موسى أبو مرزوق "الإسرائيليون أجبن من أن يخوضوا معركة برية"

الدبابات الاسرائيلية في غزة
الدبابات الاسرائيلية في غزة

في تاريخ الخامس من مايو وفي لقاء مع المذيع عمر أديب يقول موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب التنفيذي لحركة حماس مستخفًا بتصريحات نتنياهو وتهديداته باجتياح مدينة رفح قائلًا: "قصة وراء الثانية أنه (نتنياهو) سوف نهاجم رفح وننتهي من العملية ... هو حد مانعك هاجم رفح وخلصنا.

هذا المنطق الذي يؤكد أن بعض القيادات في حركة حماس لا تعرف على أي أرض تقف، فهي لا توزن مقالها وبالتالي أعمالها، ولا تبني أفعالها على خطط استراتيجية مما يوقعنا كشعب في أهوال لا قِبل لنا فيها، وبالتالي ندفع أثمان شطط وتفكير غير سليم يدفع بنا للدخول في مأزق سياسي ندفع أثمانه من الدماء البريئة والإعاقات البشرية المخيفة إضافة إلى الخسائر الهائلة في البنيان والاقتصاد والتعليم والصحة.
 
هل ينظر السيد أبو مرزوق إلى تهديدات نتنياهو بأنها استعرض قوة فارغ، وبالتالي يقول له بلغة الحارات (وريني مراجلك) التي سوف يقضي عليها إن فعل نتنياهو ودخل رفح، أم أن اجتياح مدينة رفح وتدميرها لا يشكل فارق كبير في نظر السيد أبو مرزوق وقيادة حركة حماس من خلفه التي تسمع هذه التصريحات ولا تمنعه من تكرارها وغيرها في أكثر من لقاء.
 
هذا اللقاء يأخذنا إلى لقاء أكثر استخفافًا وخطورة من اللقاء آنف الذكر، وها أنا أنقله بشكل حرفي وهو لقاء تم مع قناة الغد يوم الثامن من أكتوبر 2023.
 
كان الحوار يدور حول سقف توقعات حركة حماس للرد الإسرائيلي على عملية السابع من أكتوبر، فجاء حديث السيد موسى أبو مرزوق أن الرد الإسرائيلي قد بدأ، ومع تطور الحوار أكثر أكد المذيع على استيضاح سقف هذا الرد حسب توقعات حركة حماس وهل سيستدعي ذلك اجتياحًا بريًا للقطاع، فجاء رد السيد موسى أبو مرزوق وهو أول رئيس للمكتب السياسي لحركة حماس ونائب رئيس المكتب التنفيذي الحالي للحركة على هذا النحو:
 
- موسى أبو مرزوق: "أقول بأنهم (الجيش الإسرائيلي) أجبن من أن يخوضوا معركة برية. يسأل المذيع: ما الذي يمنعهم من ذلك؟! فيجيب أبو مرزوق: "أنا أعتقد بأن تجربة 2014 تمنعهم من ذلك لأن الدرس الذي لقناه إياهم في 2014 (استمرت الحرب 51 يوم راح ضحيتها 2147 قتيلًا وأكثر من 11 ألف جريح مقابل 72 قتيل إسرائيلي و720 جريح) يمنعهم من أن يخوضوا معركة برية ثانية بل بالعكس نحن نقول لهم تفضلوا في حرب برية ثانية!"
 
يسأل المذيع مرة أخرى: أنتم مستعدون إذن سيد أبو مرزوق لحرب برية تجتاح فيها اسرائيل قطاع غزة؟ يجيب أبو مرزوق: "لا يستطيعون ذلك ولا أعتقد بأنهم من الشجاعة أن يخوضوا حربًا بهذا الشكل."
 
الناظر لتلك التصريحات والوضع القائم الأن على الأرض بعد 7 شهور، يعرف تمام المعرفة أن السيد أبو مرزوق قد بنى سياسته الاستراتيجية لمواجهة العدو الإسرائيلي على نظريات طفولية ليس لها علاقة بالمعرفة السياسية والعسكرية للجيش الاحتلال، إذا اتهمه بالجبن وعدم الاستطاعة، وها هو قد قتل ما يزيد عن 35 ألف مواطن واجتاح مدن القطاع، ولا يعلم السيد أبو مرزوق أن الحروب لا تخاض بالشجاعة والعدد، بل بالتكنولوجيا العسكرية والقدرات الدفاعية والخطط وليس بالاعتقاد والنية المعرفية المغلوطة عن العدو.
 
الآن الأهالي في رفح يتجهزون لإخلاء شرق المدينة، وهي المدينة التي يتكدس فيها مليون ونصف من النازحين بعد أن تم ترحيل أهالي شمال غزة بعد اجتياحه هو ومدينة غزة وخانيونس والمخيمات الوسطى والأن يتجهز لمدينة رفح، بينما كان السيد أبو مرزوق يقول أن الاحتلال أجبن من أن يدخل معركة برية!
 
كل هذا حصل بينما رؤية السيد أبو مرزوق وهو القيادي الكبير في الحركة كانت مبنية على (أنا أعتقد) بأن الاحتلال لن يجرؤ على اجتياح غزة، وهو جبان ولن يفعل ذلك، هذه هي الاستراتيجية التي تقودي فيها حركة حماس البلاد والعباد، هل هذه طريقة صحيحة لإدارة معركة، هل يقتنع الكادر الحمساوي بهذه القيادة السياسية التي تبنى استراتيجيتها على (أنا أعتقد) وهل سوف نستمر في هذا التعنت الذي سيأخذنا جميعًا إلى الجحيم.
 
فشكلت هذه القيادة السياسية منذ اليوم الأول في تبنى رؤية واضحة وأهداف سياسية عملية من وراء عملية السابع من أكتوبر، وربطتها في تحرير الأسرى والمسجد الأقصى، وهي أهداف ثانوية نسفت فعليًا الجهد القتالي الذي حصل في تلك العملية، وكان يجب أن يكون التصريح هو واحد وحيد: هذه العملية هي من أجل التحرر من الاحتلال دون أي تفصيلات أخرى، فلو حدث ذلك لتغير الخطاب كله، أما ربط العملية بتحرير الأسرى أوصلنا إلى هذا الحال الذي ستفاوض فيه حماس على اطلاق الرهائن الإسرائيليين مقابل عودة النازحين إلى شمال غزة، هذا إن بقي أسرى أحياء يمكن التفاوض عليهم من الأساس.
المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo