كتب الصحفي المصري البارز عماد الدين حسين مقال بعنوان: "حل الدولتين.. خطاب بلا مضمون"، في صحيفة الشروق المصرية، يحذر من التهاون في مواجهة السياسات الإسرائيلية لا يهدد فلسطين وحدها، بل قد تمتد آثاره لتشمل المنطقة بأكملها، وهذا أهم ما جاء في المقال:
في ظل التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية، برزت تصريحات هامة للسفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، تدعو إلى اتخاذ خطوات عملية لتحقيق حل الدولتين. هذه التصريحات تفتح الباب لتساؤلات جوهرية حول مستقبل القضية الفلسطينية والموقف العربي منها.
دعوة أبو الغيط: ما وراء الخطاب
خلال الاجتماع الوزاري في مدريد، أكد أبو الغيط أن تطبيق حل الدولتين يحتاج إلى "خطوات عملية وليس مجرد خطاب بلا مضمون". هذا التصريح يعكس إدراكاً متزايداً بأن الدعم اللفظي وحده لم يعد كافياً لتحقيق تقدم ملموس في القضية الفلسطينية.
بيان مدريد: هل هو كافٍ؟
رغم أهمية البيان الصادر عن اجتماع مدريد، والذي دعا إلى "التنفيذ الموثوق وغير القابل للتراجع لحل الدولتين"، يبقى السؤال: هل هذه الجهود الدبلوماسية كافية في ظل الواقع الحالي؟ التاريخ يذكرنا بمؤتمر مدريد قبل 33 عاماً، الذي لم يحقق النتائج المرجوة.
إسرائيل والواقع على الأرض
في الوقت الذي تستمر فيه الجهود الدبلوماسية، تواصل إسرائيل سياساتها على الأرض. تدمير غزة وتهديد الضفة الغربية يشكلان تحدياً حقيقياً لفكرة الدولة الفلسطينية. التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، بما فيها تصويت الكنيست ضد قيام الدولة الفلسطينية، تزيد من تعقيد المشهد.
الموقف العربي: بين الدعم اللفظي والعمل الفعلي
يطرح الوضع الحالي تساؤلات جدية حول الموقف العربي. هل يكفي الاكتفاء بالدعم اللفظي والمعنوي؟ وما هي المخاطر المحتملة على الدول العربية إذا استمر الوضع على ما هو عليه؟
نحو استراتيجية عربية جديدة
في ضوء هذه التطورات، يبدو أن هناك حاجة ملحة لاستراتيجية عربية جديدة تتجاوز الخطاب التقليدي. هذه الاستراتيجية يجب أن تشمل:
1. خطوات عملية وملموسة لدعم الفلسطينيين على الأرض.
2. تعزيز الموقف الدولي من خلال الضغط الدبلوماسي والاقتصادي.
3. إعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل في ضوء سياساتها الحالية.
4. تطوير آليات فعالة لحماية المصالح العربية في المنطقة.
خاتمة: ضرورة العمل الجماعي
في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الدول العربية من تجاوز الخلافات وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الحالية؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل القضية الفلسطينية والمنطقة بأكملها.
إن الوضع الراهن يدعو إلى تفكير جدي وعمل جماعي من قبل الدول العربية. فالتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية اليوم لا تهدد فلسطين وحدها، بل تمتد آثارها لتشمل المنطقة بأكملها. وكما يقال، "إذا أكل الثور الأبيض اليوم، فقد يأتي دور الآخرين غداً".