استراتيجية "أبواب جهنم"

تحالف نتنياهو-ترامب يفرض معادلة عسكرية جديدة تتجاوز غزة

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

تشير التقديرات العسكرية والسياسية الإسرائيلية إلى أن استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة يأتي ضمن استراتيجية أوسع يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محاولة لفرض معادلة جديدة في المنطقة تتجاوز غزة لتشمل الحوثيين في اليمن وإيران.

هجوم بري واسع وحكم عسكري في غزة

كشفت تقارير إسرائيلية عن استعدادات جارية لتنفيذ "خطة كبيرة" وضعها رئيس هيئة الأركان العامة الجديد الجنرال إيال زامير، تتضمن هجوماً برياً واسعاً في قطاع غزة بمشاركة عدة فرق عسكرية تشمل وحدات احتياط كثيرة. ويعتقد زامير أن خطته قد تحقق ما فشلت إسرائيل في تحقيقه خلال عام ونصف العام من الحرب: "التدمير الكلي لسلطة حماس وقدراتها العسكرية".

وبحسب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، فإن الخطة "طموحة جداً" ولا تواجه تحفظات مهمة من كبار ضباط الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك). وتتجه النية نحو استغلال العملية العسكرية لفرض حكم عسكري في القطاع، أو في جزء كبير منه، مع نقل السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية إلى الجيش الإسرائيلي.

مقامرة بمصير المختطفين

حذر عدد من كبار الجنرالات الإسرائيليين السابقين من أن استئناف الحرب يشكل "مقامرة علنية" بمصير المختطفين الإسرائيليين لدى حماس. وكتب المحلل العسكري رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن العودة للقتال تهدد حياة الأسرى، بينما جزم اللواء في الاحتياط يسرائيل زيف، الذي شغل مناصب رفيعة في الجيش، بأن نتنياهو يفتح "أبواب جهنم" على المختطفين.

وبحسب التقديرات السائدة في أوساط المحللين، فإن الجمع بين هدفي إسقاط حكم حماس وإطلاق سراح المختطفين في الوقت نفسه "مستحيل"، مثلما أثبتت مجريات الحرب منذ اندلاعها في 7 أكتوبر 2023.

استراتيجية الردع الهجومي العنيف

يؤكد محللون إسرائيليون أن إدارة ترامب انتقلت عملياً إلى ما وصفوه بـ"استراتيجية الردع الهجومي العنيف"، بدلاً من استراتيجية ردة الفعل الدفاعية التي انتهجتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن. ويرى المحلل العسكري رون بن يشاي أن هذا التغيير يهدف إلى معاقبة الحوثيين وممارسة ضغط غير مباشر على طهران بشأن برنامجها النووي، فضلاً عن دفع الإيرانيين "إلى التوقف عن تشغيل وكلائهم في منطقة الشرق الأوسط".

وأشار اللواء في الاحتياط تامير هايمن، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إلى أن العودة إلى القتال في غزة والمعركة ضد الحوثيين تخدم صورة ترامب على أنه "الرجل القوي"، وهذا ما يريد ترسيخه بعد أن ظهر "في مظهر الضعيف" عندما وعد مرتين بـ"فتح أبواب جهنم" دون تنفيذ.

"السيوف المشحوذة" لإحلال الاستقرار

خلص البروفيسور أبراهام بن تسفي إلى أن ترامب يطرح سياسة مغايرة لمقولة كارل فون كلاوزفيتز الشهيرة بأن "الحرب هي استمرار مباشر للسياسة بطرق أخرى". ويلخص مؤدى سياسة ترامب بأن استخدام العنف، أو التهديد باستخدامه عبر استراتيجية "شحذ السيوف"، من شأنهما التأدية إلى تسوية نزاعات دولية مشتعلة وإحلال منظومة علاقات عالمية مستقرة.

ويتفق مع هذا الرأي العميد في الاحتياط تسفيكا حايموفيتش، الذي يرى أن العملية العسكرية التي بدأت بقيادة الولايات المتحدة منتصف مارس الجاري تمثل "تغييراً واضحاً وخياراً استراتيجياً هجومياً أكبر بكثير" من السياسات السابقة، مؤكداً أن "أهداف هذا التغيير واسعة ومستمرة وقتاً طويلاً، ونتائجها قاتلة"، وذلك بالتعاون مع كل من مصر والسعودية.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo