العملية البرية من الاجتياح الى المناورة الى الانتظار

حشودات الدبابات الاسرائيلية على حدود غزة
حشودات الدبابات الاسرائيلية على حدود غزة

احتدم السجال داخل الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية حول مصير ومسار العمية البرية المرتقبة بعد اكثر من اسبوعين على بدء الحرب، ردا على عملية "طوفان الأقصى" في 7 من اكتوبر ، والتى قيل اسرائيليا ان أهداف العملية تتمحور حول تصفية حركة حماس وتقويض سلطتها في قطاع غزة وخلق واقع امني وسياسي جديد .

لكن تأخر العملية البرية وارجائها اكثر من مرة في ظل تعدد سيناريوهات الاجتياح لقطاع غزة، عكس بحسب مراقبين إسرائيليين، مخاوف ميدانية وسياسية فرضت نفسها بشكل كبير على القادة الإسرائيليين، حول إمكانية تحقيق اهداف العملية في ظل عدم وجود تصور لنهايتها والمدي الزمني لها التي قال بعض القادة الاسرائيليين انها قد تستغرق أسابيع ليعود وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت انها قد تستغرق 3 شهور فيما تحدث سابقا مسئوليين امنيين اسرائيليين عن شكل اخر غير العملية البرية .

مخاوف حقيقية

تشير التقديرات والتحليلات الى خشية حقيقية تساور المستويات الأمنية والعسكرية حول واقعية اهداف الحرب وإمكانية عدم إنجازها ، وتسجيل المزيد من الإخفاقات عقب معركة "طوفان الأقصى" مما يضيف انتصار معنويا اخر للمقاومة في قطاع غزة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز ثورة الغضب على الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو، الذي يرفض تحمل أي مسؤولية، ويوجه أصابع الاتهام بالفشل والإخفاق للمستويين الأمني والعسكري.

ويري الكثير من المراقبين ان المعركة البرية المزمعة قد تستغرق وقتا طويلا اكثر مما هو مقدر عملياتيا لها في ظل عدم اليقين الزمني ، والى تورط إسرائيل في مستنقع غزة واحتمال انفتاح جبهات أخرى خاصة الجبهة الشمالية المتدحرجة يوما بعد اخر .

المحلل العسكري في التلفزيون الإسرائيلي الرسمي (آيال عليمه) قال في تصريحات بهيئة البث الاسرائيلية "كان" إنه لا توجد أهداف رسمية معلنة من وراء التوغل البري في القطاع، مشيرا إلى أن ما رشح من أهداف ما هي إلا تصريحات لبعض السياسيين الإسرائيليين، وبالتالي إذا كان سقف الأهداف هو القضاء على حماس سياسيا وعسكريا، فإن ملامح المعركة ستتغير وستكون هناك سيناريوهات مختلفة كما ان إسرائيل لا تريد احتلال قطاع غزة والمكوث هناك.

اقرأ أيضاً: خبير عسكري يكشف: مهمة مقاومي الضفة إشغال العدو عن معركة غزة

الى ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي "حسام الدجني" في مقال له حول سيناريوهات الحرب ان هذه الحرب قد تتوسع الي حرب إقليمية قد تطيح بالمشروع الصهيوني وتضرب السلام والاستقرار الإقليمي والدولي وتحدث تحول بالخارطة السياسية للشرق الأوسط.

هذه المخاوف لم تقتصر على الاوساط الإسرائيلية بل شاركتها كذلك الولايات المتحدة التي قيل بأن بعض مساعدي الرئيس الأميركي جو بايدن، يشعرون بـ"القلق" من أن إسرائيل، على الرغم من أنها قد تبرع في وضع خطة فعالة لإلحاق ضرر دائم بحركة "حماس"، إلا أنها "لم تضع بعد استراتيجية للخروج".

من جهته قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، إن ان هناك مخاطر تواجه الجيش الإسرائيلي في حال الاقدام على عملية برية ".إذ أوضح أن "حماس خططت للدفاع عن غزة عندما خططت لهجومها على إسرائيل، ومن المحتمل أن تكون لديها مباني مجهزة للانفجار وكمائن وأسلحة يمكنها هزيمة الدروع الإسرائيلية".

وكان قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، قال إن اسرلائيل تشعر بـ"القلق" من أن تتحول الحرب الجارية مع حماس إلى صراع إقليمي أكبر.

خلافات داخل دوائر الحرب

في انتظار ما اسماه الجيش الإسرائيلي "القرار السياسي" لبدء العملية العسكرية البرية ضد قطاع غزة. برز الخلاف على السطح بين اقطاب حكومة الحرب حيث كشفت مصادر صحيفة اسرائيلية، إن هناك خلافات بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وبين وزير دفاعه يوآف غالانت، حول موعد وشكل العملية البرية.

وأجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن القيادة السياسية، بزعامة نتنياهو، تشد الجيش إلى الوراء في هذا الموضوع، استجابة لمطلب الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن ومستشاريه الذين يعتقدون أن الاجتياح البري سيشعل حرباً إقليمية ويهدد حياة الأسرى الإسرائيليين والأجانب لدى حماس .

كما انتقد محللون إسرائيليون تعاطي نتياهو مع المواجهة الراهنة معتبرين انه يمارس ما اسموها "عملية صهر الوعي للمجتمع الإسرائيلي، من خلال المراوغة بالإعلان بين الحين والآخر من قبل المستوى العسكري عن تأجيل التوغل البري تارة للحشد، وأخرى بسبب حالة الطقس وثالثة تمهيدا لكامل الجهوزية.

بدورها قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية إن إسرائيل تتجاوب مع طلب الولايات المتحدة تأجيل الاجتياح البري مقابل استنفاد الاتصالات الدبلوماسية للإفراج عن مزيد من الأسرى الإسرائيليين.

وبحسب الوكالة فإنها خطوة "يمكن أن تؤخر وربما تغير فكرة شن هجوم بري على القطاع".

وأوضحت أن إطلاق سراح الرهائن أصبح في حسبان التخطيط العسكري الإسرائيلي منذ يوم الجمعة عندما تم إطلاق سراح أم أمريكية وابنتها البالغة من العمر 19 عاما بوساطة قطرية.

التشكيك في قدرة الجيش

وسائل إعلام إسرائيلية قالت إنّ القوات البرية وسلاح المدرعات غير مستعدين لأيّ حرب مقبلة، بسبب مشاكل "خطرة" أبرزها انخفاض الحافزية لدى الجنود. محذرة من عدم جهوزية القوّات البرية الإسرائيلية، في حال حصل تصعيد في الشمال، وذلك على خلفية التوتر بين "إسرائيل" وحزب الله ، وفق موقع "إسرائيل هيوم" العبري .

بالاضافة الى ذلك ان فإن هناك شكوك تنصب في معظمها حول عدم قدرة جيش الاحتلال على الحسم الكامل والسريع، فالجيش فشل في مواجهة حماس على الحدود في المناطق المفتوحة، فكيف له أن يتعامل معهم في أرضهم وعلى مسارح طالما أجادوا فيها وحققوا انتصارات كبيرة؟

كما ان هناك شكوك تساور بعض الساسة بشأن عدم الاستعداد الكامل للقيام بعملية كتلك، رغم التسليح الهائل والدعم الكبير من أمريكا وأوروبا، حيث نجحت حماس وبقية فصائل المقاومة في تبني تكتيكات وإستراتيجيات عسكرية متطورة كفيلة بأن تورط جيش الاحتلال إن لم يأخذ في حسابه كل الاعتبارات.

المحلل السياسي في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية يونا جيريمي اعتبر ان تأخر الغزو البري لغزة يتعلق إلى أن هناك أيضا اعترافا عميقا داخل الجيش وعلى المستوى السياسي، بأن الجيش الإسرائيلي لم يخض حربا كهذه منذ عقود، وأن الاندفاع إلى التدخل دون استعداد، لمجرد إشباع التعطش للانتقام بشكل أسرع، يمكن أن يكون خطأ كبيرا.

بدوره قال الخبير العسكري واصف عريقات في حديث لـ "زوايا" ان الجيش الاسرائيلي بإمكانياته جاهزة، لكن بقدراته القتالية غير جاهز، لأن القدرات القتالية تعتمد على الجندي والجندي مهزوم معنويا وخاصة الجنود الاحتياط وتعد مهاراتهم الميدانية متدنية جدا كما ثبت خلال العام الماضي .

وأضاف عريقات الى هزيمة معنوية، أيضا الاجهزة الامنية والاستخباراتية فاقدة للمعلومات وهذا ثبت من خلال نجاح عملية طوفان الاقصى معلومات عن المقاومة الفلسطينية والمفاجآت والسلاح وكيفية ادارة المعركة من قبل المقاومة هذا كله ايضا حتى الان اسرائيل تفتقده وتخشاه.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo