استمرار سقوط الخرافة

سقوط جيش الاحتلال
سقوط جيش الاحتلال

الجيش الذي لا يقهر تمَّ قهره ودحره كالعادة، الجيش الأسطورة ليس سوى خرافة، هكذا أثبتت الأحداث على أرض الطُّهر والرسالات؛ فلسطين في مواجهة المستعمرة الإسرائيليَّة الكبرى طوال عقود. ولعلَّ الأحداث الأخيرة أو ما أُطلق عَلَيْه بطوفان الأقصى التي شهدتها الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة تثبت ذلك من جديد.

على العموم الأحداث في فلسطين المحتلَّة قديمًا وحديثًا توضِّح بجلاء كيف هي نتائج الظلم والإرهاب والتعدِّي على حقوق الشعوب؟ ولا غرابة في أيِّ حدَثٍ يؤكِّد استمرار الشَّعب الفلسطيني في الدِّفاع عن أرضه وعِرضه، ولا استغراب في ردِّ العدوان بأيِّ شكلٍ من الأشكال، ولا مبالغة في ردة الفعل حين تكُونُ في مواجهة الآلة الصهيونيَّة التي تدعمها قوى الاستعمار العالَمي.

إذًا ما زال الشَّعب الفلسطيني يؤكِّد استمرار سقوط الخرافة بالأدلَّة والبراهين، واستمرار التأكيد على أنَّ الخوف يقتلع أوَّلًا من النَّفْس والفِكر، ثمَّ من الواقع، بل إنَّ اقتلاعه من الواقع أسهل بكثير حين تملك الإرادة والعزيمة، وقَبلها الحُريَّة والكرامة، وهو ما يؤكِّد عَلَيْه هذا الشَّعب الذي يرفض القَبول بخرافات المستعمرة الإسرائيليَّة الكبرى، ومن ضِمْنها الجيش الذي لا يقهر.

اقرأ أيضاً: وزير خارجية لبنان: حزب الله وعد الحكومة ألا يتدخل في حرب غزة

حقيقة النصر والهزيمة هنا، لا تكمن في قدرة المحتلِّ على البقاء في الأرض المحتلَّة لأمدٍ طويل، بل يتضح إعجاز النصر بقدر قدرة أصحاب الأرض المحتلَّة على المقاومة والصمود، بالرغم من الظروف الصعبة التي يمرُّون بها، وخصوصًا في ظلِّ الفارق الشاسع بَيْنَ الطرفَيْنِ في العدَّة والعتاد والدَّعم المادِّيِّ واللوجستي المعنوي، منذ نشوء وقيام هذا المسخ على الأرض العربيَّة، كذلك في القدرة على مقاومة الهزيمة نَفْسِها أو الاعتراف بها.

وهنا نقول: هل سمعتم يومًا فلسطينيًّا حُرًّا شريفًا يعترف بهزيمة شَعبه ووطنه في مواجهة هذا السرطان الصهيوني؟ والجواب بكُلِّ سهولة هو: لا، بَيْنَما اعترف المحتلُّ الإرهابي منذ اليوم الأوَّل الذي وطئت أقدامه القذرة أرض الطُّهر والرسالات فلسطين بهزيمته وانهزامه، بل وأنَّه محتلٌّ مُجرِم لأرض ووطن غيره، وهل هناك أكثر من ذلك هزيمة وامتهانًا للمستوطن الصهيوني؟

نعم ما زال الشَّعب العربي الفلسطيني يُسقط كُلَّ يوم خرافة إسرائيليَّة، يكسر تلك التابوهات السِّياسيَّة، وها نحن اليوم وبالأمس وبكُلِّ تأكيد في الغد القريب والبعيد سنشهد حقيقة سقوط تلك الأسطورة أو الخرافة ـ إنْ صحَّ التعبير ـ يقول الله عزَّ وجلَّ وهو العليم بهم (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) صدق الله العظيم.

المصدر : صحيفة الوطن العُمانية

مواضيع ذات صلة

atyaf logo