الرياض والتطبيع

إشارات سعودية.. وترقب فلسطيني ومشاورات مصرية أردنية

القمة الثلاثية في مدينة العلمين بمصر
القمة الثلاثية في مدينة العلمين بمصر

في خطوة هي الأولى في تاريخها، عيّنت المملكة العربية السعودية أوّل سفير لها لدى "دولة فلسطين"، وقنصل عامّ في القدس، وهو نايف "بن بندر السديري"، بصفة "سفير فوق العادة" مفوّض وغير مقيم لدى فلسطين.

ورأى البعض أن تعيين السفير السعودي يأتي في إطار تمسك السعودية بالمبادرة العربية للسلام التي أطلقت من قمّة بيروت عام 2002، ويقطع الشكوك والمخاوف الفلسطينية بالتطبيع مع دولة الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية.

هه الخطوة قرأتها السلطة الفلسطينية هي هذا النحو، حيث شدد "محمد اشتية" رئيس الحكومة الفلسطينية على أن تعيين سفير سعودي لدى السلطة الفلسطينية يحمل معاني سياسية مهمة في مواجهة الاحتلال.

كما ترافق تعيين السفير السعودي مع قمة ثلاثية "مصرية – أردنية – فلسطينية" عُقدت في مدينة العلمين المصرية وجمعت القادة الثلاثة: "عاهل الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس محمود عباس".

وبحسب "أكرم عطا الله" الكاتب والمحلل السياسي فإن السعودية أرادت أن تطمئن الفلسطينيين في ظل الحديث عن مفاوضات "سعودية - إسرائيلية" برعاية أمريكية لتوقيع اتفاق تطبيع بين الجانبين.

اقرأ/ي أيضاً: من غزة إلى بروكسل ... سرديات قاسية لناجين من الهجرة

وكثرت التساؤلات والتوقعات مؤخراً حول إمكانية توصل السعودية لاتفاق تطبيع مع "إسرائيل"، ويؤكد "عطا الله خلال حديثه لـ"زوايا"، أن رسالة الرياض جاءت في هذا السياق لتطمئن الفلسطينيين، وتجيب على هذه التساؤلات التي تطرح حول الموقف السعودي في إطار هذه المفاوضات.

وهنا أشار المحلل السياسي إلى تجاهل سعودي للدولة العربية المعنية تجاه ما يدور من حوارات أمريكية، وهو ما دفع هذه الدول للتنسيق والتشاور، لأن أي اتفاق سعودي سيكون له انعكاسات لا سيما على الأوضاع الفلسطينية والأردنية والمصرية.

رسالة مزدوجة

ومن القاهرة اعتبر "طارق فهمي" أستاذ العلوم السياسية المصري، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط الخطوة السعودية بتعيين سفير غير مقيم في الأراضي الفلسطينية بأنها بالغة الأهمية رغم العقبات التي تواجهها.

وقال إنها تحمل رسالة مزدوجة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فمن ناحية هي تأكد للفلسطينيين أن قضيتهم تمثل أحد الركائز الأساسية للرياض، وأن السعودية تنظر لها على أنها قضية عربية لن تتخلى عنها وستبقى تدعمها.

ومن ناحية أخرى تحمل رسالة للجانب الإسرائيلي أن السعودية لا زالت متمسكة بالمبادرة العربية التي تنبتها في قمة بيروت، وأن عملية التطبيع مرهونة بقيام الدولة الفلسطينية والانسحاب من الأراضي المحتلة عام 67.

ورأى "فهمي" في حواره مع موقع "زوايا" أن الخطوة السعودية لها ما بعدها وهي مرتبطة برسائل مباشرة للجانبين الأمريكي والإسرائيلي، بأنه لن يكون هناك سلام تطبيع على حساب القضية الفلسطينية.

ورغم الضغوط الأمريكية الكبيرة التي تمارس لتوقيع اتفاق تطبيع لما فيه من مصلحة مشتركة أمريكية وإسرائيلية، استبعد الكاتب المصري أن يتم التطبيع في هذا التوقيت، وأكد أن السعودية متمهلة في هذه الخطوة.

ونفى "فهمي" أن تكون القمة الثلاثة "الأردن ومصر وفلسطين" قد ناقشت ملف التطبيع السعودي الإسرائيلي، كاشفاً النقاب عن أن القاهرة ستدعو لمزيد من اللقاءات خلال الفترة المقبلة لتنسيق المواقف، قبيل زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للجمعية العامة في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر المقبل.

كما أكد أن القاهرة ستسعى من خلال هذه اللقاءات لتعزيز الحضور الأردني في مدينة القدس، في ظل الإجراءات الإسرائيلية لتحجيم الدور الأردني في المدينة

السعودية تضع شروطًا صعبة

وخلافًا لما يروجه له بعض المسؤولين الإسرائيليين من قرب التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، استبعد "جمال زحالقة" رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي السابق، أن تتوصل واشنطن إلى اتفاق ثلاثي مع السعودية، التي وضعت شروطًا وصفها بالصعبة لن تقبلها "إسرائيل" و"الولايات المتحدة".

وتطرق "زحالقة" عبر "زوايا" إلى تأكيد السعودية بأنها لن تقوم بتحسين العلاقات مع الحكومة الاسرائيلية الحالية، بالإضافة إلى وجود عراقيل أمام الإدارة الأمريكية لتمرير هذا الاتفاق في "الكونجرس"، خاصة مع إصرار الرياض على تطوير برنامج نووي مدني سعودي.

وحول ما يجري من لقاءات عربية مكوكية في المنطقة، أعرب "زحالقة" عن اعتقاده أنها لا علاقة لها بما يدور من حراك أمريكي للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين السعودية و"إسرائيل"، قائلاً:" لا اعتقد أن الدول العربية تجتمع لفحص تحرك دولة عربية أخرى".

اقرأ أيضا: لماذا سمحت حكومة غزة بـ"تصاريح المشغل" للعمل في (إسرائيل)؟

وربط عضو الكنيست العربي السابق بين هذه اللقاءات وما يجري من إجراءات إسرائيلية على الأرض، خاصة في إطار التنسيق الفلسطيني الأردني تجاه الإجراءات الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى المبارك، والتمدد الاستيطاني في الضفة المحتلة والقدس.

وكان البيان الختامي للقمة الثلاثة في مدينة العملين المصرية أكد على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق مصالح البلدان الثلاثة وشعوبها، ويخدم القضايا العربية.

وقال إن القادة الثلاثة بحثوا آخر مستجدات القضية الفلسطينية، وسبل مواجهة برنامج وممارسات الحكومة الإسرائيلية ووقف اجراءاتها أحادية الجانب، وجهود كسر الجمود في عملية السلام للتوصل إلى حل عادل وشامل على أساس حل الدولتين.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo