تواصل التهديد الإيراني

السيناريوهات المرتبكة.. استبعاد الحرب المفتوحة وتغيير قواعد الاشتباك

علم ايران و "إسرائيل"
علم ايران و "إسرائيل"

تتأهب "إسرائيل" لرد محتمل من إيران في أعقاب اغتيال "إسماعيل هنية" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أثناء وجوده في العاصمة الإيرانية الأسبوع الماضي، وذلك بعد ساعات أيضا من اغتيال من اغتيال "فؤاد شكر" أبرز القادة العسكريين في حزب الله

ومع ارتفاع قرع طبول الحرب في الشرق الأوسط تبرز الأسئلة حول رسائل الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة، وطبيعة الرد الإيراني والمحور، وما ستؤول له الأوضاع بعد ذلك؟.

الحرب قائمة بالفعل

وفي الصدد استبعد "ناصيف حتى" وزير خارجية لبنان الأسبق أن تتجه الأوضاع إلى حرب إقليمية ومفتوحة بين إيران ودولة الاحتلال التي اسقطت مرتين قواعد الاشتباك التي كانت قائمة وناظمة للحروب المختلفة الأشكال خاصة على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن إسقاط إسرائيل للخطوط الحمر التي كانت ناظمة لهذه التفاهمات ومقيدة للأعمال القتالية فتح الباب على المجهول.

وقال "حتى" خلال مقاله إن الحرب قائمة، منذ أشهر، في حدتها القتالية وازدياد ما يعرف، بمنطق الحروب، بالأهداف الاستراتيجية التي يتم التعامل معها عسكريا بما يعرف بـ"الضربات الجراحية"، موضحًا أن الحرب قائمة حتى دون حصول اجتياح برى على الجبهة الشمالية أو الجنوب اللبناني.

وأشار الوزير اللبناني السابق إلى المبادرات والوساطات من قبل الأطراف الدولية والإقليمية المعنية والمؤثرة لضبط هذه الردود، وكذلك الردود الإسرائيلية المنتظرة مع تصاعد التهديدات المتبادلة، تحت سقف معين أو بمعنى آخر من خلال بلورة قواعد اشتباك جديدة.

وأضاف أن "إسرائيل" تدرك من تجاربها الماضية أنه ليس من السهل الغرق في "المستنقع اللبناني"، ولا يمكنها تحقيق النتائج المتوخاة من حرب برية، كما دلت على ذلك تلك التجارب، دون أن يعنى ذلك عدم احتمال السقوط مجددًا في ذلك المستنقع، وهي الغارقة حاليًا في مستنقع غزة.

لعب بالنار

من جهته أكد "عبد الله السناوي" الكاتب والمحلل السياسي المصري أن عودة الاغتيالات الإسرائيلية المنهجية بمثابة لعب بالنار وستفتح المجال لعودة مضادة ونشوء منظمات فلسطينية تتبنى خيار التصفيات الجسدية على النحو الذي كان شائعا في سبعينيات القرن الماضي.

وتطرق الكاتب في مقال له إلى سيناريوهات عديدة للرد، بعضها يتحدث عن عملية منسقة لها دوى وأثر تعيد من جديد معادلات الردع بين إسرائيل وإيران إلى الأوضاع التي بدت عليها إبريل الماضي، مشيرًا إلى أن لكل ضربة رد فعل عليها، دون أن يكون واضحا حتى الآن طبيعة الرد وحدوده، جامحا بقدر خطورة الاغتيالين أم رمزيا حسبما تضغط دوائر أمريكية وأوروبية عديدة.

واستبعد "السناوي" أن يتم الحديث بأي مدى منظور عن استئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة والدوحة بين حماس وإسرائيل، مبينًا أن "نتنياهو" حاز بعمليتي الاغتيال مكسبًا يثبت مكانته السياسية داخل الرأي العام الإسرائيلي، ويطيل أمد الحرب الدائرة في غزة.

وأضاف السياسي المصري أن الإدارة الأمريكية تحاول التحكم المسبق في مسار المواجهات المحتملة بعد تحقيق أهداف الاغتيالين، مرة بالتأكيد أن هناك فرصا لوقف الحرب على غزة وإتمام صفقة التبادل، ومرة أخرى بالتحذير من عواقب وتداعيات الحرب الإقليمية المحتملة.

تجنب التصعيد

وفي الإطار رأى "نبيل فهمي" وزير خارجية مصر السابق أن الولايات المتحدة وإيران لا يسعيان عمدًا للتصعيد بينهم في الوقت الحالي، ويفضلون تجنب ذلك إذا أمكن، موضحًا أن الأولويات الأمريكية فيما يتعلق بطهران ترتبط بضبط الأمور في غزة، ومع حزب الله في جنوب لبنان دون تفاقمها وتوسعها.

كما أوضح "فهمي" أن إيران أيضا في مرحلة إعادة تقييم وتمركز دولي وإقليمي، بما في ذلك الانفتاح الإقليمي على غرار الاتفاق السعودي الإيراني، والتحرك بانضباط دوليًا، والتريث أمريكيًا تحسبًا للمواقف والإدارة القادمة التي ستفرزها الانتخابات الأمريكية.

ورغم قناعة الوزير المصري السابق أن كلا الجانبين لا يريد تفاقم الأمور، وخروجها عن السيطرة، إلا أنه يرى أن الأمور أصبحت أكثر صعوبة وحساسية في ظل اغتيال "إسرائيل" لإسماعيل هنية خلال وجوده في إيران، وسعيها للتصعيد الإقليمي، والحسابات الإيرانية قصيرة وطويلة الأجل حول رد الفعل المناسب لذلك، والضغوط الانتخابية التي تفرض على الولايات المتحدة محاولة ردع أي رد فعل إيراني محتمل.

وتوقع خلال مقال له أن يسعى الجانبان الأمريكي والإيراني لاستمرار وتيرة العلاقات بينهما على ما هي عليه خلال الأشهر المقبلة، دون تقدم أو تصعيد جوهري، إذا أمكن، على أن يصاحب ذلك جهودًا نشطة من الأطراف الإقليمية، وعلى رأسها إسرائيل وإيران وكذلك تركيا، لتثبيت بعض المواقع والإنجازات المهمة شرق أوسطيًا وخليجيًا، بحيث تفرض نفسها على التفكير والتخطيط الأمريكي مستقبلًا.

وبين "فهمي" أن "إسرائيل" تمارس ضغوطًا شديدة في الساحة السياسية الأمريكية، للتأكيد على الخطر الإيرانيين، ولا تتردد في إثارة طهران حسب الحاجة في سياق مساعيها المتواصلة والمعتادة للتأكيد على أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة بالمنطقة وأنها مهددة من الآخرين.

كما تضغط إسرائيل بشدة أيضًا لعدم استجابة الولايات المتحدة للاهتمامات والمطالب السعودية بالنسبة للاتفاقات والتفاهمات الأمنية أو توفير التسليح المتقدم والتطوير التكنولوجي النووي السلمي.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo