قال المفكر البحريني د. علي محمد فخرو أن السياسات الأمريكية نجحت في إقناع بعض الأقطار العربية للدخول في عملية التطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي من خلال تقديم وعود مضللة وممارسة كل أنواع التهديد والضغوط والابتزاز بأن التطبيع سيقود إلى حل معقول "حسب الفهم الأمريكي والفهم الصهيونى" لكلمة الحل، والتي لن تزيد على استسلام عبودي من أجل كسب فتات الفتات مما بقى من وطنهم ومجتمعهم وتاريخهم وهويتهم وثقافتهم وحقوقهم السياسية.
وأوضح المفكر البحريني في مقال بصحيفة "الشروق" المصرية أن الصهيونية العالمية القابعة خلف أساطير وخرافات دينية وتاريخية، نجحت إبان اتفاقيات "أوسلو العبثية" في بناء يمين صهيوني ديني دموي بالغ التطرف، بالتنسيق مع الاستعمار الغربي، وفى مقدمتهم بريطانيا وأمريكا.
ووصف فخرو من يخوضون معركة "طوفان الأقصى" بالشجعان والأبطال، محذراً من "دموع التماسيح" في أوروبا وأمريكا للذين يتباكون عند سماعهم بكاء بضعة أطفال أو نساء أو جنود من المستوطنين، دون الالتفات لبكاء وآهات وأوجاع واستنجاد شعب فلسطين المظلوم عبر خمس وسبعون عاماً.
اقرأ أيضاً: الأردن.. الجبهة التي يطمعُ فيها الاحتلال ويخشى تحركها
وأضاف المفكر البحريني أن بعض العرب لا يرون حقائق التاريخ الناصعة، ولا يعون حقائق الحاضر الخطرة المأساوية، ولا يدركون حقائق المستقبل وأهواله القادمة، وتضحيات أبطال ومجاهدو فلسطين من الشباب والكبار والأطفال، والذين يموتون من أجل الدفاع عن هذه الأمة كلها.
وتساءل أنه متى ستعتبر الجامعة العربية ومؤسسة مؤتمرات القمة العربية ومؤسسات المجتمع المدني وشعوب الأمة العربية الإسلامية، وسيعتبرون أمريكا دولة عدوة حاقدة ظالمة يجب أن تُقاطع وتحارب فى كل الحقول السياسية والاقتصادية والثقافية وفى كل الساحات الدولية بعد أن أكدت كالعادة انحيازها المجنون، الممتد أكثر من سبعين سنة، ضد شعب فلسطين المضطهد دون ذنب جناه وتجاه أمتي العرب والإسلام؟