المعشر: هجوم المقاومة أعاد الأمل لجيل فلسطيني فقد الثقة في قيادته والعالم

اطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات
اطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات

قال د. مروان المعشّر وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق إن "إسرائيل" خسرت الكثير سواء من ناحية صورتها المتفوقة عسكريًا، أو من ناحية محاولة القفز فوق الجانب الفلسطيني وإعطاء الانطباع بأن السلام ممكن في المنطقة، من دون الوصول إلى اتفاق مع الفلسطينيين.

وأضاف المعشر خلال مقال له في مؤسسة كارنيغي تحت عنوان "عملية حماس ومستقبل الصراع العربي الإسرائيلي" أن عملية حماس الأخيرة أظهرت القدرة المهنية العالية التي تتمتع بها على إلحاق خسائر غير مسبوقة في الأرواح والبنية التحتية لإسرائيل منذ العام 1973، وأعادت الأمل لجيل فلسطيني فقد الأمل بقيادته، والمجتمع الدولي لتحقيق آماله الوطنية.

وأوضح المعشر أنه على الرغم من انشغال وزير الأمن القومي بن غفير والحكومة الإسرائيلية بشكل عام بالانتهاكات اليومية في الضفة الغربية، في القدس، وجنين، وغيرها من مدن الضفة، جاء ردّ الفعل من غزة، التي من المفترض أنها تعيش ضمن حصار خانق ونظام أمني إسرائيلي لا يسمح لها بهذه الاختراقات، ومن شبان ليس من المفترض أن يكونوا على هذا القدر من التدريب والانضباطية.

اقرأ/ي أيضاً: فشل مدوي للاحتلال.. هكذا باغتت المقاومة غلاف غزة

وأشار إلى أن حجم العملية وتوقيتها ومدى مهنيتها وفاعليتها مصدر دهشة للجميع، ولا ينبغي أن يستغرب أحدٌ من حصولها بعد عقود من الحصار الخانق لفلسطينيي غزة، وغياب أي أفق سياسي يطرحه المجتمع الدولي لسنوات طويلة، إضافةً إلى الغطرسة والعنصرية اللتَين تبديهما "إسرائيل" وحكومتها الحالية.

وشدد على أن الفلسطينيين لن يقبلوا بالاحتلال والعنصرية والأبرتهايد الإسرائيلي مع مرور الزمن، بل هم اليوم يثبتون أن عامل الزمن سيعمل لصالح تحقيق تطلعاتهم الوطنية والقومية، مؤكداً أن المجتمع الدولي لا يستطيع الاستمرار في تجاهل إعطاء الفلسطينيين حقوقهم القومية والسياسية والإنسانية المشروعة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ثم يتوقع أن يبقى الجانب الفلسطيني قانعًا خانعًا.

ونوه المعشر إلى إن السيناريو الأكثر احتمالًا هو المزيد من العنف، تعبيرًا عن حالة الإحباط الشديدة التي يشعر بها الفلسطينيون، من دون أن يؤدي ذلك إلى عملية سياسية في المدى القريب، أما في المدى البعيد، فسيفرض البعد الديموغرافي نفسه بشكل إيجابي لصالح الفلسطينيين؛ على الرغم من استمرار تجاهل المجتمع الدولي لجوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الفلسطينيين لتطلعاتهم الوطنية

المصدر : مؤسسة كارنيغي

مواضيع ذات صلة

atyaf logo