وضع معقد

خبير عسكري إسرائيلي: حماس ضعيفة وإزاحتها تتطلب تعاوناً دولياً

جيش الاحتلال في غزة
جيش الاحتلال في غزة

أكد المحلل العسكري عيدو ليفي، أن حركة "حماس" لا تزال تحتفظ بسيطرتها الكبيرة على سكان غزة، رغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها الحركة، وأن إبعادها عن السلطة سيتطلب حملة طويلة الأمد، لا يبدو أن هناك جهة فاعلة مستعدة للقيام بها.

التقدم الإسرائيلي ضد "حماس"

وأشار ليفي في تحليل على موقع "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أن إسرائيل أحرزت تقدمًا كبيرًا في معركتها ضد "حماس"، ونجحت في تدمير البنية العسكرية الأساسية لها، بما في ذلك تدمير 22 من أصل 24 كتيبة تابعة لكتائب عز الدين القسام.

وأوضح أنه ووفقا لتقديرات السلطات الإسرائيلية فإن نصف القيادة العسكرية لحركة حماس قُتلوا، بما في ذلك ستة من قادة الألوية، وأكثر من 20 قائد كتيبة، فيما أفادت تقارير صحفيه بالقضاء على أكثر من 17,000 عضو من الحركة منذ بدء العدوان على غزة.

وأضاف ليفي أن إسرائيل سيطرت أيضا على محور "فيلادلفيا"، والذي تعتبره ممرا للتهريب وإمداد رئيسي لحماس على طول حدود غزة مع مصر، كما دمرت حوالي 80% من الأنفاق التي تستخدمها الحركة، الأمر الذي أثر بشكل كبير على قدرة الحركة على الحصول على الأسلحة والمعدات.

قدرة "حماس" على التعافي

رغم هذه الضغوط الكبيرة، أشار ليفي إلى أن "حماس" قد تكون قادرة على التعافي وإعادة تنظيم قواتها، من خلال إعادة تجميع مقاتلين جدد وتعزيز بنيتها التحتية العسكرية، مشددا على أنه رغم الصعوبات التي تواجه الحركة في بناء قدراتها القتالية بالكامل، لكنها لا تزال تمتلك ما يكفي من المقاتلين ليكونوا بمثابة أساس لإعادة تشكيل نفسها.

دروس من تجارب سابقة

في تحليله، استشهد ليفي بتجارب سابقة للجماعات الجهادية في مناطق نزاع متعددة، مثل العراق وسوريا والصومال، مشيرا إلى أنه على الرغم من تراجع "داعش" في العراق وسوريا، إلا أن الجماعة لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات وتمتلك وجودًا سريًا في بعض المناطق. كما أن "حركة الشباب" في الصومال لا تزال تواصل تنفيذ عملياتها حتى بعد طردها من المدن الكبرى.

وأوضح ليفي أن هذه التجارب توضح أن الجماعات الجهادية قد تستمر في نشاطاتها حتى بعد الخسائر الكبيرة، وقد تحافظ على قدرة على تنفيذ هجمات جديدة والبقاء جزءًا من الصراع المستمر.

وأشار إلى أنه من المرجح أن تتبع "حماس" نمطًا مشابهًا لتلك الجماعات، بعدما حيث أثبتت قدرتها على تنفيذ هجمات صغيرة النطاق والاختباء بين المدنيين والتنقل عبر شبكة أنفاق معقدة، لافتا إلى دعوة القيادي في الحركة خالد مشعل، الفلسطينيين إلى العودة للعمليات الاستشهادية، وهو ما تبعه من مواصلة الحركة إطلاق الصواريخ من غزة، مسجلةً 537 حادثة بين يونيو وأغسطس الماضي، وفقًا لجهاز الأمن الإسرائيلي.

التحديات السياسية والجهود الدولية

وأشار ليفي إلى أن الحفاظ على الاستقرار في غزة بعد النزاع سيواجه تحديات كبيرة، حيث جرى اقتراح عدة مبادرات دولية، مثل نشر قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة أو تشكيل "قوة دولية مؤقتة"، لافتا إلى أن تنفيذ هذه المبادرات لا يزال غير مؤكد بسبب استمرار العنف في المنطقة.

وتابع أن إسرائيل قد تكون الجهة الوحيدة المستعدة لتحمل عبء القتال العنيف المطلوب لإزاحة "حماس" من السلطة، لكن هناك شكوك حول قدرتها على مواصلة هذا الضغط العسكري لفترة طويلة دون دعم دولي إضافي.

وضع معقد

وخلص "ليفي" إلى أن الوضع في غزة سيبقى معقدًا وطويل الأمد، مع استمرار "حماس" في الحفاظ على سيطرتها رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بها.

وأضاف أن تحقيق الاستقرار في المنطقة يتطلب جهودًا مستمرة وتعاونًا دوليًا لضمان عدم عودة "حماس" إلى قوّتها السابقة.

المصدر: معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo