بعد 75 عام

النكبة تتجدد وخيام الأونروا تعود

تهجير الفلسطينيين في غزة
تهجير الفلسطينيين في غزة

أقامت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مخيما جنوب قطاع غزة لإيواء النازحين يوم الخميس الماضي، جراء القصف الإسرائيلي في مشهد يعيد مشاهد النكبة الفلسطينية عام 1948 قبل 75 عاما.

يشار الى أن العدوان الدموي أدى الى استشهاد 4300 و13500 إصابة و1400 بلاغ عن مفقودين، فضلا نزوح مليون فلسطيني خاصة بعد تدمير قرابة 135.000 وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي، منها أكثر من 10.000 بشكل كامل، وأكد بيان صادر عن الأمم المتحدة أن هجمات الاحتلال الإسرائيلي دمرت 30% من الوحدات السكنية في قطاع غزة.

ولأول مرة في التعامل مع الكارثة الإنسانية جراء العدوان قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا التابعة للأمم المتحدة إقامة مخيم في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة يضم 60 خيمة، يعد الأول من نوعه للتعامل مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم، لاسيما من غزة وشمالها، تحت وطأة الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر الجاري وقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء عن القطاع، الذي يسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفي مخيم النازحين فضلا عن التجمعات الأخرى في المدارس التي تشر عليها الأونروا ظهر عناصر الخدمة المدنية من عناصر الشرطة بزيهم الرسمي، كما شرعت فرق البلديات في ترحيل النفايات ومحاولة توفير الخدمات للمواطنين، يشار أن العدوان أدى الى تدمير 160 مدرسة تعرضت للقصف منها 19 مدرسة خرجت عن الخدمة، 64 مقر حكومي وعشرات المرافق الخدماتية والمنشأة العامة تعرضت للقصف، في إحصائية أولية.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن "ملاجئ الأونروا التي تؤوي أكثر من نصف مليون شخص تعاني من الاكتظاظ، وخاصة في جنوب غزة؛ وبحسب ما ورد بدأ بعض النازحين بالعودة إلى مناطق أخرى"، وأفادت المنظمة الدولية مقتل 16 من موظفيها في غزة منذ بدء الحرب.

WhatsApp Image 2023-10-21 at 4.28.46 PM.jpeg
وتعود مشاهد الخيم الى النكبة الفلسطينية عام 1948 التي تسببت بطرد نحو مليون فلسطيني ليعيشوا لاجئين في البلدان العربية المجاورة، كما كان لهذه الحروب أثارها الاجتماعية على المجتمع الفلسطيني حيث أدت إلى تمزيقه وتقطيع أوصاله.

وقبل 75 عاما احتلت الحركة الصهيونية معظم أراضي فلسطين بدعم من الاحتلال (الانتداب) البريطاني، وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أعلن أن عدد الفلسطينيين تضاعف نحو 10 مرات منذ النكبة عام 1948، ويُقدر اليوم بحوالي 14 مليونا و300 ألف، بينهم حوالي 6 ملايين و400 ألف لاجئ، وبذلك فإن "الفلسطينيين يشكلون 50.1% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود 49.9%".

اقرأ أيضاً: الاحتلال يقتل الشهود ويمنع الصورة

واستنادا إلى سجلات وكالة الأمم المتحدة، قال جهاز الإحصاء إن عدد اللاجئين المسجلين لعام 2022 بلغ قرابة 6 ملايين و400 ألف يعيشون في 58 مخيما رسميا تابعا لها" في فلسطين ودول الجوار.

مع العلم أن النكبة حوّلت غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان، حيث يوجد "6019 فردا لكل كيلومتر، 569 في الضفة الغربية نهاية 2022".

وتعود أحداث النكبة إلى تشريد 957 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يقيمون في 1300 قرية ومدينة في فلسطين التاريخية عام 1948، أين سيطر الاحتلال على 774 قرية ومدينة فلسطينية، دمر 531 منها بالكامل، واقترفت العصابات الصهيونية أكثر من 51 مجزرة أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني".

وأفاد الجهاز الفلسطيني بأن ما يزيد على 100 ألف فلسطيني استُشهدوا دفاعا عن الحق الفلسطيني منذ النكبة، وأكثر من مليون اعتُقلوا منذ 1967.

وللمرة الأولى، أحيت الأمم المتحدة، من خلال "لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف"، ذكرى النكبة في مقر المنظمة الدولية بنيويورك، وتأتي الفعالية وفقا لتفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 نوفمبر 2022.

يخشى الفلسطينيون أن يكرر التاريخ نفسه خلال حرب التدمير والابادة في قطاع غزة وبدلا من أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية يواجهون هجرة وابادة جديدة في القرن الواحد وعشرين بعد ثلاثة أرباع قرن من النضال والكفاح من أجل الحرية.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo