هكذا ضلل الاحتلال الإعلام الغربي بمعركة طوفان الأقصى وسبل المواجهة

قصف المدفعية على حدود غزة
قصف المدفعية على حدود غزة

حربٌ نفسيةٌ شعواءٌ ودعايةٌ إسرائيلية متواصلةٌ موجهة محليًا وعربيًا ودوليًا، لتبرير هجومها الكبير على غزة ومسح أحياء كاملة وقتل وإصابة الآلاف.

الخبير في الدعاية حيدر المصدر قال إن الدعاية الإسرائيلية تتركز على ثلاث أطروحاتٍ، "الوحشية الفلسطينية، الإنسانية، التبرير والدعاية العدوانية".

وبين أنّ أطروحة الوحشية الفلسطينية تتعلق بحركة حماس وإدانتها، والأطروحة الإنسانية التي تتعلق وبما تزعم أنه تعرض له المستوطنون الأطفال والنساء، والأطروحة الثالثة التبرير والتي تتعلقُ باستخدام قوة الاحتلال في غزّة.

أساليب لتعزيز الدعاية الإسرائيلية

والأطروحة الإنسانية والوحشية، موجّهتان إلى الغرب وإعلامـه، بحسب "المصدر" الذي لفت إلى أن لكل أطروحةٍ أساليب استخدمها الاحتلال لتعزيزها.

ونوّه أن أطروحة "الوحشية والإجرام الحمساوي" التي استخدمها الاحتلال وروّج لها، اعتمدت على الإشاعات والأخبار والأكاذيب مثل اغتصاب النساء وقتل الأطفال وتشبيه حماس بـ "داعش" وبما حدث في الحادي عشر من سبتمبر، وأن ما حصل أسوأ من "الهولوكوست" لشيطنة حركة حماس.

وأشار إلى أن كل الأساليب السابقة، تدفع باتجاه الأطروحة الثالثة، وهي تبرير شن حربٍ مدمرة في غزة، ومسح أحياء كاملة.

سبل المواجهة

وعن سبل مواجهة الدعاية الإسرائيلية، يجب رصد المشاهد التي تثبت زيف الاحتلال وكذبه، مشيرًا إلى فيديو كتائب القسّام كمثالٍ والذي أظهرت مشاهد بالإفراج عن مستوطنة وطفليها، حيث فنّد ادعاء الاحتلال بأن المقاومين قد اغتصبوا وقتلوا الأطفال الإسرائيليين. "بحسب المصدر".

ودعا لأن يكون هناك تحكم اتصالي فلسطيني وحراس بوابة لكل الأخبار والمشاهد التي تصدر من الجانب الفلسطيني، وانتقاء ما يجب وما لا يجب نشره.

ويجب توعية القائمين بالاتصال من الجانب الفلسطيني، بأن يواجه الدعاية الإسرائيلية لا أن يغذيها، وأن يصبحوا ذا نظرةٍ نقديةٍ إزاء الأحداث، لا أن يكونوا عبارة عن ناقلين لكل ما يحدث.

وحول الاتصالات الذي يجريها الاحتلال والمستوطنون على المواطنين والتي تتضمن تسجيلاتٍ وتهديداتٍ للمواطنين الفلسطينيين، أكد على ضرورة أن يكون للإعلام الحكومي والإعلام الفلسطيني ككل، دور في توعية المواطنين وعن كيفية التصرف حال تلقيهم اتصالًا من الاحتلال.

كما دعا إلى ضرورة أن يكون هناك منظومة فلسطينية دعائية موجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي إلى الإعلام الغربي، وتفسير الأحداث وعدم الاكتفاء بالمعلومات الأولية، وعدم ترك الجمهور الغربي فريسة لتفسير الإعلام الإسرائيلي.

ورأى "المصدر" أن الوقت لا يسعف حاليًا للرقابة على وسائل الإعلام، إلا أنه في الوقت ذاته، يسعف حملات توعوية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وضخ محددات إعلامية لوسائل الإعلام.

إعلام عنصري ضد الفلسطينيين

بدوره أكد المحلل السياسي تيسير الزبري، أن الإعلام الإسرائيلي والأوروبي والأمريكي إعلام عنصري يقف ضد الفلسطينيين بشكلٍ واضحٍ وفاضحٍ.

وأشار إلى ما وصفه بـ "فضيحة بايدن" الذي ادعى بأن المقاومة تقتل الأطفال وتعتدي على النساء، في حين أقر لاحقًا بأنه تم تضليلهم من خلال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ومن خلال صحفي إسرائيلي عنصري وحاقد "حسب وصفه".

واستذكر "الزبري" موقف وزير الدفاع الأمريكي في عهد "بوش الابن" والذي حملة قطعةً صغيرةً على الإعلام ليدلل بأن العراق يمتلك القنبلة النووية والسلاح الكيماوي والجرثومي، ما شكل غطاءً للرأي العام الغربي وتبريرًا لمهاجمة العراق.

واعتبر أن الإعلام الأوروبي يسير خلف أذيال الإعلام الأمريكي والصهيوني، مطالبًا بفضحهم عبر وسائل الإعلام العربية الموجهة للغرب وكشف الحقيقة.

صحوة الرأي العام العالمي

وتمنّى أن يكون مشهد الإفراج عن المستوطنِة الإسرائيلية وطفليها بداية صحوة للرأي العام الغربية، داعيًا المقاومة للتفريق بين الجنود والضباط الأسرى وبين المدنيين ولا سيما النساء والأطفال منهم.

وطالب وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية بأن يتصدّوا لأساليب التخويف واليأس التي تبثها دولة الاحتلال عبر حربها النفسية التي اعتبرها أشد عتيًا من الحرب النووية، والتي تشوه الوعي العالمي.

وأشاد "الزبري" بتحذير بعض وسائل الإعلام الفلسطينية وتوعيتها للمواطن الفلسطيني حول اتصالات التهديد التي يتلقاها من الاحتلال ومستوطنيه.

ونوّه إلى أنّ الاحتلال لا يحتاجُ تبريرًا لجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطينية، وأن الفلسطينيين على مدار الصراع يُقتلون ويهجرون من أرضهم بدون إطلاق أي رصاصةٍ منهم تجاه الاحتلال في كثيرٍ من الأحيانِ.

ولا يزال الاحتلالُ يمارسُ دعايته ضد الشعب الفلسطيني لتبرير عدوانه الهمجي الذي راح ضحيته الآلاف ما بين شهداء وجرحى، معتمدًا على قنواته المحلية والعالمية لتضليل الرأي العام سواءً عن طريق تبيان زعمه بوحشية المقاومة أو من خلال أنسنة ادعاءاته بما يتعلق بـالأطفال والنساء الأسرى، وسط دعواتٍ لمواجهة الإعلام الإسرائيلي وتنفيد أكاذيبه وإيصال الرواية الفلسطينية لكل العالم.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo