دعا "نبيل فهمي" وزير الخارجية المصري السابق إلى تحرك عربي سياسي عاجل وأكثر فاعلية، بمواقف شجاعة، تضمن وقف الدعم العسكري المختلف لإسرائيل، وتجابه التعنت الإسرائيلي لجهة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
وطالب "فهمي" الدول العربية بالتحرك واتخاذ مواقف واضحة ومحدد الأهداف لتأمين مصالحها، وحتى لا يتطاول عليها آخرون، ويغيب مردود تحركها السياسي، ويفقد الشباب العربي الثقة والطموح الوطني السياسي المستقبلي.
وأكد "فهي" في مقال له أن صورة العرب اهتزت بشدة، بعد فشلهم في اتخاذ مواقف مؤثرة إزاء التجاوزات الخطرة والبشعة لإسرائيل في غزة ولبنان، أو حتى في التحرك دوليا وقانونيا، كما فعلت جنوب أفريقيا أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف أنه آن الأوان لمصارحة أنفسنا بأن الأطراف العربية لم تنجح في حل القضايا الإقليمية الشرق أوسطية أو حتى في ترجيح الكفة لمصلحتهم، مشيرًا إلى تعدد مواقف بعض الدول العربية وتناقضها في ساحات عدة من ضمنها ليبيا والسودان وسوريا وإيران واليمن وأمن البحر الأحمر.
وشدد الوزير المصري السابق على أنه رغم هذه التحديات والمشكلات العربية الخطرة والحساسة، إلا أن العالم العربي ظل متردد في اتخاذ مواقف حاسمة ترجح موقفه، وتشكل رادعا لا سيما للتجاوزات غير الإنسانية التي تمارسها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار "فهمي" إلى وجود بعض المحاولات العربية قادتها الجزائر والمغرب ومصر والسعودية وغيرها لوقف التردي في عدد من القضايا العربية، دون أن تحقق نجاحا دبلوماسيا ملموسا أو حسم سياسي، لعدم توافر الثقل السياسي الضروري لحسم هذه القضايا.
كما تطرق إلى إعلان وزير خارجية السعودية تشكيل "تحالف دولي لتنفيذ حل الدولتين"، متمنياً أن تخرج عنه قرارات واضحة وسياسات محددة دعماً للدولتين وفي محاسبة من يعرقل ذلك الحل بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وأقر وزير خارجية مصر السابق بأن المفهوم السياسي التعاوني للعالم العربي يشهد تردياً سياسياً شديداً، وأنه في مرحلة بالغة الخطر والصعوبة، لا يصلح معها الاكتفاء بالتنديد والإدانة، ما يفتح أبواباً خطرة حول الهوية مستقبلاً.
وطالب العرب برفض أي مواقف تعكس قبولاً رسمياً أو ضمنياً بعودة إسرائيل إلى احتلال أجزاء من غزة، حتى إذا كان ذلك لفترة موقتة، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية، على غرار ما قامت به بعض دول الاتحاد الأوروبي.