تشهد إسرائيل أزمة وجودية متعددة الأبعاد في العناوين التالية:
- التفكك المجتمعي: صراع بين المستوطنين القدامى (النخبة العلمانية الأشكنازية) والمستوطنين الجدد (الحريديم واليمين الديني).
- الفشل الأمني: عجز استراتيجية "الجدار الحديدي" عن كسر إرادة المقاومة الفلسطينية وتحقيق الحسم النهائي في الحرب.
- التهديدات الخارجية: تصاعد المقاومة في غزة والضفة، وتراجع بيئة التطبيع مع بعض الدول العربية.
ملامح الموقف الراهن
1. العوامل الداخلية:
الانقسام السياسي:
- تحالف اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو يعتمد على دعم المستوطنين الدينيين، مما يهدد مؤسسات الدولة العلمانية (مثل القضاء).
- احتجاجات واسعة ضد "الإصلاح القضائي" تكشف عمق الاستقطاب بين العلمانيين والمتدينين.
- التحول الديموغرافي:
- ارتفاع معدلات المواليد لدى الحريديم واليمين الديني مقابل هجرة النخب العلمانية.
- تهديد طويل الأمد لهوية الدولة "اليهودية الديمقراطية".
ب. العوامل الخارجية
2. فشل الحسم العسكري:
- حرب غزة 2023-2024 كشفت عجز إسرائيل عن تحقيق "النصر النهائي"، رغم التدمير الممنهج.
- تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية.
السياسة الاستيطانية:
- توسع المستوطنات يقتطع إمكانية حل الدولتين، ويعمق العزلة الدولية لإسرائيل.
3. السيناريوهات المستقبلية
الأول: استمرار الأزمة: احتمال مرتفعة
النتيجة: تفاقم الانقسامات الداخلية، مع تصاعد العنف ضد الفلسطينيين.
الثاني: حرب أهلية محدودة: احتمال متوسط
النتيجة: مواجهات بين العلمانيين والمتدينين حول هوية الدولة، خاصة إذا سقطت حكومة اليمين.
الثالث: انهيار المشروع الصهيوني: احتمال منخفضة لكنه قائمة
النتيجة تفكك الدولة بسبب العزلة الدولية والانفجار الديموغرافي الداخلي.
4. التوصيات
- العمل على توسيع العزلة الدولية حول دولة الاحتلال
- خلق سياسات تعزز الانقسام الداخلي في المجتمع الاسرائيلي
- توحيد الاستراتيجيات الفلسطينية لاستغلال الأزمة الإسرائيلية.
- تعزيز المقاومة الشعبية والدولية.
- حشد دولي لوقف الاستيطان ودعم حل الدولتين.
ملخص
إسرائيل تواجه أزمة غير مسبوقة تهدد وجودها كدولة يهودية ديمقراطية. بينما يُتوقع استمرار العنف في المدى القريب، فإن انهيار المشروع الصهيوني يصبح احتمالًا واردًا على المدى الطويل إذا تفاقمت الانقسامات وفشلت في تحقيق حسم عسكري أو سياسي.