ينصب تركيز الخبراء والسياسيين المهتمين بالشرق الأوسط في واشنطن والعواصم الأوروبية حول الحلول التي بإمكانها أن تنهي الحرب القائمة في غزة بين إسرائيل و"حماس" والمنظمات الإسلامية الأخرى.
حيث تُقدم العديد من السيناريوهات من التي من الممكن أن تشكل حلا ينهي الحرب القائمة، مع التأكيد على أن الهوة القائمة بين "حماس" وإسرائيل لا يمكن ردمها في المعادلات القائمة إقليمياً ودولياً.
وفي هذا السياق قدم البروفيسور وليد فارس الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية وخبير شؤون الارهاب وقضايا الشرق الأوسط طرحا استند فيه لعدة سيناريوهات تشكل الأساس لأي حل مستقبلي في غزة، أولها وجود رأي عام إسرائيلي يرفض أن تبقى "حماس" مسيطرة على قطاع غزة، والعودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر 2023، أي أن تتوقف العمليات ضد "حماس"، وأن تخرج قوات الاحتلال من دون أن تكون هناك أية نتائج لهذا العملية.
فيما يشكل السيناريو الثاني بحسب "فارس" عاملا آخرا لرؤيته حيث يوجد رفض عربي تقوده السعودية ومصر وأكثرية في مجلس الأمن، لإعادة احتلال قطاع غزة بشكل ثابت ودائم، دون خطوات تؤدي إلى وجود حل مقبول من الطرفين.
ورأى أن السيناريو الأصعب يكمن في تشكيل تحالف عسكري أمني عربي – دولي - إقليمي لكي يدخل القطاع تحت موجب إنقاذ المدنيين الفلسطينيين وحماية المجتمع الغزاوي من الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية، أما بموجب قرار دولي، أما بموجب تحالف للذين يريدون إنقاذ غزة.
وشدد على أن هذا السيناريو هو الوحيد القادر على إنهاء حالة الحرب والصراع أيا كانت السياسة الأمريكية، وبدء عملية دبلوماسية طويله الأمد، وتسليم مفاتيح مستقبل الشعب الفلسطيني في غزة إلى أهل غزة.
ويستند هذا السيناريو إلى دعوة واشنطن إلى مؤتمر "لتحالف إنقاذي" يضم إضافة إلى الولايات المتحدة عدداً من الدول الأوروبية المهتمة بالوضع الإنساني في غزة، والأهم من ذلك أنه يضم عدداً من الدول العربية، بخاصة السعودية ومصر والإمارات والأردن والبحرين والمغرب وغيرها.
وأشار إلى أنه من الممكن أن يشكل أولاً مبادرة سياسية دبلوماسية إنقاذية، ومن ثم يتم تشكيل قوة سلام عربية دولية خاصة بهذه الدول، تنسق مع الاحتلال على التسلم والتسليم في غزة، مع وجود فلسطينيين متطوعين لمهمة كهذه.
وأعرب البروفيسور والخبير في شؤون الارهاب عن اعتقاده أن حماس لن تستطيع مواجهة تحالف دولي - عربي كهذا، ولا سيما إذا دخلت الجيوش العربية هذا الجيب الجغرافي مع بقاء قوات الاحتلال قبل أن يتم الاتفاق على خطة أمنية، مضيفا أن "حماس" ستكون مطالبة بالتخلي عن دستورها من العنف العسكري وتلتزم بمبادئ عديدة، ومنها الهدنة التي وقعت عام 1949، إضافة إلى كل الاتفاقات التي التزمت بها السلطة الفلسطينية منذ "كامب ديفيد"، وعلى هذا الأساس يقوم التحالف العربي العسكري بالدخول إلى غزة، ولكن بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً.
وأكد "فارس" أن سيناريو كهذا قد يبدو مستحيلاً قبل الانتخابات الأميركية، لكن طرحه الآن سيعمم على كل الأطراف الممكن أن تشارك به، بخاصة الأطراف العربية والإقليمية والدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة.