هل نحتاج احتفالات الجامعات بهذه الصورة

من احتفالات التخرج بقطاع غزة
من احتفالات التخرج بقطاع غزة

من المعروف أن شعور لحظة النجاح والإنجاز لا يضاهيها أي شعور أبدًا في الحياة، خاصة فيما يتعلق بالنجاح الدراسي وحمل شهادة جديدة فهذه مناسبة تستحق الاحتفاء بها والتفاخر أيضًا، ولكن أليس لكل نجاح طريقته في الاحتفاء والاحتفال به بما يليق، وهذا هو موضوع هذه المقالة الصغيرة.

منذ سنوات عملت الجامعات في قطاع غزة على ابتداع "سُنة" جديدة تقوم فيها كل عام بتنظيم احتفالات تخرج لطلابها في منتجعات سياحية وقاعات فنادق كبيرة أظن أنها باهظة الثمن على الطالب الذي يدفع كل هذه التكاليف من شراء روب التخرج حتى الصورة التذكارية التي يتم التقاطها له وتسليمه إياها فيما بعد، لقد مررت بهذه التجربة المتواضعة عند تخرجي من جامعة الأزهر في عام 2008 وقتها كانت الجامعة تعقد هذا الحفل كل بضع سنين مرة، أما الآن فنرى أن كل جامعة في القطاع تعمل على التجهيز للحفل السنوي مع بداية الفصل الدراسي وكأن الحفل صار هو الهم الشاغل للجامعة من أجل اكتمال مشهد الدعاية المفرط في أبهته دون أي حاجة لذلك، أقصد هنا حاجة تعليمية موضوعية تخص الطالب والجامعة، بعيدًا عن الدعاية والضيوف والخطابات التي تلقيها الشخصيات العامة والتي في أغلبها تكون سياسية مستهلكة، بالإضافة إلى كلمات من رؤساء الجامعات والتي لا تخرج عن المألوف من تقديم نصائح فضفاضة لم تعمل الجامعات بجدٍ على ترسيخها في ذهن الطلاب من الأساس.

اقرأ أيضاً: حماس وسوريا.. حديث الغدر وعودة العلاقات

من جانب آخر تشتكي معظم جامعات القطاع من ضائقة مالية خانقة أدت في الكثير من السنوات إلى عدم تلقي الأساتذة فيها لمرتباتهم مما تسبب في إرباك الحالة التعليمة داخل الجامعات، وأحد أسباب هذه الأزمة هي حالة الفقر السائدة في قطاع غزة، إذن كيف للجامعات الفقيرة أن "تبتز" الطلاب الفقراء الذين ينتظرون لحظة الاحتفاء بتخرجهم وتطلب منهم دفع مبالغ مالية من أجل المشاركة في الاحتفال الخاص بتخرجهم، أي منطق هذا؟ ولماذا تُقام بعض تلك الحفلات في قاعات الفنادق، وفي المنتجعات السياحية، أهذه هي أماكن تصلح أكاديميًا لتخرج طلاب عِلم؟!

من الأولى والأجدر أن تعيد الجامعات في قطاع غزة النظر في هذه العادة غير الحسنة، فالطلاب يفخرون بأن يتخرجوا بطريقة تليق بسنوات دراستهم الأكاديمية من خلال احتفاء يُقام داخل الجامعة نفسها وفي قاعاتها الواسعة بطريقة رسمية أنيقة لا تحرف فكرة الاحتفاء وتجعل منه مناسبة دعائية تنافسية بين الجامعات التي صارت تنافس في أبهة ومكان إقامة الاحتفال ولا تتنافس في نوعية التخصص وتهيئة الطالب إلى سوق العمل من خلال تدريسه بطريقة صحيحة ومنهاج حديث.

اقرأ أيضاً: "زوايا" تكشف كواليس زيارة أبو مرزوق لغزة.. هل ينتهي الانقسام؟

إن المصاريف التي تنفق على الاحتفالات الخارجية كبيرة، فمن الأجدر أن يتم إنفاق هذه المصاريف على تحديث القاعات وتوفير الخدمات داخل الجامعة مثل خدمة الإنترنت غير المنتظمة في أغلب الجامعات خاصة في ظل الاعتماد الكلي على الإنترنت في أغلب الأوقات داخل الجامعة وخارجها، ناهيك عن أشياء كثيرة تحتاجها الجامعة لتنفق عليها آخرها هي احتفال دعائي يمكن الاستعاضة عنه بحفل رسمي أكاديمي لا يحرم الطالب الفقير من المشاركة فيه لأنه لا يملك رسوم المشاركة في الحفل الدعائي الكبير.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo