خطابا الملك عبد الله ومشعل..

الأردن.. الجبهة التي يطمعُ فيها الاحتلال ويخشى تحركها

الملك عبد الله
الملك عبد الله

في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والذي خلف أكثر من ألفِ شهيدٍ وآلاف الجرحى، وهدم آلاف المنازل، كان للملك عبد الله خطاب أكّد موقف الأردن الثابت إزاء القضية الفلسطينية، في حين دعا رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل الأردن والعشائر الأردنية للتحرك نصرةً لفلسطين ولغزة.

هذان الخطابان تزامنا مع مسيراتٍ عارمةٍ شهدتها الأردن، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ولا سيما في غزة التي تتعرض لعدوانٍ لليوم الخامس على التوالي.

واعتقد المحلل مصطفى الصواف أن خطاب رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، خالد مشع لموجّه لكل الأمة العربية والإسلامية من أجل نصرة فلسطين.

ووجه مشعل خطابًا إلى الشعب الأردني ولا سيما العشائر الأردنية للتحرّك لنصرة فلسطين في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة لحربٍ إسرائيلية ضروسٍ.

وأكد "الصوّاف" أن خطاب مشعل، كان ردًا على وزير المالية الإسرائيلي "سموتريتش" الذي حمل خرائط هزلية لـ "إسرائيل" بحدودٍ موسعةٍ تشمل المملكة الأردنية.

وبيّن أنّ الخطاب حملَ تحذيرًا إلى الأردن والأردنيين بأن هناك أطماعًا للاحتلال في الأردن، وأنه يخططُ بعد انتهاء المقاومة في فلسطين وسيطرته الكاملة على فلسطين، سيأتي الدور على الأردن.

وأوضح أن الأردنيين عبرّوا عن شعورهم بمسيراتٍ عارمةٍ أمام السفارة الإسرائيلية تضامنًا مع غزة، حيث يعتبرون أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.

ولفت في مقابلة مع "زوايا" إلى أن الجبهة الأردنية مع الاحتلال طويلة ويخشاها الاحتلال، ولا يؤمن بأنّ الموقف الحاكم للأردن ستؤمن له الحدود لفترةٍ طويلةٍ من الزّمن، لأنه يؤمن بأن الشعب الأردني على وعيٍ كاملٍ بالمخاطر التي تهدد الأردن وأطماع الاحتلال.

اقرأ أيضاً: فشل مدوي للاحتلال.. هكذا باغتت المقاومة غلاف غزة

بدوره قال أستاذ العلوم السياسة صلاح عبد العاطي لموقع "زوايا" ، بأن خطاب خالد مشعل جاء عامًا للأمتين العربية والإسلامية، إلا أنه ركز على دول الجوار ولا سيما الأردن بحكم العلاقات التاريخية، وآملا بتحركٍ ملكي وشعبي واسعٍ سواءً على المستوى الإنساني أو الميداني.

في حين، اعتبر "عبد العاطي" خطاب الملك عبد الله، ثابت تجاه القضية الفلسطينية، حيث أكد على التمسك بالحقوق الفلسطينية وأن سياسة الأردن تجاه القدس ثابتة.

ورأى أن الخطاب فيه ارتقاءٌ تجاه القضية الفلسطينية، حيث أكّد أن جذر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، هو الاحتلال الذي لا يمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه.

لكنّ في الوقت ذاته، بيّن أن هناك هوةً بين المتوقّع من الأردن ومن الدول العربية وما بين الواقع، حيث نوّه إلى أنه من المتوقّع أن يكون الموقف الأردني أكثر قوةً إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، باعتبار الأردن الأمين على المقدسات الإسلامية في فلسطين.

وأشار إلى أنه من المفترض أن يراجع الأردن سياساته مع الاحتلال، واتفاقية "وادي عربة" بين الأردن والاحتلال الذي لم يلتزم بالوصاية الهاشمية.

وفي الوقت ذاته، اعتبر أن هناك هوّة بين السياسة العربية الرسمية، والمطالب الشعبية إزاء ما يحدث في فلسطين وغزة.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo