إحياء صفقةِ القرنِ

ترامبْ قادم.. مكاسب اقتصاديةٍ بلا حقوقٍ سياسيةٍ

ترامب
ترامب

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية، تتجدد التساؤلات حول كيفية تعامله مع القضية الفلسطينية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ترامب، المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل، يطرح رؤية مختلفة للسلام في الشرق الأوسط، تعتمد بشكل كبير على الاقتصاد وتجاهل الحلول السياسية التقليدية مثل حل الدولتين. في هذا الموضوع، نستعرض وجهات نظر ثلاثة كتاب حول استراتيجيات ترامب وتأثيرها على القضية الفلسطينية.

ترامب و"السلام الاقتصادي"

أكد جمال الكشكي، رئيس تحرير مجلة "الأهرام العربي"، أن ترامب يسعى لتحقيق ما يسمى بـ"سلام اقتصادي" في الشرق الأوسط، بدلاً من التركيز على الحلول السياسية التقليدية. وأشار إلى أن ترامب لا يؤمن بحل الدولتين، ويرى أن الحل يكمن في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني كبديل للاستقلال السياسي.

وأوضح الكشكي في مقاله بصحيفة "الشرق الأوسط" أن هذه الرؤية تتعارض مع تطلعات الفلسطينيين والمجتمع الدولي، الذي يدعم حل الدولتين كمسار وحيد للسلام. كما حذر من أن ترامب قد يعيد إحياء "صفقة القرن"، التي رفضها الفلسطينيون لأنها لم تمنحهم سوى 30% من أراضيهم التاريخية.

تحالفات جديدة وتحديات قديمة

من جهته، تناول نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري الأسبق، العلاقة الوثيقة بين ترامب وإسرائيل، مشيراً إلى أن إسرائيل تعمل على تمهيد الساحة الدولية لاستقبال ترامب بخطوات استباقية، وتسعى لتوسيع نفوذها في المنطقة، مستغلة دعم ترامب لتحقيق أهدافها، بما في ذلك الضم التدريجي للأراضي الفلسطينية.

وحذر فهمي في مقال على "اندبندنت عربية" من أن ترامب قد يضغط على الفلسطينيين لقبول صفقات غير عادلة، خاصة في ظل انقسامهم الداخلي وضعف موقفهم التفاوضي. كما أشار إلى أن إسرائيل قد تستغل علاقتها القوية مع ترامب لتجنب أي ضغوط دولية لإنهاء الاحتلال أو دعم حل الدولتين.

ترامب وحرب الإبادة

أكد الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري في مقال بجريدة "القدس" أن عودة ترامب إلى السلطة قد تعني استمرار سياسات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.

وأشار إلى أن ترامب يدعم بشكل واضح الخطط الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الخريطة الديموغرافية والجغرافية لفلسطين، من خلال التهجير القسري وضم الأراضي.

وأضاف المصري أن ترامب قد يعيد طرح "صفقة القرن" بشكل معدل، مع التركيز على تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مناطق أخرى، مثل سيناء، كجزء من حل اقتصادي يهدف إلى تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها السياسي. وحذر من أن هذه الخطط قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وتعميق الانقسام الفلسطيني.

مستقبل القضية الفلسطينية في عهد ترامب

تشير وجهات النظر الثلاث إلى أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تعني مزيداً من التحديات للقضية الفلسطينية. فمن ناحية، يسعى ترامب لتعزيز التحالف مع إسرائيل ودعم خططها التوسعية، بينما يطرح رؤية للسلام تعتمد على الاقتصاد وتجاهل الحقوق السياسية للفلسطينيين.

من ناحية أخرى، يواجه الفلسطينيون تحديات داخلية، أبرزها الانقسام السياسي وضعف المواقف التفاوضية، مما يجعلهم أكثر عرضة للضغوط الدولية والإقليمية.

في هذا السياق، يصبح من الضروري أن تعمل القوى الفلسطينية على توحيد صفوفها وتبني استراتيجيات جديدة تعتمد على المقاومة الشعبية والدبلوماسية النشطة لمواجهة التحديات القادمة.

في النهاية، يبقى مستقبل القضية الفلسطينية مرهوناً بقدرة الفلسطينيين على الصمود في وجه السياسات الإسرائيلية المدعومة من ترامب، وإيجاد حلول مبتكرة تحقق تطلعاتهم في الحرية والاستقلال.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo