طفل كل 10 دقائق

مليون طفل يحاصرهم الموت والجوع والمرض والخوف

تشييع جثامين الاطفال الشهداء في غزة
تشييع جثامين الاطفال الشهداء في غزة

في حرب غزة كل شيء ضحية لحرب التدمير والابادة ولكن في المقدمة الأطفال بأشكل متعددة وفي مقدمتها أن نحو 70% من الشهداء من الأطفال والنساء والامهات، الحرب أيضا تمس الطفولة بشكل صارخ في رحلة النزوح الداخلي وظروفه الصعبة ونقص الماء والطعام والكهرباء والتدفئة مما يجعل حياة كل طفل مهددة.

مجزرة ضد الطفولة
 

وكشفت مؤسسات دولية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل طفل كل 10 دقائق، وان الأطفال الذين قتلوا خلال شهر في غزة أكبر من العدد الإجمالي للأطفال الذين قتلوا في الصراعات المسلحة في 22 بلدا منذ 2020، كما ان حياة مليون طفل مهددة.

وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن طفلا يقتل كل 10 دقائق في قطاع غزة وأن غالبية المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية خرجت عن الخدمة، وأن نظام الرعاية الصحية بأنه على شفا الانهيار، كما طال المستشفيات والعيادات والمرضى وسيارات الإسعاف أكثر من 250 هجوما بداية العدوان.

بدورها قالت الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا" رولا دشتي أن عدد الأطفال الذين استشهدوا في قطاع غزة خلال شهر، فاق العدد الإجمالي للأطفال الذين قتلوا في الصراعات المسلحة في 22 بلدا منذ 2020.

يذكر أن وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أعلنت أن عدد الشهداء منذ بداية العدوان على قطاع غزة إلى أكثر من 11 ألف شهيد، منهم أكثر من 4500 طفل و3000 امرأة، و700 مسن، في حين وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 28 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، الذين يشكلون ما نسبته 74% من الشهداء والجرحى.

يشكل الأطفال نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويعيشون تحت قصف مستمر، ويتكدس كثيرون منهم في ملاجئ مؤقتة، وفي مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بعد نزوحهم من منازلهم، ولا يملكون إلا القليل من الطعام والمياه النظيفة.

أطفال بلا امن او غذاء
 

بدورها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن حياة مليون طفل في غزة باتت «معلقة بخيط رفيع» مع انهيار الخدمات الصحية للأطفال تقريباً في أنحاء القطاع.

وأضافت منظمة اليونيسف أن أكثر من 1.5 مليون نازح، من بينهم 700 ألف طفل، يكافحون من أجل الحصول على المياه الصالحة للشرب ويعيشون في اوضاع فظيعة للصرف الصحي، ويتزايد خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من الأمراض يوما بعد يوم ويهدد الأطفال بشكل خاص.

وقالت أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ""إن الأطفال يتعرضون للحرمان من حقهم في الحياة والصحة، معتبرة إن حماية المستشفيات وإيصال الإمدادات الطبية المنقذة للحياة هو واجب بحسب قوانين الحرب، وكلاهما مطلوب الآن".

وأضافت خضر: "الأطفال في غزة على شفير الهاوية، وخاصة في الشمال،" "لا يزال هناك آلاف وآلاف من الأطفال في شمال غزة بينما تشتد الأعمال العدائية. ليس لدى هؤلاء الأطفال مكان يذهبون إليه وهم في خطر شديد. مما يتطلب الى وقف الهجمات على مرافق رعاية صحة الأطفال فورًا، وإلى توصيل الوقود والإمدادات الطبية بشكل عاجل إلى المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك الأجزاء الشمالية من القطاع."

وأوضحت أن خدمات صحة الأطفال في جميع أنحاء قطاع غزة تعمل فوق طاقتها بشكل خطير أصلاً قبل أعمال العنف الحالية، مع افتقار القطاع الصحي إلى البنية التحتية الكافية، والمعدات الطبية، ومع انقطاع الخدمات، بما في ذلك خدمات المياه، في كثير من الأحيان بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

قتل وجرح 420 طفل يوميا
 

وفي سياق متصل أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الصحة العالمية أن 420 طفلاً يتعرضون للقتل أو الإصابة يومياً، وتبلغ أعمار بعضهم بضعة أشهر فقط.

ويلجأ حالياً أكثر من نصف سكان غزة في مرافق الأونروا وسط ظروف فظيعة، إذ لا تتوفر إمدادات مياه وأغذية كافية، مما يتسبب بالجوع وسوء التغذية والجفاف وانتشار الأمراض المنقولة بالماء. ووفقاً لتقديرات أولية أجرتها الأونروا، تعيش الاف النساء الحوال وامهات المواليد الجدد في هذه المرافق وهم يحتاجون إلى رعاية طبية. وانتشار الكبير لمرض التهاب التنفسي الحاد وحالات الإسهال التي طالت عشرات الاف الأطفال، وهو أمر مثير للقلق.

الحوامل والمواليد في خطر شديد
وفي شكل آخر للعدوان الذي يمس الطفولة تتحمل النساء والأطفال والمواليد الجدد في غزة عبئاً أكبر من جراء تصعيد الأعمال العدائية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك من حيث الخسائر ومن حيث تقلّص إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية.

وشددت المؤسسات الدولية على أن القصف، وتضرر المرافق الصحية، والمستويات الهائلة من التهجير، وانهيار إمدادات المياه والتيار الكهربائي، إضافة إلى تقييد إمكانية الحصول على الغذاء والأدوية، تؤدي جميعاً إلى تعطيلات شديدة في الخدمات الصحية للأمهات والمواليد الجدد والأطفال. وثمة ما يقدر بـ 50,000 امرأة حامل في غزة، وتجري فيها أكثر من 180 حالة ولادة يومياً. ومن المرجح أن تتعرض نصف النساء اللاتي يلدن في هذه الفترة إلى مضاعفات صحية متصلة بالحمل أو الولادة، وهن بحاجة إلى رعاية طبية إضافية.

وأشارت الى أنه ليس بوسع هؤلاء النساء الوصول إلى خدمات رعاية التوليد في الحالات الطارئة والتي يحتجنها للولادة بأمان ولرعاية مواليدهن الجدد. ونظراً لإغلاق غالبية المستشفيات وعيادات للرعاية الصحية الأساسية، تضطر بعض النساء للولادة في الملاجئ أو في منازلهن أو في الشوارع بين الأنقاض أو في مرافق رعاية صحية تعاني ضغطا ًشديداً، بينما تتفاقم حالة النظافة ويزداد خطر الالتهابات والمضاعفات الطبية. 

وتوقعت اليونيسف أن تزداد الوفيات بين الأمهات بسبب نقص إمكانية الوصول إلى الرعاية الملائمة. كما تؤدي الأضرار النفسية الناجمة عن الأعمال العدائية إلى تبعات مباشرة – وأحياناً فتاكة – على الصحة الإنجابية، بما في ذلك زيادة في حالات الإجهاض الناجمة عن الإجهاد النفسي، وحالات ولادة أطفال ميتين، وحالات الولادة قبل الأوان.
ونوهت ان قطاع غزة يعاني قبل العدوان سوء التغذية بمعدلات مرتفعة بشكل واسع الانتشار بين النساء الحوامل مما يترك تأثيرات على بقاء الأطفال ونمائهم. ومع تفاقم وضع إمكانية الحصول على الأغذية والمياه، باتت النساء يكافحن لإطعام أسرهن ورعايتها، مما يزيد أخطار سوء التغذية والأمراض والوفيات.


آلاف الأيتام الجدد
 

ويواجه الاف الأطفال مصيرهم الصعب بعدما تحولوا الى يتامى فقدوا أحد والديْهم أو كليهما بسبب ظروف الحرب، خاصة في ظل ضعف إمكانات دور الأيتام في غزة، فلا يوجد سوى 4 دور في غزة، تضررت أهمها جراء قصف إسرائيلي في العام 2021.

وبلغت أعداد الأطفال الأيتام قبل العدوان الأخير نحو 33 ألفًا، وفق آخر إحصاء لمؤسسة "إس. كاي. تي. ويلفير" الخيرية الإسلامية، بينما قدرتهم مؤسسة "أورفانز إن نيد" بأكثر من 22 ألف يتيم، يواجهون مخاطر لا يمكن تصورها على سلامتهم، كما تواجه الأرامل صعوبات لإعالة أطفالهن بمفردهن.

جدير بالذكر أن عدوان إسرائيل على غزّة في العام 2014، خلف نحو 1500 يتيم جديد في القطاع، بينما قدرتهم وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية " بـ2000.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo