من مصر إلى بونتلاند

8 دول تحت أنظار ترامب لتهجير أهالي غزة

عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد
عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول إخلاء قطاع غزة من الفلسطينيين وإعادة توطينهم في دول أخرى "جدلاً واسعاً" على المستويين العربي والدولي. ترامب دعا مصر والأردن ودولاً أخرى لاستضافة الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الهدف هو "تنظيف المنطقة" وتحويل غزة إلى منطقة سياحية واقتصادية مزدهرة. لكن هذه الدعوات قوبلت "برفض قوي" من الدول العربية والأوروبية، التي أكدت حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم ورفض أي محاولات للتهجير القسري.

مصر: الرفض القاطع

جاءت مصر في مقدمة الدول التي اقترح ترامب أن تكون وجهة محتملة لرحيل الغزيين. لكن الحكومة المصرية رفضت الفكرة بشكل قاطع، مؤكدة في بيانات رسمية رفضها أي طرح يستهدف "تصفية القضية الفلسطينية". وحذرت الخارجية المصرية من تداعيات تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن بدء تنفيذ مخطط تهجير الشعب الفلسطيني، معتبرة ذلك "خرقاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني".

الرفض الأردني الواسع

الوجهة الثانية التي اقترحها ترامب كانت الأردن، التي تستضيف بالفعل أعداداً كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين منذ عقود. لكن عمّان رفضت المقترح بشكل واسع، مؤكدة أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة ستقوض جهود إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وستخلق "توترات داخلية" في المملكة.

سوريا: استضافة مقابل الإعمار

تقارير إعلامية تحدثت عن احتمال استضافة سوريا للفلسطينيين كجزء من خطط إعادة إعمار البلاد بعد سنوات من الحرب الأهلية. ووفقاً لهذه التقارير، قد تقدم الولايات المتحدة دعماً اقتصادياً لسوريا مقابل استضافة الفلسطينيين في مدن سكنية جديدة تُبنى ضمن مشاريع إعادة الإعمار. لكن مراقبين يرون أن سوريا لن توافق على استقبال الفلسطينيين إلا بشروط، أهمها أن يكون الانتقال "طوعياً وليس قسرياً".

العراق: محافظة الأنبار في دائرة الاهتمام

وحسب التقارير الإعلامية، فإن إدارة ترامب درست أيضاً إمكانية استضافة العراق للفلسطينيين، مع التركيز على محافظة الأنبار بسبب مساحتها الجغرافية الواسعة وتركيبتها السكانية القريبة من بلاد الشام. لكن الخارجية العراقية عبرت عن إدانتها الشديدة لأي دعوات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، مما يجعل هذا الخيار "غير مرجح" في الوقت الحالي.

بونتلاند: وجهة جديدة في الصومال

كشفت صحيفة "تلغراف" عن دراسة إسرائيل خططاً لإرسال سكان غزة إلى بونتلاند، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في الصومال. وأعربت بونتلاند عن استعدادها لاستضافة الفلسطينيين، شرط أن يكون الانتقال "طوعياً". ومع ذلك، فإن بونتلاند تعاني من الفقر والبطالة، مما يجعلها وجهة غير مناسبة لاستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين.

أوروبا تقف في وجه ترامب

اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تقوم دول مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج باستضافة الفلسطينيين. لكن هذه الدول رفضت المقترح بشكل قاطع، مؤكدة أن أرض غزة هي للفلسطينيين، ويجب أن تكون جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقبلية. وأشارت إيرلندا إلى أن الهدف يجب أن يكون زيادة المساعدات الإنسانية لغزة وضمان عودة النازحين إلى ديارهم، وليس تهجيرهم إلى دول أخرى.

المجتمع الدولي يحذر

المقترح الأمريكي قوبل "برفض عربي ودولي واسع"، حيث أكد المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، على حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم ورفض أي محاولات لتهجيرهم قسراً. واعتبرت هذه الخطوة انتهاكاً للقانون الدولي وتقويضاً لحقوق الإنسان.

مستقبل غزة بين التهجير والبقاء

الدول المرشحة لاستضافة الفلسطينيين، مثل مصر والأردن وسوريا والعراق وبونتلاند، إما رفضت الفكرة بشكل قاطع أو وضعت شروطاً صعبة التنفيذ. في المقابل، أكدت الدول الأوروبية والعربية على ضرورة حل القضية الفلسطينية عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة وليس عبر تهجير السكان. يبقى السؤال: هل ستتواصل هذه المقترحات على طاولة المفاوضات، أم ستبقى مجرد أفكار غير قابلة للت

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo