انطلاق مارد الغضب

أسرار أخطر 12 ساعة فاجأت العالم

اقتحام المقاومة الفلسطينية لغلاف غزة
اقتحام المقاومة الفلسطينية لغلاف غزة

كشفت مصادر مطلعة تفاصيل ليلة "طوفان الأقصى" التي فاجأت الجميع وأذهلت العالم وحطمت أسطورة الجيش الذي يقهر وأجهزته الأمنية التي يعتبرها العالم الأكثر احترافية خاصة في الضربات الاستباقية.

ليلة الهجوم

استدعت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس ليلة الجمعة /السبت كافة مقاتليها بشكل مفاجئ ضمن ترتيبات روتينية "جرد السلاح" وهي عملية تفقد دورية للسلاح وضبطه وفحص يقظة واستعداد المقاتلين الميداني.

أشرف قادة كتائب القسام على حشود المقاتلين في أماكن التجمع المقررة، وبدأت عملية الفرز الساعة 11:00 من مساء يوم الجمعة واختار القادة خيرة المقاتلين الذين يعرفونهم عن قرب لجمع نحو 1500 مقاتل وتسريح الأخرين دون اثارة الشكوك، حسب تفاصيل جديدة أوردتها صحيفة الخبر الجزائرية.

بعد اختيار أفراد عملية طوفان الأقصى تم تجميع المقاتلين في مجموعات صغيرة وسحب وسائل الاتصال منهم لضمان انقطاعهم عن العالم الخارجي وعدم تسريب أي معلومة مما سيخبرهم بها قادة الكتائب عن تنفيذ العملية الكبرى، والتي تعني الاقدام على الشهادة بلا شك خلال أو بعد العملية ووضع مئات المقاومين امام خيارين إما المشاركة في الهجوم الكبير او البقاء في المواقع الى حين انتهاء العملية لمن لا يرغب في المشاركة لأسباب خاصة لديه.

اقرأ أيضاً: بفعل الحرب في غزة.. نزوح جماعي مأساوي وتضامن اجتماعي مشرف

أمام أكثر من ألف مقاتل من مختلف التشكيلات التي تدربت منذ سنوات على عملها في البر والبحر والجو عرضت قيادة العملية خرائط الهجوم وصور جوية رصدتها المسيرات الفلسطينية تظهر صور حديثة لكل المواقع العسكرية الإسرائيلية المتاخمة لحدود قطاع غزة، وكذلك تفاصيل خطة الاقتحام الكبير.

أسباب الانفجار

قيادة حركة حماس في غزة وعلى رأسها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار والقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف وقيادة المجلس العسكري رأت أنه لا فائدة من الوعود الإسرائيلية المتعلقة برفع الحصار بعد 17 عام من الوساطات العربية والدولية، كما أن هذه القيادة اعتبرت انها تعرضت للإهانة في ظل زيادة عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى بعد عامين من عملية سيف القدس عام 2021 والتي انطلقت رفضا لتدنيس المسجد الأقصى في تحدي لكل التهديدات التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.

قيادة حماس رأت العبث بالمنحة القطرية التي تقدم مساعدات لنحو 100 ألف أسرة وجزء من المنظومة الحكومية الخدماتية وفق المزاج الإسرائيلي، فضلا عن الضغط على القطاع المحاصر من خلال منع العمال من الوصول الى عملهم في الداخل المحتل بحجج واهية.

وكشف المصدر عن سبب نفسي هام بعد رسالة الأسير حسن سلامة في سجون الاحتلال الذي يشكو فيها من استلام صديقه الأسير المحرر يحيى السنوار للواقع وعدم تقديم جديد في ملف الأسرى وعدم قدرة ملف أسري الاحتلال لدى المقاومة وعددهم أربعة على تحريك المفاوضات جراء تعنت حكومة الاحتلال.

ونوه المصدر أن كل معاناة الشعب الفلسطيني على مدار 75 عام حشدت العزم على طوفان يجعل فارق بين الوعود والحقيقة ويعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية في ظل وجود حكومة إسرائيلية فاشية ومسارات التطبيع التي تجاهلت حقوق ومعانة الشعب الفلسطيني.

صلاة الفجر.. ساعة الصفر

صدرت التوجيهات بانطلاق العملية بعد صلاة الفجر بتوقيت فلسطين، وفق الخطة التي بدأت بتسلل مجموعات خاصة عبر سلسلة الانفاق الحدودية وتحت غطاء صاروخي بلغ 5000 صاروخ متعددة المدى، واقتحام نحو 17 منطقة عبر تفجير السياج الالكتروني ودخول أفواج المقاتلين الذي أسقطوا منظومة الجيش المسؤولة عن قطاع غزة باقتحام "مقر فرقة غزة" خلال نصف ساعة فقط.

فتحت طلائع المقاومين الطريق نحو كل التجمعات الاستيطانية والعسكرية الإسرائيلية التي سقطت تحت هول الصدمة وفضل غالبية أفراد جيش الاحتلال في الخدمة لحظتها الهروب وترك المواقع، فيما فوجئ غالبية الجنود بأنهم تحت بنادق مقاتلي القسام الذين شرعوا خلال نصف ساعة تقييد كل جندي لم يقاوم الهجوم ونقله الى مواقع محددة داخل القطاع وفق الخطة وتعليمات قائد القسام بعدم قتل النساء والأطفال والمسنين وفق تعاليم الحرب في العقيدة الإسلامية.

اقرأ أيضاً: مفكر بحريني: "طوفان الأقصى" انتقم لـ "75" عاماً من ظلم للشعب الفلسطيني

الخطة كانت تقتضي أسر عشرات الجنود وكانت التوقعات بين 30-50 أسير من الجيش الإسرائيلي، لكن النتيجة كانت أكبر من أوسع كل التوقعات بنحو 250 أسير بينهم جنود وضباط، ومقتل 1600 إسرائيلي وما يزيد عن 3الاف جريح بينهم 300 في حال الخطر، ولا زال جيش الاحتلال يكتشف جثث مفقودة في غلاف غزة.

أفواج جديدة لم تكن على علم بالعملية من حركة حماس وباقي فصائل المقاومة استيقظت على رشقات الصواريخ الكثيفة وكان اعتقاد غالبية مقاومي الفصائل الأخرى الأولي أن الاحتلال ارتكب عملية اغتيال كبيرة استدعت رد سريع من قبل كتائب القسام.

لم يقتصر الاقتحام على المجموعات العسكرية لفصائل المقاومة بل التحق مئات المواطنين بالدخول الى المواقع العسكرية والاستيطانية لدرجة ان كتائب القسام والأجهزة العسكرية اضطرت لجمع أسرى من يد المواطنين الذين عادوا بالغنائم البشرية والمادية.

الهجوم الذي فاجئ المنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية لم يكن مفاجئ لأن المقاومة اجرت مناورة الركن الشديد (4) التي أجرتها فصائل المقاومة قبل أقل من شهر في 12 من سبتمبر المنصرم، وخلالها تم محاكاة هجوم واسع من قبل المقاومة الفلسطينية الا أن الحكومة الإسرائيلية كانت ترى أن الفصائل الفلسطينية باتت مردوعة وعلى رأسها حركة حماس التي لم تشارك في صد حربين ضد قطاع غزة أخرها ضد حركة الجهاد الإسلامي في اجراء تضليل كبير للاحتلال وللحفاظ على قدرات كتائب القسام من الاستنزاف بانتظار خطة طوفان الأقصى.

سيبقى هجوم طوفان الأقصى حدث تاريخي ليس على المستويين الفلسطيني والإسرائيلي بل سيكون له تداعيات على المنطقة والعالم الذي بين خيارين اما نيل الشعب الفلسطيني حقوقه والتخلص من اخر احتلال في العالم أو استمرار دوامة العنف التي لا يعرف أحد نهايتها.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo