تحولات 2024

تحدياتِ 2025.. الصفقاتُ غيرُ العادلةِ لا تصنعُ استقرارا

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب

شهد عام 2024 تحولات جيوسياسية كبرى في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتركت الأحداث المتسارعة آثاراً عميقة على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من حرب الإبادة الجماعية في غزة إلى الزلزال السوري الذي أطاح بنظام بشار الأسد، وصولاً إلى التصعيد العسكري في اليمن ولبنان، أصبحت المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة قد تحدد مصير الصراع الفلسطيني، فهل يكون عام 2025 عام الحسم في هذا الصراع الطويل، أم تستمر حالة عدم اليقين والمواجهات؟

عام 2024: الكارثة والصمود

وصف الكاتب هاني المصري عام 2024 بأنه عام "التحولات والكارثة والبطولة"، فقد شهدت غزة تدميراً شاملاً غير مسبوق، حيث استمرت حرب الإبادة الجماعية التي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، ودمرت البنية التحتية للقطاع بشكل كامل، وأصبحت المجازر اليومية، وقصف المستشفيات، وحرمان السكان من الغذاء والدواء، أحداثاً عادية في ظل صمت دولي مريب.

تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وتعميق الانقسام الفلسطيني

لكن "المصري" أكد أن صمود الفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة كانتا العنوان الأبرز لهذا العام، فبالرغم من الدمار الهائل، تمكنت المقاومة الفلسطينية من إلحاق خسائر بقوات الاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق صواريخ نحو العمق الإسرائيلي، بما في ذلك القدس.

وأشار إلى أن إسرائيل، برغم محاولاتها تحقيق نصر حاسم، فشلت في تحقيق أهدافها الكاملة، خاصة في ظل التحديات الداخلية والانقسامات المجتمعية التي تعاني منها.

كما حذر المصري من أن سياسات التهجير القسري وضم الأراضي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وتعميق الانقسام الفلسطيني، مشيرا إلى أن الوحدة الفلسطينية تبقى الحل الوحيد لمواجهة هذه التحديات، لكنها تظل بعيدة المنال في ظل الانقسام بين فتح وحماس.

عام 2025: الهزات الارتدادية والحسم

من جهته، تناول الكاتب راسم عبيدات التطورات الإقليمية في عام 2024، مشيراً إلى أن الزلازل الكبرى التي شهدتها المنطقة، مثل سقوط النظام السوري وتصعيد اليمن، ستترك ارتداداتها في عام 2025.

وأكد أن اليمن أصبح لاعباً رئيسياً في الصراع، حيث فرض حصاراً اقتصادياً على إسرائيل عبر استهداف سفنها في البحر الأحمر، مما أثار قلق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

وأشار عبيدات إلى أن اليمن أثبت قدراته العسكرية الفريدة، حيث استهدفت المدمرات الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، وعطلت حركة الملاحة في ميناء إيلات الإسرائيلي. كما توقع أن عام 2025 قد يشهد حرباً إقليمية واسعة، خاصة إذا تعرض اليمن لعدوان أمريكي-أطلسي.

في لبنان، أشار عبيدات إلى أن التصعيد المستمر بين حزب الله وإسرائيل قد يؤدي إلى مواجهات جديدة، خاصة مع استمرار خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار. كما توقع أن عام 2025 قد يشهد تغييرات كبيرة في لبنان، خاصة مع الانتخابات الرئاسية المقررة في يناير، والتي قد تحدد اتجاهات السياسة اللبنانية في السنوات القادمة.

التحديات الداخلية والإقليمية

أكد الكاتبان أن التحديات الداخلية في إسرائيل، مثل الانقسامات المجتمعية والسياسية، قد تعيق تحقيق أهدافها في الصراع. فإسرائيل، برغم قوتها العسكرية، تواجه مقاومة شرسة من الفلسطينيين، مما يجعل تحقيق نصر حاسم أمراً صعباً.

من ناحية أخرى، فإن الانقسام الفلسطيني يظل أحد أكبر التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. ففي ظل انقسام بين فتح وحماس، يصعب على الفلسطينيين توحيد صفوفهم وتبني استراتيجية مقاومة فعالة. كما أن الضغوط الدولية والإقليمية قد تدفع الفلسطينيين لقبول صفقات غير عادلة، مما يعقد المشهد أكثر.

مستقبل الصراع بين الحسم والاستمرار

يشير الكاتبان إلى أن عام 2025 قد يكون عام الحسم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن هذا الحسم لن يكون سهلاً، فمن ناحية، تواصل إسرائيل محاولاتها لتحقيق نصر حاسم عبر الضم والتهجير، بينما تواجه مقاومة فلسطينية وعربية صامدة.

مستقبل القضية الفلسطينية مرهوناً بقدرة الفلسطينيين على توحيد صفوفهم

من ناحية أخرى، فإن التحديات الداخلية في إسرائيل، والتصعيد الإقليمي في اليمن ولبنان، قد تعيد رسم خريطة الصراع وتفرض معادلات جديدة.

في النهاية، يبقى مستقبل القضية الفلسطينية مرهوناً بقدرة الفلسطينيين على توحيد صفوفهم وتبني استراتيجيات مقاومة فعالة، وكذلك بدور الشعوب العربية والإسلامية في دعم قضيتهم العادلة.

عام 2025 قد يكون عام الحسم، لكنه أيضاً قد يكون عاماً جديداً من الصراع الطويل، حيث تبقى القضية الفلسطينية في قلب التحولات الإقليمية والدولية.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo