تقدير موقف اقتصادي

عندما يتحول التجويع إلى سلاح، والتربّح إلى خيانة

مواطنون يصطفون على تكية لجلب الطعام
مواطنون يصطفون على تكية لجلب الطعام

أولاً: المشهد العام

- حصار خانق: الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إغلاق المعابر ويمنع دخول السلع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.

- تضخم مفرط: التضخم في غزة بلغ 250% حسب البنك الدولي.

- انهيار القدرات الشرائية: الغالبية غير قادرة على شراء الحد الأدنى من المواد الغذائية والدوائية.

- مجاعة ممنهجة: الاحتلال يستخدم سياسة التجويع كسلاح عقاب جماعي.

ثانياً: الأسباب الجوهرية للانهيار الاقتصادي

1. الاحتلال والإجراءات التعسفية

  • منع دخول البضائع.
  • فرض تنسيقات مكلفة لتأمين الشاحنات تصل إلى 5000$+ للشاحنة الواحدة.
  • تكاليف إضافية للحماية تبلغ 2500 دولار ورسوم نقل لا تقل عن 4000 دولار

2. غياب الرقابة الفعالة

  • ضعف أداء المؤسسات الرقابية.
  • غياب سياسات حمائية لضبط الأسعار.
  • تراجع أداء البلديات والمؤسسات الحكومية تحت ضغط الحرب.

3. سلوكيات التجار

  • جشع واحتكار: تخزين سلع وبيعها بأسعار مضاعفة.
  • استغلال الدفع الإلكتروني وفرض عمولات تصل إلى 22%.
  • ظهور "تجار جدد" بلا ضوابط أخلاقية أو رقابية.

ثالثاً: تأثيرات اقتصادية مباشرة

1. انفجار في الأسعار

  •  اللحوم والدواجن بأسعار فلكية (دجاجة تصل إلى 120 شيكل).
  • أدوية بأثمان غير معتمدة بسبب السوق السوداء.
  • سلع أساسية (الأجبان، القهوة، التموين) خارج قدرة المواطن.

2. تآكل الدخول

  •  رواتب لا تغطي الأساسيات (راتب 1500 شيكل يُستهلك بالعمولات فقط).
  • غياب السيولة أدى للجوء للدفع الرقمي المكلف

3. شلل في القطاع الصحي

  • نفاد الأدوية وغياب البدائل.
  • تدمير أكثر من نصف الصيدليات المرخصة وإغلاق الباقي بسبب نفاد المخزون
  • انتشار نقاط بيع غير قانونية للأدوية بأسعار مرتفعة
  • تسرب أدوية المساعدات إلى السوق السوداء وبيعها بأسعار خيالية
  • مرضى الأمراض المزمنة يعانون من عدم القدرة على شراء الأدوية الضرورية
  • إغلاق العيادات الصحية التابعة لوكالة الغوث ضاعف العبء على القطاع الصحي الحكومي

رابعاً: مسؤولية الأطراف المختلفة

1. الاحتلال

- المسؤول الأول عن الحرب الاقتصادية عبر الحصار والتجويع.

- خرق اتفاقات التهدئة المتعلقة بإدخال المساعدات.

2. الجهات المحلية

- قصور واضح في رقابة الأسواق.

- عجز البلديات بسبب تدمير البنية التحتية والأسواق.

- وزارة الاقتصاد تعمل في ظروف شديدة التقييد مع غياب أدوات التنفيذ.

3. التجار

- يتحملون مسؤولية أخلاقية واقتصادية في تفاقم الأزمة.

- استغلال حالة الحرب لتحقيق أرباح طائلة على حساب الجوعى.

خامساً: توصيات عاجلة

- فتح المعابر بشكل دائم دون قيد أو شرط لضمان تدفق السلع.

- تشديد الرقابة على الأسواق وفرض تسعيرة إجبارية.

- دعم شرائح الفقراء بمواد غذائية ودوائية مجانية أو مدعومة.

- تنظيم الأسواق الشعبية لتعزيز المنتج المحلي وضبط الأسعار.

- ملاحقة التجار الجشعين وتحويلهم للمساءلة القانونية.

- تفعيل حماية المستهلك والمجتمع المدني كرافعة رقابية بديلة.

خلاصة

الاقتصاد في غزة ينهار تحت وطأة الاحتلال، لكن جشع بعض التجار وغياب الرقابة يعمّق الجراح. المواطن يدفع ثمن الحرب مرتين: مرة بالقصف، ومرة بالجوع. ما لم يُكسر هذا الطوق الخانق، فإن المجاعة ستتحول إلى سياسة معلنة لا مجرد نتيجة حرب.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo