استعدادات لتوسيع الحرب

فرص الصفقة تتضاءل ودوافع التصعيد الشامل تزداد

أثار القصف الاسرائيلي على غزة
أثار القصف الاسرائيلي على غزة

ملخص

الوقائع الميدانية والتوجهات السياسية والعسكرية داخل إسرائيل تشير بوضوح إلى اقتراب مرحلة مفصلية في الحرب على غزة. ما يجري حاليًا ليس مجرد استعدادات بل ترجمة عملية لاستراتيجية تصعيدية تنذر بانفجار أكبر للأزمة. قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها ستُختبر بمدى فاعلية العمليات المقبلة، ولكن الكلفة المتوقعة ستكون باهظة على جميع المستويات.

أولاً: خلفية الموقف

تتسارع المؤشرات على الأرض نحو توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة، في ظل تعثر المسار التفاوضي وتصاعد الضغوط السياسية والعسكرية الداخلية. تكثف إسرائيل من استعداداتها الميدانية واللوجستية، ما يوحي باقتراب مرحلة جديدة أكثر شدة في الحرب، تحمل تداعيات خطيرة على المستويات العسكرية والسياسية والإنسانية.

ثانياً: المؤشرات الرئيسية للتصعيد

تحضيرات عسكرية واسعة النطاق

شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في استدعاء آلاف جنود الاحتياط في خطوة تعكس استعدادًا لتكثيف العمليات البرية. هذه الخطوة تأتي في إطار بناء قدرة قتالية إضافية تمهيدًا لمعارك أكثر شراسة داخل غزة.

إعادة تموضع القوات النظامية

تقوم المؤسسة العسكرية بإعادة توزيع قواتها، عبر سحب وحدات من الضفة الغربية والجبهات الشمالية (لبنان وسوريا) واستبدالها بقوات احتياط، في محاولة لتفريغ الوحدات النظامية لدخول غزة بقدرات كاملة.

أهداف استراتيجية مزدوجة

يركز جيش الاحتلال الإسرائيلي على هدفين أساسيين: تحرير المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء سيطرة "حماس" على القطاع، وذلك من خلال دمج القصف الجوي المكثف بعمليات برية أوسع وأكثر استنزافًا للعدو.

ترتيبات إنسانية ذات بعد أمني

بدأت دولة الإحتلال بإنشاء مجمّع إنساني جديد في جنوب غزة، لخدمة المدنيين تحت رقابة أمنية مشددة. الهدف المعلن هو منع تسرب المساعدات إلى عناصر "حماس"، إلا أن هذه الخطوة تُثير جدلاً واسعًا حول البُعد الإنساني للعمليات القادمة.

ضغوط سياسية يمينية لتوسيع الحرب

تدفع شخصيات بارزة في اليمين الإسرائيلي نحو تصعيد أكبر، متهمة الحكومة بالتراخي وبالفشل في تحقيق الأهداف حتى الآن. هذه الضغوط قد تُسرّع الدخول في مرحلة جديدة من العمليات العسكرية، أقل تقييدًا وأكثر دموية.

ثالثاً: التقدير العام

تشير التحركات الإسرائيلية إلى أن القرار السياسي والعسكري بات أقرب من أي وقت مضى لاتخاذ خطوة تصعيدية كبرى داخل غزة. فشل المفاوضات، وتزايد الضغوط من الرأي العام والسياسيين، وكذلك الحسابات الأمنية، جميعها تدفع نحو توسيع العمليات خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة.

رابعاً: السيناريوهات المحتملة

1. تصعيد بري واسع النطاق

- احتمالية عالية: دخول بري أكبر لمناطق جديدة داخل غزة.

- تداعيات: خسائر بشرية، اشتداد المعارك، ضغط دولي متزايد.

2. استمرار العمليات المحدودة مع تكثيف القصف الجوي

- احتمالية متوسطة: استمرار الضغط على "حماس" دون اجتياح شامل.

- تداعيات: إطالة أمد الحرب، دون حسم نهائي.

3. انفراجة مفاجئة في المفاوضات تؤجل التصعيد

- احتمالية منخفضة: استئناف المسار التفاوضي برعاية خارجية.

- تداعيات: تهدئة مؤقتة، دون معالجة جوهرية للأزمة.

خامساً: الاستنتاجات

- إسرائيل تتهيأ فعليًا للدخول في مرحلة أشد من القتال في غزة.

- التوازن بين الأهداف السياسية والعسكرية يزداد هشاشة، مع تنامي الضغوط اليمينية.

- البعد الإنساني قد يُستخدم كأداة ضغط أو كغطاء لتحركات ميدانية جديدة.

- أي تصعيد قادم سيُقابل بردود فعل إقليمية ودولية، ما يُعقّد المشهد أكثر.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo