مواجهة معقدةٍ وعجزٍ استخباريٍ

تحريضٍ إسرائيليٍ لإطلاقِ حربٍ دوليةٍ ضد الحوشينِ

جيش الاحتلال في هجومهم على الحوثيين
جيش الاحتلال في هجومهم على الحوثيين

كشف كتاب ومحللون سياسيون إسرائيليون عن فشل وعجز الضربات الجوية الإسرائيلية عن تحقيق الردع المنشود في المواجهة مع الحوثيين، مشددين على ضرورة تبني إستراتيجية شاملة تتجاوز الحلول العسكرية التقليدية، مع توسيع نطاق التعاون الدولي واستهداف القيادات الحوثية والدعم الإيراني بشكل مباشر.

تغيير الإستراتيجية

يرى الكاتب داني سترينوفيتش في مقاله المنشور بصحيفة معاريف أن الضربات الإسرائيلية المتفرقة ضد البنى التحتية للحوثيين لم تنجح في ردعهم أو إجبارهم على وقف إطلاق النار.

ويشير الكاتب إلى أنه بعد 14 شهرًا من المواجهة، يبدو أن إسرائيل فشلت في تحقيق التوازن الردعي المطلوب، مشددا على أن الحوثين، بدعم إيراني، يعتبرون أنفسهم جزءًا من "محور المقاومة" ويستمرون في مهاجمة إسرائيل والسفن التجارية في البحر الأحمر.

الكاتب يشير إلى أن الضربات الجوية التي تشنها إسرائيل، ورغم تسببها في أضرار مادية، لم تؤثر بشكل حاسم في قدرة الحوثيين على الاستمرار في الهجمات، بل على العكس، فإن الحوثيين يعتبرون أنفسهم منتصرين في مواجهة إسرائيل والائتلاف الدولي، مما يعزز من مكانتهم الإقليمية.

ويرى الكاتب الاسرائيلي، أن الحل للقضاء على خطر الحوثيين يكمن في خوض معركة مستمرة وشاملة بالتعاون مع الائتلاف الدولي، تستهدف قيادة الحوثيين وقدراتهم الصاروخية، مع العمل على إسقاط حكمهم في اليمن، مشددا على أن هذه الإستراتيجية تتطلب تعاونًا دوليًا واسعًا، مع التركيز على قطع الدعم الإيراني للحوثيين.

لن يحسم المواجهة

الفكرة ذاتها طرحها الكاتب تامير هايمن، في مقال على موقع القناة الثانية عشر العبرية، حيث أكد أن الضربات الجوية الإسرائيلية، رغم فعاليتها الجزئية، ليست كافية لتغيير الواقع على الأرض، مشيرا إلى أن الحوثيين أعلنوا الحرب على إسرائيل عبر فرض حصار بحري، ولم يتم كسره إلا بعد أشهر من التردد.

الكاتب يرى أن الحل يكمن في معركة مستمرة تستهدف القيادة الحوثية وقدراتها اللوجستية، مع التركيز على دور سلاح البحر الإسرائيلي في عزل ساحة عمل الحوثيين.

هايمن يوضح أن الحوثيين يعتمدون على شبكة معقدة من المخابئ والقدرات اللوجستية التي تجعل من الصعب إلحاق ضربة حاسمة بهم عبر الضربات الجوية فقط. الأمر الذي يتطلب وضع إستراتيجية تعتمد على قدرات ومعلومات استخباراتية دقيقة، مع التركيز على ضرب القيادة الحوثية وعزل مناطق عملهم.

كما يؤكد الكاتب على ضرورة استهداف إيران، الداعم الرئيس للحوثيين، لتحقيق تغيير جذري في المعادلة، مشددا على أنه بدون إضعاف إيران، سيستمر الحوثيين في تلقي الدعم اللوجستي والعسكري الذي يمكنهم من مواصلة هجماتهم.

المشكلة الحوثية أكبر من الضربات الجوية

أما الكاتب إسرائيل زيف، فيطرح رؤية مختلفة، مؤكدًا أن المشكلة الحوثية ليست مجرد امتداد للحرب مع حماس أو حزب الله، بل هي قضية معقدة تتطلب مقاربة إستراتيجية شاملة، بعدما تمكن الحوثيون، بدعم إيراني، من السيطرة على أجزاء كبيرة من اليمن وتعطيل التجارة الدولية.

الكاتب يرى أن الحل يكمن في انضمام إسرائيل إلى التحالف الإقليمي لمكافحة الحوثيين، مع استهداف ما وصفه بـ"رأس الأفعى" الإيراني عبر حملة دبلوماسية وعسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة تهدف إلى إضعاف إيران وتفكيك برنامجها النووي.

"زيف" يشير إلى أن إضعاف إيران سيكون له تأثير مباشر على قدرة الحوثيين على الاستمرار في هجماتهم، موضحا أن إيران هي المصدر الرئيس للأسلحة والدعم اللوجستي للحوثيين.

كما يؤكد الكاتب ضرورة اتخاذ قرارات جريئة من قبل الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك إنهاء الحرب في غزة وإعادة الأسرى، لتمكين إسرائيل من التركيز على التهديد الحوثي بشكل كامل.

الهجمات العسكرية لا تكفي

الكاتب سمدار بيري يسلط الضوء في مقاله بموقع "يديعوت أحرونوت" على عناد الحوثيين واستمرارهم في الهجمات رغم الضربات الإسرائيلية والأمريكية.

ويشير إلى أن الحوثيين، الذين يعتمدون على أسلحة إيرانية متطورة، يتبنون استراتيجية عمل عن بعد تجعل من الصعب إلحاق خسائر فادحة بهم.

الكاتب أوضح أن الحل لا يكمن في الهجمات العسكرية فقط، بل في فهم طبيعة الحوثيين كتنظيم غير تقليدي، والعمل على إضعافه من خلال ضرب الدعم الإيراني، الذي يعتمد عليه الحوثيين بشكل كبير سواء في مجال الأسلحة أو التوجيهات الإستراتيجية.

ويرى الكاتب أن الوضع في اليمن يتفاقم بسبب الفقر الشديد وغياب الحكم الفعال، مما يجعل من الصعب تحقيق استقرار دائم في المنطقة، ما يتطلب وضع استراتيجية إسرائيلية ودولية شاملة، تهدف ليس فقط إلى إضعاف الحوثيين، بل أيضًا إلى تعزيز الحكم المحلي في اليمن لملء الفراغ الذي خلفته الحرب الأهلية.

وضع معقد

وخلص الكتاب الأربعة إلى أن الوضع في اليمن معقد ولا يمكن حله بضربات جوية متفرقة أو باستراتيجيات تقليدية محدودة، مشددين على أن مواجهة الحوثيين تتطلب تغييرًا جذريًا في طريقة التعامل مع الأزمة، من خلال وضع إستراتيجية دولية متكاملة تركز على تقويض الدعم الإيراني، واستهداف البنية القيادية للجماعة، وتعزيز الحكم المحلي في اليمن، الأمر الذي يتطلب اتخاذ قرارات جريئة من بينها إنهاء الحرب في غزة وإعادة الأسرى، للتفرغ للتهديد الحوثي بشكل كامل.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo