سلاح ضد الفلسطينيين

التعريف الجديد لـ"معاداة السامية" يُسكت الأصوات المناهضة لـ"إسرائيل"

معادة السامية
معادة السامية

أكد "المركز الأوروبي للدعم القانوني" أن الحكومة الإسرائيلية والمجموعات المتحالفة معها تستخدم تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمفهوم "معاداة السامية" من أجل استهداف المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، وإسكات الأصوات المنتقدة لـ"إسرائيل"، وتحصينها ضدّ أي مساءلة.

واعترض "جيوفاني فاسينا" الخبير القانوني ومدير المركز و"أليس غارسيا" مسؤولة الاتصالات وحملات المناصرة في المركز خلال حوار معهما، على التعريف الجديد لمعاداة السامية، وبينا أنه يُبعد الانتقادات الموّجهة لإسرائيل على خلفية انتهاكها لحقوق الإنسان وأعمال القمع العنيفة ضدّ الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: "اللحام": قادة الانقسام يفسدون مشهد الانتصار في جنين

وكشفا النقاب عن وجود عدد من المؤرخين والكتّاب اليهود يرفضون تعريف التحالف لأنه يخلط بين انتقاد "إسرائيل" ومفهوم معاداة السامية، حيث حذّر 128 باحثًا متخصصًا في أبحاث الهولوكوست ومعاداة السامية والمجالات المتعلقة بها في رسالة مفتوحة من "عدم حصر الأمم المتحدة في تعريف مبهم لمصطلح معاداة السامية والذي يمكن استخدامه كسلاح أيضًا ضد اليهود المعارضين لسياسة "إسرائيل".

وقال "فاسينا" و"غارسيا" إن تعريف التحالف استخدم ضد 53 مرة، لاستهداف المدافعين عن حقوق الفلسطينيين بادّعاءات معاداة السامية التي ثبُت أن لا أساس لها من الصحة، وأكدا أن هذا التعريف يُطبَّق بطرق تكبح حرية التعبير والتجمّع، بما يتناقض مع ما تعلنه المفوضية الأوروبية منذ سنوات.

كما أكدا أن التعريف الجديد لـ"معاداة السامية" أثرٌ على الباحثين الذين يعملون على هذا الموضوع منذ سنوات عدّة، حيث واجه العديد من الموظفين والطلاب الأكاديميين إجراءات تأديبية مروّعة أشبه بمحاكمات مصغّرة، واضطُرَّ البعض إلى الاستعانة بمحامين، فيما غادر آخرون المجال الأكاديمي خوفًا من تعرّضها لرد فعل عنيف.

ولّد نوعًا آخرا من العنصرية ضد الفلسطينيين

وشدد المسؤولان في "المركز الأوروبي للدعم القانوني" أن تعريف التحالف، ولّد نوعًا آخرا من العنصرية ضد الفلسطينيين، وتُقصيهم، وتُلصق بهم صورًا نمطية، وتشوّه وتجرّدهم من الإنسانية".

ومن جهة أخرى أشار مدير "المركز الأوروبي للدعم القانوني" ومسؤولة الاتصالات فيه، إلى أن هيئات عامة وخاصة طبّقت تعريف التحالف بصورة متزايدة وكأنّه قانون، على الرغم من أنه يوصَف بأنه "غير مُلزم قانونًا".

اقرأ أيضاً: إعلامي لبناني: لا شيء يمنع أن تتحول غزة إلى "سنغافورة"

وأضافا "أن ادّعاءات معاداة السامية، حتى وإن ثبت أنها لا أساس لها من الصحة، تترك بصمات لا تُمحى في حياة الشخص، وأن مَن يمتلكون الموارد لرفع التحدّي بوجهها عليهم أن يسلكوا دربًا قانونيًا طويلًا، وشاقًّا للقيام بذلك".

ونوه "المركز الأوروبي للدعم القانوني" أن الحكومة البريطانية مارست ضغوطًا على الجامعات لاعتماد تعريف التحالف، وأدرجت أكثر من 200 جامعة بريطانية التعريف في سياساتها، ما أدّى إلى تعرّض الطلاب والموظّفين لإجراءات تأديبية.

يذكر أن التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست هو منظمة دولية حكومية تأسست عام 1998، لتعزيز وتشجيع وترويج التعليم حول الهولوكوست، والأبحاث بشأنه وسبل إحياء ذكراه، واعتمد مؤخرا ما يسمى "التعريف العملي لمعاداة السامية"، وقام بنشره في جميع أنحاء العالم.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo