسرائيلي
الكنيست الإسرائيلي

الدور السياسي

تشكل الأحزاب العربية في إسرائيل إحدى الأدوات الرئيسية التي يعبر من خلالها الفلسطينيون في الداخل (عرب إسرائيل) عن هويتهم الوطنية ويحاولون الدفاع عن حقوقهم في مواجهة سياسات التهميش والإقصاء. تنوعت هذه الأحزاب بين تيارات قومية، شيوعية، إسلامية، ومدنية، واتحدت في هدف مشترك هو مقاومة التمييز العنصري وتحسين أوضاع المجتمع العربي.

التمثيل البرلماني والتحديات

- الانتخابات والإنجازات: حققت الأحزاب العربية إنجازات جزئية في الكنيست، مثل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في الداخل ومناهضة القوانين العنصرية.

- الانقسامات: شهدت الأحزاب انقسامات متكررة، مثل خروج "القائمة العربية الموحدة" و"التجمع الوطني الديمقراطي" من التحالفات، مما أضعف تأثيرها.

- التمثيل الحالي: تمتلك الأحزاب العربية 10 مقاعد في الكنيست، لكن غياب الوحدة يحد من قدرتها على التأثير.

استراتيجيات الأحزاب العربية

أ. القائمة العربية الموحدة (راعم)

- الاستراتيجية: نهج براغماتي يركز على تحسين الخدمات المدنية (التعليم، الصحة، الإسكان) والمشاركة في التحالفات الحكومية.

- الأهداف: تحقيق المساواة، تعزيز التعاون العربي-اليهودي، والدفاع عن الحقوق الفلسطينية.

ب. تحالف الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير

- الاستراتيجية: خطاب قومي مدني، معارضة للسياسات الإسرائيلية، والدعوة لحل الدولتين.

- الأهداف: المساواة الكاملة، إنهاء الاحتلال، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة.

ج. التجمع الوطني الديمقراطي (بلد)

- الاستراتيجية: رفض المشاركة في الحكومة، والدعوة لدولة ديمقراطية لجميع مواطنيها.

- الأهداف: إلغاء القوانين العنصرية، الفصل بين الدين والدولة، والاعتراف بالحقوق القومية للعرب.

تأثير الأحزاب العربية في الكنيست

- تأثير محدود: بسبب العدد القليل للمقاعد والقوانين الإسرائيلية المقيدة.

- إنجازات: تحقيق تمويل أكبر للبلدات العربية، مناهضة قوانين مثل "قانون الدولة القومية اليهودية".

- تحديات: صعوبة تمرير تشريعات لصالح العرب، ومواجهة حملات التشويه من الأحزاب اليمينية.

موقف الأحزاب بعد طوفان الأقصى (2023)

- إدانة الهجوم: أدانت الأحزاب هجوم حماس، لكنها دعت لوقف الحرب وحماية المدنيين.

- ضغوط متزايدة: تعرضت الأحزاب لانتقادات حادة من الحكومة والإعلام الإسرائيلي، واتهامات بـ"التضامن مع الإرهاب".

- تغيير الاستراتيجية: بعض الأحزاب بدأت في مراجعة خطابها، بينما اتجه آخرون لتدويل القضية في المحافل الدولية.

مستقبل الأحزاب العربية

- سيناريوهات محتملة:

- توحيد القوى: تشكيل قائمة عربية موحدة لتعزيز التمثيل.

- اللجوء للمحاكم: الطعن في القوانين المقيدة أمام المحكمة العليا.

- المقاطعة: احتمالية مقاطعة جزء من الجمهور العربي للانتخابات احتجاجًا.

- تحديات مستقبلية: تصاعد اليمين الإسرائيلي، ومحاولات تقييد المشاركة العربية في السياسة.

بين البراغماتية والمقاومة

تواجه الأحزاب العربية معضلة بين العمل داخل النظام لتحقيق مكاسب مدنية أو تبني خطاب مقاومة قد يعزز عزلتها. مستقبلها مرهون بقدرتها على توحيد الصفوف، تعبئة الناخبين، ومواجهة التحديات القانونية والشعبية في ظل بيئة سياسية متشددة.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo