من هي "حركة جيل النصر" 

جنود الاحتياط يقودون أخطر مشروع صهيوني 

جنود جيش الاحتلال على حدود غزة
جنود جيش الاحتلال على حدود غزة

ولادة من رحم الحرب

منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وما تبعه من حرب وحشية على غزة، شهدت إسرائيل نشوء حركات اجتماعية جديدة حملت طابعًا سياسيًا وأمنيًا متزايدًا. ومن أبرزها "حركة جيل النصر"، التي انطلقت من قلب الميدان لتتحوّل إلى قوة ضغط على المؤسسة العسكرية والسياسية، خاصة بين جنود الاحتياط.

لماذا تأسس؟

تأسست "جيل النصر" كردّ فعل على ما اعتبره مؤسسوها تخلّي الدولة والمجتمع عن جنود الاحتياط خلال معارك غزة. قادها ضباط بارزون في الاحتياط مثل جلعاد آخ وعومر فتسينياش، مدعومون من تيارات في اليمين الصهيوني. تبنّت الحركة خطابًا استئصاليًا يؤمن بـ"الحسم" لا الردع، ويطالب بإعادة احتلال غزة وتوسيع النفوذ شمالًا.

التهجير كحلّ والسيطرة بالسلاح

طرحت الحركة ثلاث رؤى محورية:

  • استراتيجية الحسم: بديلًا عن الردع التقليدي، وتدعو لاجتياحات برية طويلة الأمد.
  • التهجير والغربلة: تروّج لهجرة الفلسطينيين وتقييد عودتهم.
  • الأمن كمقياس للسيادة: ترى أن أي تراجع ميداني يُعد خيانة للسيادة الوطنية.

 تنظيم شبكة لا هرم

تعتمد الحركة على بنية لامركزية تجمع جنود الاحتياط السابقين والمدنيين، ما يمنحها قدرة على التحرك السريع والتأثير السياسي. أقامت معسكرات احتجاجية أبرزها "مخيم الاحتياط" أمام مكتب نتنياهو، مطالبةً بعدم إنهاء الحرب إلا بتحقيق "نصر كامل".

دموع الجنود وصور الأطفال

استثمرت الحركة وسائل إعلام مرئية ومجسمات رمزية (كالأكفان والأطفال الملفوفين بالأعلام) لتأطير خطابها ضمن مظلومية وطنية. كما صعّدت ضد المؤسسات الدولية، متهمةً الأونروا بدعم الإرهاب، وشنت حملات تتهم الجامعات بتمييز إيجابي ضد العرب.

من الكنيس إلى الكنيست

تنظّم الحركة محاضرات في المدارس والجامعات وتشارك بندوات في الكنيست. وتتبنى دورًا أمنيًا ميدانيًا في حماية "المزارع الاستيطانية"، وتُروّج لفكرة الدفاع الذاتي، حتى خارج أطر الجيش النظامي.

 علاقة متوترة 

رغم تماهيها مع سياسات الدولة الأمنية، تنتقد الحركة المؤسسة العسكرية، خصوصًا في قضايا داخلية مثل اعتقال جنود احتياط بتهم إساءة معاملة أسرى. وتستخدم التظاهر كوسيلة للضغط على السياسيين، كما في "مظاهرة النصر" التي طالبت بإعادة احتلال غزة.

كسر حزب الله وتطهير شامل

ترى الحركة أن حزب الله يمثل الخطر الأبرز، وتدعو لشن ضربة جوية كبرى تليها مناورة برية لفرض حزام أمني داخل لبنان. هدفها: استنزاف حزب الله، وإعادة المهجّرين الإسرائيليين شمالاً، وتغيير المعادلة الإقليمية عبر "تطهير جنوب لبنان".

 خلاصة: ما وراء حدود الاحتياط

ليست "جيل النصر" مجرّد حركة احتجاجية؛ إنها مشروع سياسي وأمني يسعى لإعادة تعريف معاني السيادة والنصر والخطر الوجودي. تستند إلى رمزية جنود الاحتياط، لكنها تحاول اقتحام المجال العام بوصفها حارسًا جديدًا لبوابة الأمن القومي

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo