عالم بليد

غزة.. دماء وأسئلة: من يتحمل المسؤولية عن أطول حرب إبادة؟

صور من الدمار الواسع في قطاع غزة
صور من الدمار الواسع في قطاع غزة

في مقال تحليلي لافت، يطرح المفكر السياسي المصري مصطفى الفقي تساؤلاً جوهرياً: "غزة.. مسؤولية من؟"، مستعرضاً أبعاد المأساة المتواصلة التي يعيشها قطاع غزة منذ عقود، في ظل احتلال استيطاني مدعوم من قوى دولية، وصمت عالمي يتكرر مع كل موجة عنف وسقوط للضحايا.

ضمير العالم في اختبار تاريخي

يرى الفقي أن الفاتورة الباهظة التي يدفعها سكان غزة – من دماء الأطفال والنساء وتدمير البنية التحتية – تفرض على العالم كله مواجهة مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية. ويضيف: "الضمير الإنساني يبدو متبلداً، غير قادر على استيعاب المأساة المتكررة في غزة"، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني له الحق في مساءلة العالم عن صمته وتخاذله.

نضال مستمر ومقاومة لا تتوقف

يشيد الكاتب بالشعب الفلسطيني الذي لم يقف مكتوف الأيدي ولم يقبل أبداً أن يكون خاضعاً لجرائم الغزو الصهيوني. ويستذكر ثورات الشعب الفلسطيني خلال مراحل مختلفة من تاريخه وبروز أسماء مثل أمين الحسيني وعز الدين القسام وياسر عرفات وغيرهم من رموز النضال الفلسطيني.

ويشير إلى الحروب التي خاضتها الدول العربية خلال الأعوام 1948 و1956 و1967 و1973 حتى بقيت القضية حية في ضمائر الشعوب قبل الحكومات. ويتساءل: "ألا يستحق مثل هذا الشعب أن يحكم نفسه وأن يسترد أرضه وأن يحقق ذاته؟"

المقاومة.. إلى أين؟

يسلط الكاتب الضوء على مفهوم المقاومة الفلسطينية، داعياً إلى مراجعة الأساليب دون المساس بشرعية النضال. ويطرح تساؤلاً حول مدى فاعلية الكفاح المسلح في ظل التطورات الدولية، مشيراً إلى ضرورة التمييز بين المقاومة المشروعة والإرهاب، كما عرّفته تجارب نضالية سابقة أبرزها نضال غاندي ضد الاستعمار البريطاني.

الاحتلال الإسرائيلي.. نموذج عنصري واستيطاني

يشير الفقي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمثّل حالة استثنائية في التاريخ الحديث، لكونه يقوم على أساس ديني متطرف ويسعى إلى اقتلاع السكان الأصليين وإحلال مستوطنين مكانهم. ويضيف أن الدعم الغربي – بدءاً من بريطانيا وفرنسا، وصولاً إلى الولايات المتحدة – أسهم في إطالة أمد الاحتلال وتوسيع نفوذه، ما أدى إلى تفاقم معاناة الفلسطينيين في الداخل والخارج.

غزة في عين العاصفة.. والتدويل ضرورة

يؤكد الكاتب أن المشهد في غزة يعكس واحدة من أعقد وأخطر الأزمات في الشرق الأوسط، وأن الحل لا يكون إلا بتدويل القضية وفرض المساءلة على إسرائيل ومحاسبتها على خروقاتها المتكررة للشرعية الدولية. كما يثمّن الفقي حركات التضامن في الجامعات الغربية، خاصة الأميركية منها، معتبراً أن الأمل لا يزال قائماً طالما أن أحرار العالم يرفضون الصمت.

تحية لغزة.. والمستقبل لا يُمنح بل يُنتزع

يختم الفقي مقاله برسالة تحية إلى شعب غزة، مشدداً على أن مستقبل القطاع مرهون بمواقف الأطراف الدولية من قضية عادلة، تُمثل رمزاً للنضال والمقاومة، ومؤكداً أن "الكفاح لا يتوقف، والحقوق لا تموت، والشعوب لا تُهزم ما دامت تملك الإرادة".

 خاتمة الخبر

يختم مصطفى الفقي مقاله بدعوة صريحة لمساءلة العالم: "غزة مسؤولية من؟"، ويجيب بأن مسؤولية ما يحدث هناك لا تقع على الفلسطينيين وحدهم، بل على قوى الاحتلال، وعلى من يصمتون. فالشعب الفلسطيني، بحسب الفقي، يستحق أن يحكم نفسه ويعيش بكرامة، وأن تظل قضيته حية في ضمير الإنسانية.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo