غزة ليست فندق

الموقف السعودي الصلب.. دولة فلسطين أولا

289724.jpg
289724.jpg

موقف راسخ وثابت، عبرت خلاله المملكة العربية السعودية عن دعمها المطلق لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

المملكة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كإحدى الوجهات لاستقبال الفلسطينيين بعد تهجيرهم من قطاع غزة والاستيلاء على أرضهم، أكدت في بيانين صدرا عن الخارجية السعودية يومي 5 و9 فبراير الجاري، أن القضية الفلسطينية ليست محل تفاوض أو مزايدات، مشددة على التزامها الثابت بدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

موقف سعودي ثابت

في مقاله، يؤكد الكاتب والباحث السعودي بندر بن عبد الرحمن بن معمر، أن الموقف السعودي من القضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لموقف تاريخي بدأ منذ لقاء الملك عبد العزيز بالرئيس الأمريكي روزفلت عام 1945.

ويشير إلى أن الملك عبد العزيز رفض آنذاك أي حلول تتجاهل حقوق الفلسطينيين، مؤكدًا أن التعويض عن جرائم النازية يجب أن يدفعه الألمان وليس العرب.

هذا الموقف، كما يوضح الكاتب، استمر مع جميع ملوك السعودية، وصولًا إلى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، اللذان أكدا مرارًا أن السلام لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ويؤكد "بن معمر" في مقاله أن الإدارة السعودية تعي تماما أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين.

ويختم الكاتب مقاله بأنه على مدار ثمانين عاماً أو أكثر فإن الموقف السعودي تجاه الحق الفلسطيني يزداد رسوخاً وثباتاً، فيما يزداد الموقف الأميركي انحيازاً لكيان الاحتلال الإسرائيلي رغم كل جرائمه وممارسته الظالمة تجاه الشعب الفلسطيني.

حق غير قابل للمساومة

أما الأكاديمي السعودي الدكتور، ناصر البقمي، فيري أن البيان الأخير لوزارة الخارجية السعودية أكد بشكل قاطع رفض المملكة لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير شعبها.

ويؤكد "البقمي" أن الموقف السعودي لا يقبل المزايدة أو المساومة، بل يقوم على مبادئ واضحة تدعم حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة على أرضه.

ويشير الكاتب إلى أن المملكة، عبر تاريخها، كانت حصنًا منيعًا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، مستشهدًا بمواقف الملك فيصل بن عبد العزيز الذي واجه الضغوط الدولية بشجاعة لدعم الحقوق الفلسطينية.

ويوضح البقمي أن الموقف السعودي تجاه القضية الفلسطينية لا يقبل المزايدة، بل يقوم على مبادئ واضحة ومحددة، يؤكدها الخطاب السياسي والدبلوماسي للمملكة على جميع الأصعدة، حيث تواصل المملكة تمسكها بموقفها الثابت تجاه فلسطين؛ إذ أكدت مراراً أنها لن تتنازل عن دعمها لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد الكاتب على أن خطاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى بتاريخ 18 سبتمبر 2024 أكد بشكل واضح لا يقبل التأويل، أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

تصريحات ترامب تهدد الاستقرار الإقليمي

الأستاذة في جامعة الملك سعود أمل عبد العزيز الهزاني، حذرت من تداعيات تصريحات ترامب حول تهجير أهالي غزة، مؤكدة أن هذه الخطط لن تؤدي إلا إلى إشعال حرب إقليمية.

وتشير إلى أن الموقف السعودي، سيكون حاسمًا في مواجهة هذه التصريحات، خاصة مع العلاقة القوية بين الرياض وواشنطن.

وتؤكد الهزاني أن السعودية، كمركز ثقل عربي، ستلعب دورًا محوريًا في حشد الدعم الدولي لوقف هذه الخطط، مشددة على أن أي حل عادل للقضية الفلسطينية يجب أن يقوم على اعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وتشير الهزاني إلى أن مخطط ترامب يقوم على فكرة التهجير الممنهج؛ وإخلاء الأرض من أهلها والاستيلاء عليها، من دون إيجاد حل للمشكلة الأساسية المتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي.

وترى الكاتبة أن الموقف العربي الموحد سيشكل عائقاً أمام هذا التطرف المريع من قِبل الإسرائيليين، لافتة إلى أن حتى الدول الأوروبية الكبرى صُدمت بفكرة التهجير التي طرحها ترامب، والتي تحدت عنها وكأن الفلسطينيين نزلاء في فندق.

لا بديل عن الحل الدبلوماسي

يتفق الكتاب الثلاثة على أن الحل الدبلوماسي العادل هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ويؤكدون أن الموقف السعودي يرفض أي حلول غير واقعية أو تتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني، مثل مقترحات التهجير القسري.

كما يشددون على أن المملكة ستواصل دعمها للفلسطينيين في المحافل الدولية، وستعمل على حشد الدعم لتحقيق حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo