أسلحة إسرائيل في العدوان وسؤال القنابل المحرمة

أثار القصف على قطاع غزة
أثار القصف على قطاع غزة

من الأسلحة التقليدية، الى الذكية، وصولا الى الاسلحة المحرمة دوليا، قائمة لاحصر لها من أدوات الموت التي استخدمتها إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة في اطار حرب الإبادة التي تشنها ردا على أحداث السابع من أكتوبر، وصبت خلال هذه الحرب الاف الاطنان من الصواريخ والقنابل على رؤوس الابرياء من المدنيين، مخلفة الى الان نحو 19 الف شهيد جلهم من الأطفال والنساء، و دمارا هائلا في البني التحتية.

وكان لافتا في هذه الحرب هو نوعية وطبيعة الأسلحة المدمرة التي استخدمتها تل ابيب، منها ما معروف واخر مجهول من ترسانتها العسكرية أو من الترسانة الأمريكية، بالإضافة الى نوعيات جديدة من الأسلحة التي استخدمت للمرة الاولي خلال هذه الحرب، على أجساد الابرياء من المدنيين بدافع الانتقام، ولتسويق الصناعات العسكرية وشركات انتاج السلاح، بعدما اثبتت هذه الأسلحة قدرتها على الفتك والدمار في مختبر غزة.

الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل

سلطت العديد من التقارير الدولية وخبراء عسكريون الضوء على طبيعة الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل قي عدوانها على قطاع غزة، والتي توزعت ما بين أسلحة من انتاج الصناعات العسكرية الاسرائيلية واخري أمريكية في اطار المساعدات التي قدمتها واشنطن لتل ابيب بعض هذه الأسلحة صنف بانه محرم دوليا.

قنابل "جدام" الذكية JDAM: هو واحد من الأسلحة الذكية الامريكية الفتاكة، وهي قنابل هجومية ذات تدمير عالٍ، ويصل مداها إلى 28 كم، ويتم التحكم بها عبر الأقمار الصناعية وهي من بين اكثر القنايل التي استخدمها الاحتلال خلال غاراته العنيفة على قطاع غزة.

وتعمل قنابل جدام على تحويل القنابل غير الموجهة إلى سلاح "ذكي" دقيق، إذ تستخدمها لضرب أهداف في غزة من الجو، ويتراوح وزنها بين 558 رطلا و 2000 رطل، ويمكن إطلاقها من ارتفاع 13.5 كيلومتر، أما توجيهها فيتم بالقمر الصناعي ويمكنها خرق التحصينات.

القنبلة الفراغية: وهي من بين اشهر الأسلحة التي تسخدمها إسرائيل ضد المنشاءات والمباني المدنية في حربها على فطاع غزة وهي قنبلة تستخدم الأوكسجين المحيط بها لتوليد انفجار قوي ذي حرارة عالية، وتعمل القنبلة الفراغية على تدمير الهدف من جميع الجهات وليس فقط من الجهة المقابلة للقنبلة، لا سيما الأهداف تحت الأرض، كالمخابئ والمخازن والأنفاق.

ومن أبرز أنواعها التي تمتلكها "إسرائيل" قنبلة "بي إل يو-109"، وقنبلة "بي إل يو-188"، وقنبلة "بي إل يو-188 بي"، وتعد أمريكا من مصنعي القنابل الفراغية.

قنابل هالبر: وهي قنابل أمريكية الصنع حصلت عليها تل ابيب في اطار صفقات الدعم الأمريكي يتسخدمها جيش الاحتلال في هذه الحرب لقدرنها على اختراق الحصون والأنفاق في قصف غزة، وتعمل هذه القنابل بنظام "GPS" بهدف تدمير البنية التحتية للقطاع، واستخدمت خلال الحرب 50 قنبلة خارقة للحصون من نوع "BLU- 113"، و700 أخرى من نوع "BLU- 109".

ومن بين الأسلحة الرئيسية التي تعتمد عليها إسرائيل دبابات ميركافا، وهي دبابة القتال الرئيسية التي يستخدمها الجيش وكشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل. إن النموذج المرشح للاستخدام بقوة في غزة Mark 4، لأنه الأفضل حاليا من حيث التكنولوجيا والتسليح والتدريع ويمكنه التصدي لهجمات حماس وقاذفاتها أثناء الاقتحام الأرضي، بالإضافة إلى ناقلات الجنود المدرعة، أو APCs، وكذلك ناقلة الجنود المدرعة إيتان الجديدة، ذات عجلات 8 × 8 متعددة الأغراض.

أسلحة محرمة دولياُ

استخدام الفسفور الأبيض كان من بين اكثر الأسلحة وضوحا خلال هذا العدوان على غزة وهو من الأسلحة المحرمة دوليا ويحوي مادة كيميائيّة منتشرة في قذائف المدفعيّة والقنابل والصواريخ، تشتعل عند تعرّضها للأكسجين. يُنتج هذا التفاعل الكيميائي حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية، ويُسبّب أيضا إصابات مروّعة عندما يُلامس الناس. ويعمد الاحتلال الى استخدامة كستار دخاني أو كسلاح، للتسبب في أضرار للمدنيّين جراء الحروق الشديدة التي يُسبّبها وآثاره طويلة الأمد على الناجين. وشهدت الحرب على قطاع غزة استخدام هذه النوع من السلاح.

وفي تقرير لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية، أكدت على استخدام قوات الاحتلال «الفوسفور الأبيض» في عمليات عسكرية في لبنان وغزة في 10 و11 أكتوبر 2023، على التوالي، إذ ظهرت قنابل الفسفور الأبيض بعدد من مقاطع الفيديو فوق ميناء غزة، فضلا عن موقعيين ريفيين على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وقدمت المنظمة رابطين لمقطعي فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قالت إنهما يظهران "استخدام مقذوفات مدفعية من الفسفور الأبيض عيار 155 ملم .

القنابل العنقودية: أحد أسلحة التدمير الشامل المصنفة على قائمة الأسلحة التقليدية المحرمة دوليا، حيث تحتوى الواحدة منها على عشرات القنيبلات المصغرة، لذلك تتسبب في إيقاع العديد من الضحايا، وتستخدمها إسرائيل منذ اليوم الأول من الحرب على قطاع غزة.

في غضون ذاك كشف وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار في حديث لشبكة لـCNN ان إصابات جرحى غزة: لم نرها في حياتنا الطبية

واكد وزير الصحة المصري خلال تفقد الجرحى الفلسطينيين في مستشفيات شمال سيناء، ان الإصابات أظهرت استخدام الاحتلال الإسرائيلي لـ"أسلحة مجهولة" قد تكون "بيولوجية".

وفي شهادات أحد الاطباء المصريين الذي أشرف على علاج الجرحي الفلسطينين قال إن "الجريح الواحد يعالج من إصابات متعددة، تشمل كسوراً وحروقاً وشظايا"، موضحاً أن "هذه الإصابات تؤكد تعرض المدنيين لقصف بسلاح حارق وخارق ومحرم دولياً".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، كشفت في أكتوبر الماضي، عن أن قوات الاحتلال تستخدم سلاحاً جديداً في القصف، يخترق الأجساد ويحدث انفجارات داخلها وحروقاً تؤدي لإذابة الجلد، فيما تحدث الشظايا انتفاخاً وتسمماً.

وقال وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش، إن هناك مصابين بحروق درجتها 80%، ما يدل على استخدام أسلحة جديدة.

جيش الاحتلال استخدم أسلحة محظورة دوليا أقلها قنابل الفوسفور

صحيفة لوموند نشرت شهادة طبيبين نرويجيين عن حالات إصابة بأسلحة جديدة يستخدمها الإسرائيليون ضد المدنيين في غزة، ما يؤكد التقارير المتواترة عن أن جيش الاحتلال استخدم أسلحة محظورة دوليا أقلها قنابل الفوسفور التي تقتل أو تلحق أضرارا فادحة بكل من يتعرض لها.

الطبيبان مادس غيلبرت وإريك فوس اللذان كانا موجودين بمستشفى الشفاء في غزة، نجحا في نقل 15 فلسطينيا مصابين بجروح خطيرة جراء استخدام تلك الأسلحة إلى خارج القطاع عبر معبر رفح

غزة مختبر أسلحة

لم يكن الانتقام هو دافع الحرب الوحيد بالنسبة لتل ابيب بل كان هناك اتجاه اخر تمثل في برامج التصنيع العسكري التي اكتسبت ثقة بين مصنعي السلاح ومستورديه بعدما أظهرت نتائجها فاعلية في ضرب الأهداف والتي استخدمت فيها قطاع غزة كحديقة خلفية لاختبار هذه النوع من الأسلحة حيث يوجد نحو 600 شركة تعمل في منظومة إنتاج الأسلحة بمتوسط مبيعات يبلغ سنويا 10 مليار دولار وتصدر 70% من إنتاجها للخارج

بعد 15 يوماً على بدء الحرب، وثّق جيش الاحتلال بلقطات فيديو، استخدام فرقة الكوماندوز-ماجلان لقنابل هاون تسمى "اللدغة الحديدية" والتي كانت شركة Elbit Systems -ومقرها حيفا- بالإعلان عنها منتصف عام 2021. وعلى الرغم من أن الشركة قد زعمت بأن هذا النوع من القنابل يحقق إصابات مباشرة و"مصممة للاشتباك مع الأهداف بدقة، أثبت استعمالها في غزة على أن لديها القدرة على فصل الأنسجة عن اللحم وقطع الرؤوس مباشرة وإصابة كل الأشخاص الذين يقفون على مسافة قريبة.

من جهته اكد الصحفي الاستقصائي الأسترالي الألماني "أنتوني لوينشتاين" في كتابه "المختبر الفلسطيني" أن دولة الاحتلال طورت صناعة الأسلحة لديها على مدار السنوات الماضية عبر اختبارها على مواطني فلسطين المحتلة، ثم سوَّقت لهذه الأسلحة على أنها "مُجربة في ميدان المعركة". تلك الإستراتيجية أدت إلى انتشار العلامة التجارية لجيش الاحتلال بنجاح عالميا، وجعلت شركات الأمن والسلاح الإسرائيلية من بين أكثر الشركات تحقيقا للمكاسب في هذا المجال، لأن فكرة "المختبر الفلسطيني" تُعَدُّ نقطة بيع إسرائيلية مميزة مقارنة بأي شركة سلاح أخرى أمام العملاء.

الى ذلك نشرت الكاتبة كيرين عساف الناشطة في مناهضة الصناعات العسكرية. مقالا ابان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 والذى شكل بحسب الكاتبة نقطة تحول في الصادرات العسكرية الإسرائيلية التي شهدت انتعاشةً كبيرةً نتيجة اختبار أسلحة تم تطويرها لأول مرة في أرض المعركة مثل الطائرات المُسيّرة والصواريخ ومعدات المراقبة البرية، وعقدت "إسرائيل" صفقات أسلحة بملايين الدولارات حول العالم

وفي تقرير نشرته مؤسسة الدراسات الفلسطينية حول ضلوع كبرى شركات الأسلحة الإسرائيلية "إلبيت سيستمز" في جرائم الحرب ضد الفلسطينيين من خلال تصنيعها وإمدادها الجيش الصهيوني بالأسلحة التي يختبرها بدوره على الشعب الفلسطيني، هو محور مجموعة من الصور البيانية التي أعدتها مؤسسة Visualizing Palestine السنة الماضية وسلّطت المؤسسة الضوء على عدد من الصناعات وأعطت أمثلة بشأن تأثيرها المباشر في التطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وتحديداً في قطاع غزة، مشيرةً إلى أن ذلك يشمل أسلحة جديدة تمت تجربتها للمرة الأولى في العدوان الأخير.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo