أزمة نتنياهو مع المؤسسة العسكرية تتفاقم مع توسع الحرب

نتنياهو مع قيادة الجيش
نتنياهو مع قيادة الجيش

تغريدة نتياهو التي اعتذر عنها لاحقا، بعد اتهامه الأجهزة الأمنية والعسكرية بالتقصير فيما يتعلق بهجوم حماس يوم 7 أكتوبر، أثارت عاصفة من الانتقادات هي انعكاس واضح لما ذهب له الكثيرين عن ازمة الثقة بين مركبات مجلس الحرب والبون الشاسع في المواقف بين المؤسستين السياسية والعسكرية، ليس على صعيد العملية العسكرية في قطاع غزة بل اخذت منحى واضح حول شخصية نتنياهو بحد ذاتها، فيما اعتبرها البعض انها محاولة للتمص من نتائج معركة طوفان الاقصي والقاء اللوم على الاخرين، لكن الأخطر بحسب الكثير من الإسرائيليين هو توقيت هذه التغريدة فيما تستعد إسرائيل لحربها على غزة.

01.png

ورغم أن كبار المسؤولين بدءا من قادة المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) وصولا إلى وزير ماليته اعترفوا جميعا بإخفاقاتهم فإن نتانياهو لم يقم بذلك.

وسط انتقادات.. نتنياهو يعري مجلس الحرب

ويواجه نتنياهو ضغوطا شديدة وانتقادات لا تهدأ على خلفية الإخفاق الأمني والاستخباراتي فيما تستعد المعارضة الإسرائيلية ولجان مختصة لمحاسبة المسؤولين عن هذا الإخفاق وعلى رأسهم رئيس وزراء

حيث هاجم عضو حكومة الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، نتنياهو وقال: "إنه عندما نكون في حالة حرب يجب على القيادة أن تتحلى بالمسؤولية وتقرر فعل الأمور الصحيحة وأن تعمل على تمكين القوات، أما أي أفعال أو تصريحات أخرى فإنها تضر بقوة الشعب وقدرته على الصمود".

وأضاف غانتس: "الهروب من المسؤولية وإلقاء اللوم على النظام الأمني يضعف الجيش في أثناء القتال". مشددا على وقوفه التام خلف أجهزة الأمن.

02.png

وكان عضو الكابينيت، غادي ايزنكوت، قد اعتبر أن تصريحات نتانياهو الأولى تجاوزت الخطوط الحمراء.

المعارضة الإسرائيلية.. نتياهو يتحمل الفشل

إلى ذلك، أكد زعيم المعارضة ورئيس حزب (هناك مستقبل) يائير لابيد إن مسؤولية الفشل أمام حماس تقع على نتنياهو لا أجهزة الاستخبارات.

وكتب في بيان نشره عبر منصة إكس: "في 20 سبتمبر، نشرت تحذيرا استثنائيا حول إمكانية اندلاع أعمال عنف متعددة الجبهات. والمواد الاستخباراتية التي اعتمدت عليها عُرضت أيضا على نتنياهو". مضيفا أن أجهزة الاستخبارات التي جمعت هذه المعلومات هي التي يتهمها نتنياهو اليوم بعدم تحذيره.

03.png

من ناحيته، قال العضو المعارض أفيغدور ليبرمان، الذي كان وزيرا للجيش في حكومة نتانياهو ان تغريدة نتياهو تشير إلى شيء واحد فقط: إنه غير مهتم بالأمن، وليس مهتما بالرهائن، بل بالسياسة فقط".

من جهته، قال يوسي كوهين، الذي ترأس جهاز الموساد في حكومات نتانياهو السابقة لراديو إسرائيل: "أنت تتحمل المسؤولية من بداية عملك، وليس من منتصفه".

وزير الجيش الإسرائيلي السابق موشيه يعلون قال في مقابلة إذاعية، إن رئيس نتنياهو “منشغل فقط بالمناورات السياسية وشعاره هو دع الأمة تحترق، وأنا لا أثق في قدرته على قيادة الحملة العسكرية” الحالية ضد حماس.

الصحافة الإسرائيلية.. نتنياهو وقح ومراوغ

قال الصحفي أنشيل فيفر، مؤلف السيرة الذاتية لرئيس الوزراء الإسرائيلي: "نتنياهو وقح للغاية، يدرك تماماً أن هذه هي أكبر مأساة في تاريخ إسرائيل ومسيرته السياسية، ولكنه يرى أن الاعتذار هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة، وهو لا ينوي الاستقالة".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين، قولهم أن عمل نتنياهو مع وزير الجيش يوآف جالانت "يبدو صعباً" وسط قلق من العاصفة المتوقعة بعد انتهاء الحرب، إذ يتعين على حكومة الطوارئ المشكلة حديثاً اتخاذ قرار بالغ الأهمية في الأيام المقبلة، وربما في الساعات المقبلة.

اقرأ أيضاً: ما بعد الحرب على غزة.. السؤال المغلق

بدوره دعا الكاتب في صحيفة "معاريف" بن كسبيت إلى الإطاحة بنتنياهو فورا، وقال "لقد أحدث نتنياهو ما يكفي من الضرر، ويجب عزله من السلطة"، مضيفا " الرجل الذي كان من المفترض أن يتحمل المسؤولية يواصل المرواغة والتضليل، وتشغيل آلة السم الملوثة وكأننا في حملة انتخابية، لا يمكن أن نسمح لأنفسنا الإبقاء عليه في رأس الهرم".

فيما أكد المحرر في الموقع الإخباري "واللا" نير كيفنيس، أن مسيرة نتنياهو السياسية المثيرة للجدل ترافق إسرائيل في الحرب على غزة من خلال الخلافات وتباين المواقف حول شخصه ونهجه. وقال إن نتنياهو يعمل في ظل الحرب على الجبهة السياسية لتعزيز الرواية "رئيس وزراء حذر ومسؤول، قادته إلى الإخفاق مجموعة من الجنرالات الفاشلين الذين لم يقدموا التحذير في الوقت المناسب".

بدوره رأى المحلل السياسي، عكيفا إلدار، أن هذا السجال الإسرائيلي خلال الحرب يعكس أصلا الخلاف القائم بالمشهد السياسي حول شخص نتنياهو الذي يخوض، وفي خضم الحرب على غزة والتوتر على الجبهة الشمالية مع لبنان معركة على مستقبله السياسي، حيث يخشى أن تطيح به الحرب

نهاية مستقبله السياسي

كالة بلومبرغ للأنباء، نشرت تحقيقا للكاتبان إيتان برونر، وجاليت ألستاين، قالا فيه إن نقطة التحول في الموقف من نتنياهو بالنسبة للكثيرين في إسرائيل جاءت يوم الأحد الماضي، عندما نشر تغريدة على موقع “إكس”، وتبرأ فيها من المسؤولية عن اقتحام الفلسطينيين للحدود مع غزة، ومقتل 1400 إسرائيلي واختطاف 230 آخرين. وبمجرد أن ألقى المسؤولية على أجهزة الأمن والمخابرات، بدأ التمرد عليه.

الى ذلك اعتبر الكاتب والباحث السياسي أسامة شعث أن حالة التخبط التي يشهدها الاحتلال الإسرائيلي أصبحت مكشوفة أمام العالم، مؤكدا أن المجتمع الإسرائيلي في حالة صدمة بسبب ما يحدث.

وأضاف السياسي الفلسطيني، لا توجد قيادة حقيقية في جيش الاحتلال، مما يؤدي إلى تكرار الهزائم وفشل عمليات التخطيط والتنفيذ والمواجهة، مشيرا إلى أن الجميع يلقي باللوم على الآخر، وفق ما أفاد لصحيفة المصري اليوم.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo