يطرح خبراء وباحثون ستة سيناريوهات محتملة لإدارة الحكم في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي المتواصل من السابع من أكتوبر 2023.
هذه السيناريوهات تحمل في طياتها مسارات مختلفة، بعضها محفوف بالمخاطر، والبعض الآخر يحمل بوادر أمل لوحدة فلسطينية شاملة.
السيناريو الأول: إعادة الحكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة
يقوم هذا السيناريو على إعادة الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة كليًا أو جزئيًا
يشمل فرض إدارة عسكرية إسرائيلية مباشرة على القطاع
قد تعيد إسرائيل إنشاء "الإدارة المدنية" التي كانت موجودة قبل اتفاقية أوسلو في 1994
هذا السيناريو من شأنه إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل سنوات من إنشاء السلطة الفلسطينية وقد يؤدي إلى سيطرة إسرائيلية كاملة على الحياة اليومية في القطاع
السيناريو الثاني: تشكيل حكومة محلية تحت إشراف إسرائيلي
يتم تشكيل حكومة محلية من شخصيات فلسطينية توافق على التعاون مع الاحتلال
يتولى ضابط إسرائيلي قيادة هذه الحكومة وتوجيه عملها
يشبه هذا السيناريو نموذج "روابط القرى" في الضفة الغربية خلال الثمانينات أو "جيش لحد" في جنوب لبنان، حيث كانت هذه الكيانات تدير بعض الشؤون المحلية بالتعاون مع الاحتلال
هذا السيناريو يواجه انتقادات حادة لتعارضه مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
السيناريو الثالث: إدارة خارجية أو دولية لقطاع غزة
يقوم هذا الاقتراح على إدارة القطاع من خلال قوة دولية أو عربية بإشراف الولايات المتحدة أو منظمات دولية
تشمل التصورات المتداولة حول هذا السيناريو تشكيل قوة عربية أو دولية لإدارة القطاع وقد تشمل دورًا مستقبليًا للسلطة الفلسطينية إما بشكل مباشر أو بعد فترة انتقالية
هذا السيناريو يعتمد على دور خارجي لإدارة القطاع ويواجه تحديات تتعلق بقبول الفلسطينيين والمجتمع الدولي
السيناريو الرابع: استمرار حكم حماس والفصائل الفلسطينية
يتضمن هذا السيناريو استمرار سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بالتعاون مع فصائل فلسطينية أخرى
في حال نجحت حماس في الحفاظ على سيطرتها قد تستمر حكومة محلية بقيادة الحركة بإدارة القطاع
يعتمد هذا السيناريو على قدرة حماس على البقاء في السلطة والتعامل مع الدمار الكبير الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي
يشمل هذا السيناريو إعادة بناء المؤسسات الحكومية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين
السيناريو الخامس: استلام السلطة الفلسطينية إدارة القطاع
في هذا السيناريو تتسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة بعد الحرب دون وجود توافق داخلي مع الفصائل الأخرى وخاصة حركة حماس
تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع من جانب واحد مما قد يخلق حالة من عدم الاستقرار نتيجة غياب التوافق الفلسطيني الداخلي
يعتمد هذا السيناريو على قوة السلطة الفلسطينية وقدرتها على إعادة بناء غزة بعد العدوان
السيناريو السادس: تشكيل حكومة إنقاذ أو وفاق وطني
السيناريو المفضل من قبل الخبراء الفلسطينيين وهو تشكيل حكومة إنقاذ أو وفاق وطني مؤقتة تشمل جميع الفصائل الفلسطينية
هذا السيناريو يستند إلى اتفاق وطني شامل يشمل مشاركة الفصائل والمنظمات الأهلية والقطاع الخاص وممثلي الشباب والمرأة
يتمتع هذا السيناريو بأفضل فرص لتوحيد الفلسطينيين وإعادة بناء القطاع ووقف العدوان الإسرائيلي ويستند إلى تفعيل الإطار القيادي الموحد كما جاء في "إعلان بكين".
يتطلب هذا السيناريو تضافر الجهود الوطنية لضمان استدامته وتحقيق أهدافه
المصدر: المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)