أبعاد أخرى للحرب

"إسرائيل ثانية" في أوروبا.. الجزء الذي تخفيه "الصهيونية" في أوكرانيا

الصهيونية في اوكرانيا
الصهيونية في اوكرانيا

أكد "إياد البرغوثي" الباحث والكاتب الفلسطيني أن "إسرائيل" تحاول إخفاء دور الصهيونية فيما يجري في أوكرانيا، في محاولة منها لتحييد نفسها في هذا الصراع، وإبقاء التقاطعات و"التفاهمات" مع "روسيا" في بعض الملفات الدولية وخاصة في سوريا.

وقال إن اصرار حكام أوكرانيا على "تحررها"، لا يعني الابتعاد عن الروس والارتماء أكثر في أحضان الغرب، بل هم يريدون أوكرانيا "صهيونية" أكثر من النازية، لأنها ستكون أكثر نجاعة في تحقيق الأهداف.

واعتبر "البرغوثي" في مقال له أن هجرة ما تبقى من يهود اوكرانيا وروسيا، أهم ما تستثمره "اسرائيل" في الحرب الدائرة في اوكرانيا، مضيفاً أن ما يريده الغرب من اوكرانيا، أن تكون "اسرائيل ثانية" في أوروبا الشرقية والبلقان، وتكون أداة للهيمنة على المنطقة السلافية وخاصة روسيا، كما تفعل "اسرائيل" بالنسبة للشعوب العربية وشعوب الشرق الأوسط.

وأوضح "البرغوثي" أن الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" أظهر في خطابه في الكنيست الاسرائيلي حقيقية توجهاته "الصهيونية" نحو "اسرائيل"، وتطرق الى ما يجمعها مع أوكرانيا، كما استعان بكلمات "غولدا مائير" رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة التي قالت "نحن نريد أن نعيش لكن جيراننا يريدوا أن يرونا امواتا"، وذكر الاسرائيليين بأن "هناك الكثير من الأوكرانيين الذين خدموا "اسرائيل".

اقرأ/ي أيضاً: التعريف الجديد لـ"معاداة السامية" يُسكت الأصوات المناهضة لـ"إسرائيل"

وشدد "البرغوثي" على أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يعي جيدًا هذا الدور، وأرجع أسباب العملية العسكرية في أوكرانيا إلى أفعال النازية الجديدة هناك، حيث كان ذلك جزءا من الحقيقة، ولم تكن الحقيقة كلها، فالجزء الآخر الذي تم "تغييبه" هو الصهيونية في أوكرانيا، ومن ورائها "اسرائيل" والصهيونية العالمية.

وبحسب الكاتب يتشارك اليمين القومي المتطرف في أوكرانيا مع النازية في التعصب القومي، ومعاداة الشيوعية والروس، بمن فيهم اولئك الذين يشكلون جزءا من اوكرانيا نفسها.

وأضاف أنه على الرغم من التقاطعات الكبيرة بين النازية والصهيونية، في العنصرية المبنية على التفوق العرقي، وكون كلتيهما وليدتا "الحضارة" الغربية، إلا أن الجرأة في الحديث عن النازية أكثر منها عندما يتعلق الأمر بالصهيونية.

وتابع:" الاختلاف بينهما في نوع الضحية، حيث ضحايا النازية من الأوروبيين، بينما ضحايا الصهيونية من الفلسطينيين والعرب الشرقيين".

وكشف "البرغوثي" أن النشاط الصهيوني بين اليهود الأوكرانيين قديم جدا، بالإضافة إلى الوجود اليهودي في أوكرانيا، وهو وجود كبير نسبيا إذا ما قورن بروسيا وبقية جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، موضحاً أن "أوكرانيا" تُعتبر مكانا مهما من ناحية دينية لليهود بمدارسهم المختلفة "الحريديم والحسيديم".

وأشار الباحث إلى أن الإعلام الأوكراني والغربي يُظهران حساسية شديدة تجاه القضايا التي تهم اليهود، أكثر من تلك التي تهم الأوكرانيين أنفسهم، في خضم الحرب الدائرة هناك.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo