المملكة أولاً

كُتاب سعوديون: حان وقت "السلام" بين تل أبيب والرياض

التطبيع بين السعودية وإسرائيل
التطبيع بين السعودية وإسرائيل

في حوار سابق مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية قال ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" إنه في حال نجحت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بأن تعقد اتفاقًا بين السعودية و"إسرائيل"، فسيكون أضخم اتفاق منذ انتهاء الحرب الباردة.

وأكد "بن سلمان" حينها أن القضية الفلسطينية ستبقى مهمة للغاية بالنسبة للسعودية، وأنها تأمل أن تصل إلى حل يسهل حياة الفلسطينيين ويعيد "إسرائيل" كعنصر في الشرق الأوسط".

ومع تتابع الأنباء عن وجود تقدم في ملف التطبيع "السعودي - الإسرائيلي"، يحاول الكتاب السعوديون، الترويج لهذا الاتفاق بوصفه مصلحة خاصة للرياض، وعامة لمنطقة الشرق الأوسط.

ويؤكد "عبد الله بن بجاد العتيبي" الكاتب السعودي المهتم بالحركات الإسلامية والتغيرات في الدول العربية، أن السعودية تقود التوجه الجديد عبر رؤية ولي العهد، والقائمة على حلّ نزاعات القرون وصراعات العقود الماضية شديدة التعقيد.

وأضاف "العتيبي" خلال مقال له أن احتمالية السلام بين دول منطقة الشرق الأوسط باتت اليوم أكبر من الصراع، وأن السلام هنا أكبر من فكرة السلام مع إسرائيل وحدها، بل هي فكرة السلام بين دول المنطقة بأسرها ومشاريعها وتوجهاتها.

وأوضح أن ولي العهد السعودي بدأ بمشروع "الرياض الخضراء" ثم طوّره إلى "السعودية الخضراء" ثم انتقل به إلى "الشرق الأوسط الأخضر" وهو ضمن رؤيته الكبرى للبيئة والمناخ بشكل عامٍ، كما بدأ مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والسعودية وأوروبا، والذي يدخل ضمن رؤيته منذ سنواتٍ التي ترى بلاده محور ربطٍ بين القارات الثلاث؛ آسيا وأفريقيا وأوروبا، وعلى هذا يمكن القياس في بقية القضايا.

اقرأ أيضاً: التفاوض السعودي الإسرائيلي

وكشف "العتيبي" أن الاقتصاد أصبح أولويةً لكل دول المنطقة، وأن مصالح التوافق والتفاهم والتعايش صارت أكبر بكثيرٍ من تبعات النزاع والصراع وذلك لكل الأطراف.

وأضاف من هنا جاءت إعادة الدفء للعلاقات مع تركيا، وجاء الاتفاق مع إيران برعاية صينية، وجاء إشراك الهند في مشاريع كبرى وخرج الحديث عن السلام مع "إسرائيل".

تبادل المصالح

من جهته شدد "عبد الرحمن الراشد" الإعلاميّ السعوديّ، ورئيس التحرير الأسبق لصحيفة "الشّرق الأوسط" على أن كافة الاتفاقات العربية الإسرائيلية قامت على تبادل المصالح الثنائية، من "كامب ديفيد" وحتى آخرها مع البحرين، مرجحًا أن تسير المساعي السعودية على النهج نفسه.

وقال إن مطالبَ السعودية من بينها التعاون الدفاعي، والتسليح، والمشروع النووي، وغير ذلك، مع إحياء المفاوضات على حلّ الدولتين، قوبلت أمريكيا، حيث تحدَّث "محمد بن سلمان" عن رغبته في تمكين الجانب الفلسطيني من التفاوض ضمن الجهود السعودية.

وأوضح "الراشد" خلال مقال له أن المفاوضات الثنائية، السعودية الإسرائيلية، يقرّرها البلدان، أمَّا مفاوضات السلام، على صيغة الدولة الفلسطينية وحلّ القضايا المعلقة، اللاجئين والمستوطنات والعاصمة، فستكون قراراتها بيد الفلسطينيين وحدَهم في مسار مفاوضاتهم المنفصل.

وأشار الإعلامي السعودي إلى التحركُ الدبلوماسي الفلسطيني السريع، الذي يوحي حسب قوله إلى الرغبة في الاستفادة من الحَراك الجديد، وتمكّن الفلسطينيين اقتصادياً، وتعزّز دخولَهم الأسواق العربية، وإنقاذ الوضع المعيشي المتردي وتدفع باتجاه حلّ الدولتين.

اقرأ أيضاً: بأقلام فلسطينية وعربية: اتفاق "أوسلو".. ما له وما عليه

وأقر "الراشد" أن المسارُ السعودي قد لا يحقق دولة فلسطينية، لكنَّه سيخلق المناخَ السياسيَّ المؤيدَ لذلك.

انتصار اكتوبر

"علي المزيد" الكاتب والصحفي السعودي بدوره رأى خلال مقال له أن الدول العربية كسبت من السلام أكثر مما كسبته من الحرب، رغم أن السلام لم يكن جماعياً بين العرب وإسرائيل، وإنما تم بشكل منفرد، وهو ما أضعف المفاوض العربي.

وشن "المزيد" هجومًا على مسمى "انتصار اكتوبر" عام 1973، وقال إنه لم يستطع سوى تحرير 14 كلم من سيناء، بينما لم يتقدم سنتيمتراً واحداً على الجبهة السورية، لنصل في النهاية إلى الصلح مع "إسرائيل" عبر "كامب ديفيد" ومن ثم اتفاق "أوسلو" بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل".

وقدم الكاتب مراجعة سريعة للصراع العربي - الإسرائيلي الذي بدأ منذ وعد بلفور 1917 ميلادية، وقال إن العرب لم يفعلوا شيئاً حين استوطن الإسرائيليون جزءاً من فلسطين، وشكلوا العصابات الصهيونية ليتطور الوضع لإعلان الدولة الإسرائيلية.

وقال إن الدول العربية لديها قدرة خارقة على تلطيف المسميات وتخفيف وقعها، فجيش الاحتلال الذي هزمهم سنة 1948 أطلق عليه "عصابات"، والهزيمة أطلق عليها العرب مسمى "نكبة".

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo