حذر "وليد حبّاس" الباحث الرئيسي في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) من خطورة مخططات الاحتلال بشأن الاستيطان في غزة، مؤكدًا أن الاستيطان في غزة لم يعد مجرد هرطقات إنما خطة عمل قد تتبناها الحكومة، لتهجير سكان شمال القطاع.
ولفت إلى وجود أصوات عديدة في إسرائيل تؤيد التهجير القسري والاستيطان، مشيرًا إلى أن تهجير سكان القطاع، خطة إسرائيلية قديمة، وأن تدمير كل مقومات الحياة بغزة خلال الحرب الحالية، قد يدفع السكان للهجرة القسرية.
وأفاد "حبّاس" بأن الاحتلال الذي دمر غزة، يعمل على خلق بيئة طاردة للفلسطينيين، لا سيما في ظل محاولاته ربط قضية إعادة إعمار القطاع به، ما يعني أن العملية قد تطول، الأمر الذي ربما يجبر السكان على المغادرة.
وذّكر الباحث في الشأن الإسرائيلي بمؤتمرين إسرائيليين عقدا العام الجاري حول الاستيطان في قطاع غزة، وبتصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف "إيتمار بن غفير" حينها عندما قال إن تشجيع هجرة سكان القطاع هو الأمر الأكثر أخلاقية اليوم.
واستعرض الباحث عبر مقالة له قضية التهجير، وإفراغ قطاع غزة من سكانه، باعتبارها قضية مطروحة داخل الكيان بشكل غير رسمي.
وقال إن محاولات "إسرائيل" لطرد سكان قطاع غزة بدأت بعد احتلال القطاع في حزيران 1967، عندما حاولت إسرائيل تنفيذ سياسات تهجير (ترانسفير) عبر برامج مختلفة لتهجير الفلسطينيين أو نقلهم إلى خارج قطاع غزة، واعتمدت الحكومة الإسرائيلية حينها بعضها، بالإضافة إلى دفع السكان للهجرة عبر الإفقار، وإبقاء ظروف المعيشة متدنية ورفع معدلات البطالة.
كما تطرق الباحث إلى سياسة التهجير القسري التي انتهجها أريئيل شارون أوائل السبعينات كقائد للمنطقة العسكرية الجنوبية آنذاك، حيث كان يتم كل أسبوع تحميل فلسطينيين من القطاع في شاحنات ونقلهم نحو الحدود الأردنية-الإسرائيلية في منطقة وادي عربة، حيث يجبرون على عبور الحدود إلى الأردن.
وبعد أحداث 7 اكتوبر العام الماضي تزايدت "أحلام" إسرائيل بإفراغ سكان القطاع، حيث تصاعدت داخل إسرائيل دعوات لتبني سياسة "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين، كما نشر عضوا لجنة الشؤون الخارجية والأمن الإسرائيليان داني دانون (حزب الليكود) ورام بن براك (حزب "يش عتيد") مقالاً في صحيفة "وول ستريت جورنال" دعيا فيه إلى تبني خطة تتيح إمكانية هجرة اللاجئين الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى تقبل استيعابهم.
ورأى "حبّاس" أن الدعوات المتزايدة في إسرائيل لتشجيع الهجرة الطوعية هي جزء من استراتيجية تهدف إلى تخفيف الضغوط الديمغرافية والسياسية الناجمة عن الأعداد الكبيرة لسكان غزة.