في تقرير حديث نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)، يسلط الباحث أمجد عراقي الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه محادثات وقف إطلاق النار في غزة. يكشف التقرير عن انقسام عميق بين الأطراف المعنية، مما يهدد بتقويض جهود السلام وإطالة أمد الصراع.
جوهر الخلاف: دائم أم مؤقت؟
تكمن نقطة الخلاف الرئيسية في طبيعة وقف إطلاق النار المقترح. فبينما تسعى بعض الأطراف إلى اتفاق دائم يضع حداً نهائياً للعدوان الدموي، تفضل أطراف أخرى وقفاً مؤقتاً قد يسمح باستئناف القتال لاحقاً. هذا الانقسام يثير مخاوف جدية من احتمال استمرار الحرب حتى بعد إتمام عملية تبادل الأسرى.
دور البيت الأبيض: ضرورة تغيير المقاربة
يشدد التقرير على أهمية الدور الأمريكي في حل الأزمة، مع دعوة واضحة لواشنطن لتغيير مقاربتها:
أولا: التخلي عن المنطق الخطير:
يدعو التقرير الولايات المتحدة للتخلي عن فكرة أن "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس" يبرر سيطرتها على الفلسطينيين.
ثانيا: فضح المناورات السياسية:
على واشنطن أن تكشف عن مناورات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قد تعرقل جهود السلام.
ثالثا: استخدام النفوذ:
يجب على الولايات المتحدة توظيف نفوذها العسكري والاقتصادي والدبلوماسي لضمان انسحاب إسرائيلي كامل من غزة.
عواقب وخيمة
يحذر التقرير من أن عدم مراعاة هذه الإجراءات في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار قد يؤدي إلى:
- تعزيز ديناميكيات القوة التي رسخت الصراع لعقود.
- زيادة خطر اندلاع حرب مدمرة أخرى في المستقبل القريب.
ضرورة اتفاق شامل
يخلص التقرير إلى أن السلام الدائم والاستقرار في المنطقة يتطلبان أكثر من مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار. فالحاجة ملحة لاتفاق شامل يضمن:
1. وقفاً دائماً للعمليات العسكرية.
2. انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من غزة.
3. تمهيد الطريق لتقرير المصير الفلسطيني.
لحظة حاسمة تتطلب إجراءات جريئة
يؤكد التقرير أن الوضع الراهن يمثل لحظة حاسمة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتبقى الحاجة ملحة لاتخاذ إجراءات جريئة وحاسمة من قبل جميع الأطراف المعنية، وخاصة الولايات المتحدة، لتجاوز الانقسامات الحالية والتوصل إلى حل دائم يضمن السلام والأمن للجميع.