حذر المحلل السياسي الإسرائيلي، شمعون شيفيز، من أن استمرار حكومة نتنياهو سيؤدى إلى زوال إسرائيل بالقول: «الجنوب محترق والشمال مشتعل وفى القدس تلتقى حكومة بنيامين نتنياهو لتضمن أن ما تبقى من إسرائيل سيُحرق حتى الثمالة».
المحلل الإسرائيلي الذي شغل مدير مكتب رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إسحق رابين، قال في مقاله المنشور بموقع «تايمز أوف إسرائيل، أمس، اعتبر أن إسرائيل التى قامت على أساس الحفاظ على مبادئ الديمقراطية بأن تكون وطنًا لجميع اليهود، وتعهدت بالمساواة بين جميع سكانها، لم تعد كما كانت؛ إذ أن الحكومة الإسرائيلية تعمل مؤخرًا على تفكيك تلك المبادئ.
وأضاف «شيفيز»، خلال مقاله الذي حمل عنوان «لم نعد موحدين»، أن «حكومة نتنياهو» انتهجت إعلانًا جديدًا مختلفًا يتشكل بندًا تلو الآخر، يمحو عناصر إسرائيل ككل ويؤسس لمفهوم جديد ليهودية الدولة وفق تفسير أضيق نطاقًا، مستدركًا: «إسرائيل فى ظل حكم نتنياهو لم تعد دولة تعمل على تطوير الأرض لصالح جميع سكانها، بل باتت مقصورة على مجموعة مختارة من المقربين والمستوطنين؛ فيما يتم التخلى عن بقية سكانها لمواجهة الموت».
واستكمل «شيفيز» ساخرًا: «ستتهمنى حكومة نتنياهو على الفور بأننى أنتمي إلى جيل مختلف، وأننى لم أعد جزءًا من الإجماع الوطنى، كوني موظفًا حكوميًا سابقًا وجزءًا من حكومة رابين، أؤكد أن استمرار إسرائيل مشروط ببقائنا كشعب واحد، بأهداف مشتركة.. حكومة نتنياهو تقطع أوصال إسرائيل بدءًا من الجيش، والجهاز الأمنى، والشرطة، مرورًا بجهاز إنفاذ القانون، ثم وصولًا لإنهائها مبادئ الحكم الديمقراطى وسطوته على النظام القضائى».
وتابع: «فى الأيام الأولى بعد السابع من أكتوبر، بدا لفترة وجيزة أننا بسبب الرعب، كإسرائيليين أعدنا اكتشاف ذواتنا الحقيقية كإخوة فى السلاح؛ اتحد الجميع من المنظمات الدينية، وحركة الكيبوتس والمدن النامية، لإنقاذ ومساعدة النازحين من المستوطنات الشمالية، ظننا أن الروح الحقيقية لشعب إسرائيل قد انتعشت، ونهضنا متحدين محاولات التفكيك من الأعلى والآن، بعد أن فقدنا ١٧٠٠ من مواطنينا وجنودنا، و١٠ آلاف آخرين أصيبوا جسديًا ونفسيًا، مع وجود الكثير منهم فى الأسر داخل الملاجئ بسبب إخفاقات وسياسات هذه الحكومة، فمن الواضح أننا لم نعد على نفس الحال».
وتابع: «نتنياهو وحكومته يواصلون الانقلاب الحكومى الذى أوصلنا إلى الكارثة؛ بل إنهم مستمرون فى استهداف وتفكيك الجيش الإسرائيلى، وتفكيك الشرطة، والنظام القضائى ويعاملون القضاة على أنهم مجرد مصدر إزعاج.. تخيل هذه الصورة فى ذهنك.. الجنوب محترق، والشمال مشتعل ومهجور، وفى القدس يجلس أعضاء حكومة نتنياهو ومبعوثوها، لضمان حرق ما تبقى من الأرض، لقد تم غزونا جميعًا، ونحن جميعًا رهائن. لماذا؟ لأنه، من وجهة نظرهم، لم يعد هناك دولة إسرائيلية لضمان إحراق ما تبقى من إسرائيل».
واختتم المحلل الإسرائيلى حديثه مستطردًا: «الحكومة الحالية تواصل انقلابها الذى قادنا إلى الكارثة، وتستهدف القادة العسكريين، وتفكك الشرطة، وتعتبر القضاة أعداء؛ وحال نجحت هذه الحكومة فى خطتها واستمرت، فقد يبقى هؤلاء، لكننا سنفقد دولة إسرائيل».
.