قاتل عشوائي

"الريبوت المفخخ".. أحدث أسلحة "إسرائيل" للتدمير

الجيش الإسرائيلي يستخدم الروبوتات المفخخة لقتاله في غزة
الجيش الإسرائيلي يستخدم الروبوتات المفخخة لقتاله في غزة

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اعتمد جيش الاحتلال سياسة ممنهجة لتهجير سكان القطاع، وافراغ المناطق التي يتوغل فيها، عبر تطبيق سياسة الأرض المحروقة بتركيز القصف المدفعي والغارات الجوية، ونسف المنازل فوق رؤوس قاطنيها، وأدخل في الآونة الأخيرة "ريبوتات مفخخة" كنوع من الأسلحة المدمرة والقاتلة تنفجر عن بعد، محدثة دمارًا كبيرًا وواسعًا في المنازل المستهدفة .

وامتدت عمليات نسف منازل المواطنين باستخدام الريبوتات في كافة مناطق قطاع غزة، لكنها تركزت في شمال وجنوب القطاع.

أشكال متعددة

وأفاد عدد من المواطنين ممن نزحوا من شمال القطاع وبالتحديد من منطقتي مخيم جباليا وبيت لاهيا لمراسل مركز "زوايا" إنهم شاهدوا ريبوتات مختلفة منها ما يشبه الدبابات، وأخرى تشبه ناقلات الجند، ونوع آخر على شكل رجل آلي، كانت تقترب من المنازل والمربعات السكنية، وسرعان ما تنفجر، وتحدث دمارًا هائلًا يفوق في حجمه الدمار الذي تحدثه الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية.

وأضافوا أن الريبوت الذي يجري التحكم به عن بُعد، ومزود بكاميرات للمراقبة، يتنقل بين أزقة المخيمات، والحارات بسهولة، وعند وصوله إلى الهدف يُسمع له صوت انفجار مدوي وقوي ومخلفًا أضرارًا جسيمة بالمكان.

الجندي الروبوت

وأكد المواطن "طلال الرضيع" لزوايا أنه شاهد أثناء وجوده في منزله في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، رجلاً يسير ببطء في الشارع، لكن بعد التدقيق فيه كان رجلاً آلياً "روبوت عسكري"، وكان يجر عربة خلفه محملة بالمتفجرات، وسرعان ما انفجر، محدثًا دمارًا كبيرًا، لم ير مثله من قبل، كما أفاد.

ولجأ جيش الاحتلال إلى الروبوتات المفخخة كأحد الأسلحة الرئيسية في الهجوم البري وكدروع تسبق تحركات القوات خوفاً من وجود ألغام أرضية.

وبعدها تطور استخدام الروبوتات وباتت قوات الاحتلال تعتمد عليها في تفقد أنفاق الفصائل الفلسطينية قبل دخول الجنود إليها، وكذلك استخدمت في أغراض التعامل مع الذخائر والأسلحة غير المنفجرة، وتحييد الكمائن التي يعدها المقاومون الفلسطينيون ضد جنود الاحتلال.

مصيدة للمقاومين

ونقلًا عن رواية مقاتلين في الميدان فإن الاحتلال استخدم الريبوتات كمصائد للمقاومين، حيث يدفع جيش الاحتلال بريبوتات مفخخة على شكل ناقلات جند، وغيرها، وعندما يخرج المقاتلون من الأماكن التي يكمنون داخلها لمواجهة تلك الآليات وإطلاق النار تجاهها، سرعان ما تنفجر بهم، وفي أحيان أخرى تقوم طائرات الاستطلاع المنتشرة في أجواء قطاع غزة برصد الأماكن التي يتحصنون داخلها، ومن ثم قصفها بالطيران الحربي.

وبحسب المقاتلين، فإنه عند استهداف تلك الريبوتات بقذيفة "أر بي جي"، أبو بعبوات ناسفة مزروعة بالأرض، فإن انفجار "الريبوت" والذي يحتوي على كميات كبيرة من المواد المتفجرة داخله، يُحدث دمارًا كبيرًا في المحيط الذي يتواجد فيه، ويكون له أثرًا عكسيًا على المقاومين أنفسهم، ومنازل المواطنين القريبة منه.

سلاح محظور

وكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان سابق له عن استخدام قوات الاحتلال "روبوتات مفخخة" محملة بأطنان من المتفجرات خلال اجتياحها المتواصل لشمال قطاع غزة.

وأكد أن استخدام هذا السلاح القاتل محظور بموجب القانون الدولي، حيث إنها تعد من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية.

وأشار "الأورومتوسطي" إلى أن جيش الاحتلال وسع في عمليات تدمير ونسف المنازل والمباني السكنية في مناطق توغله شمال وجنوب قطاع غزة، ويستخدم في ذلك ثلاث وسائل، وهي "القصف الجوي، والروبوتات المفخخة، إلى جانب زراعة المنازل بالمتفجرات ونسفها".

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo